مصادر: محادثات فيينا تمر بأخطر منعطف ومتوقفة بسبب 3 قضايا عالقة

كشفت مصادر مطلعة مقربة من المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي عن أن المفاوضات "تمر بأخطر منعطف وما يمكن أن نسميه حالة انسداد إلى حد ما".

ميدل ايست نيوز: كشفت مصادر مطلعة مقربة من المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي في فيينا لموقع “العربي الجديد” عن أن المفاوضات “تمر بأخطر منعطف وما يمكن أن نسميه حالة انسداد إلى حد ما”، مشيرة إلى أنها “توقفت فعلا منذ نهاية الأسبوع الماضي بانتظار قرارات واشنطن وطهران حول القضايا المتبقية”.

وأضافت هذه المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هذه القضايا العالقة هي ثلاث، الأولى هي مطالب إيرانية حول رفع “الحرس الثوري” الإيراني من قائمة الإرهاب، والقضية الثانية هي مطالبة إيران واشنطن بتقديم “ضمانات اقتصادية مؤثرة” بعدما انحلت مسألة الضمانات قبل نحو أسبوعين إثر موافقة أميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطور في الداخل بعد أن كانت واشنطن تطالب بتدميرها. والقضية الخلافية الثالثة حسب هذه المصادر “ترتيبات رفع بعض العقوبات”.

وأشارت المصادر إلى أن واشنطن وافقت مبدئياً قبل أكثر من أسبوع على رفع العقوبات عن الحرس وكيانات مرتبطة به، لكنها بعد ذلك لم تعط الموافقة النهائية ولم ترد على الطلب الإيراني بهذا الشأن، لافتة إلى أن “هذا أهم نقطة خلاف عالقة”.

وأوضحت أن “عدم حسم هذه القضايا في وقت لم تعد فيه تتسع المفاوضات لمزيد من النقاش وضع المفاوضات أمام حالة انسداد بانتظار قرارات إيرانية وأميركية نهائية”، مشيرة إلى أن الموقف الروسي عقّد وضع المفاوضات في لحظاتها الأخيرة.

وقالت إن “روسيا أحد الأطراف المهمة بالمفاوضات وكانت قد لعبت دوراً بارزاً في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن خلال الشهور الماضية”، مؤكدة أن “موسكو بدأت تقحم مفاوضات فيينا وتستخدمها كورقة في صراعها مع الغرب بعد حربها على أوكرانيا”.

مصادر غربية تحذر من أن الاتفاق النووي مع إيران “في خطر شديد”

وأوضحت أنه “حسب نص اتفاق فيينا، فإنه يفترض أن تنقل إيران احتياطياتها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى روسيا لاستبدالها بالوقود والكعكة الصفراء، ولذلك إذا عارضت روسيا فعلا تتويج مفاوضات فيينا باتفاق حاليا فهذا الموقف سيؤثر على هذه الأجزاء التقنية بالاتفاق”.

وعليه، “من شأن الموقف الروسي الجديد تأخير التوصل إلى اتفاق في فيينا، لكنه لن يفشل الاتفاق إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدى إيران والولايات المتحدة لتجاوز هذه العقبة”، وفق هذه المصادر المطلعة.

وعزت المصادر المقربة من المفاوضات في فيينا، عودة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى طهران، مساء الإثنين، إلى أنها “تشكل مؤشرا على غضب إيراني لعدم استجابة واشنطن لمطالبها المتبقية”، قائلا إن “هذا التصرف ينم أيضا عن محاولة إيرانية للضغط على الجانب الأميركي”.

وأضافت المصادر أن “المفاوضين الإيرانيين عبروا عن غضبهم ودهشتهم من التصريحات الروسية الجديدة بشأن مفاوضات فيينا خلال الاجتماعات مع منسق المفاوضات أنريكي مورا وبطبيعة الحال سيناقش باقري كني خلال تواجده في طهران مع المسؤولين المعنيين الموقف الروسي”.

ولفتت المصادر إلى أن باقري كني عاد إلى إيران ولم يحدد موعدا لعودته على الرغم من إعلان طهران أنه سيمكث بشكل قصير في طهران، لافتة أيضا إلى أن عددا من الخبراء الإيرانيين أيضا غادروا فيينا بعد باقري كني.

وأضافت: “على الرغم من انتهاء جلسات التفاوض في فيينا لكن الاتصالات بين إيران ومفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مستمرة”، مؤكدة “أهمية هذه الاتصالات في الدقيقة التسعين”، ورابطة مصير مفاوضات فيينا بـ”ما سيتمخض عنها في الساعات والأيام القليلة المقبلة سواء لجهة إزالة آخر العقبات والتوصل إلى اتفاق أو لجهة عدم اتفاق”.

وفيما كانت تذهب التوقعات باتجاه الإعلان قريبا عن اتفاق في مفاوضات فيينا، ثمة تطورات مفاجئة حصلت خلال الساعات الماضية بشأن مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي أثار شكوكا بحصول اتفاق قريب فضلا عن تساؤلات عن مصير المفاوضات.

وأبرز هذه التطورات هو عودة “مفاجئة” لكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، مساء الإثنين إلى طهران، وإعلان منسق المفاوضات أنريكي مورا توقف المفاوضات مع تأكيده أنه لم يعد هناك اجتماعات للخبراء أو جلسات رسمية في فيينا، مشيرا إلى أن “الوقت قد حان لاتخاذ قرارات سياسية في الأيام القليلة المقبلة لإنهاء مفاوضات فيينا”.

ومن هذه التطورات “المفاجئة” أيضا، الموقف الروسي من إمكانية حصول اتفاق في فيينا وربطه بـ”ضمانات أميركية مكتوبة” لروسيا بألا تؤثر العقوبات الغربية على موسكو سلبا على انتفاعها من اتفاق فيينا في علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع إيران.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، للصحافيين: “نريد ضمانات بأنّ تلك العقوبات لن تمسّ بأي حال النظام التجاري والاقتصادي وعلاقات الاستثمار”، وفقاً لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي). ولفت لافروف، بحسب ما أوردته وكالة “فرانس برس”، إلى أن “هناك مشكلات لدى الجانب الروسي. طلبنا من زملائنا الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة بأنّ العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل، التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري، مع إيران”.

وجرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ونظيره الروسي، يوم أمس الإثنين، لاستيضاح الموقف الروسي، وأكدت الخارجية الروسية بعد الاتصال، في بيان، أنه تمّ التأكيد على أنّ “إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، يجب أن يضمن لجميع المشاركين فيها حقوقاً متساوية، في ما يتعلق بتطوير التعاون، من دون عوائق في جميع المجالات، ومن دون أي تمييز”.

وفي السياق، علّق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على تصريحات لافروف، قائلاً إن “الأفعال الإيجابية والسلبية للدول المشاركة في مفاوضات فيينا تهدف إلى تحقيق مصالحها، وهذا أمر مفهوم”، مؤكداً، في تغريدة على “تويتر”، أن “تأمين مصالح الشعب الإيراني هو العامل المؤثر الوحيد في تعاملنا مع مجموعة 1+4”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + عشرين =

زر الذهاب إلى الأعلى