فرنسا تطالب جميع الأطراف بتبني نهج مسؤول في المفاوضات النووية
بعد تقدم روسيا بمطالب إضافية، حذرت فرنسا من أن أي تأجيلات أخرى للمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي ربما تقوض فرص الوصول إلى اتفاق.

ميدل ايست نيوز: بعد تقدم روسيا بمطالب إضافية، حذرت فرنسا مساء الثلاثاء من أن أي تأجيلات أخرى للمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 ربما تقوض فرص الوصول إلى اتفاق.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير ليجندر في إفادة يومية للصحفيين ــ أفادت به قناة “العربية” ــ
“نحن قريبون للغاية من اتفاق. من الضروري أن ننجز المفاوضات بينما لا يزال في استطاعتنا ذلك”.
كما أضافت “تقلقنا المخاطر المتمثلة في أن تأجيلات أخرى يمكن أن تؤثر على إمكانية إنجاز المفاوضات”.
وفيما بدت أنها إشارة إلى مطالب موسكو قالت ليجندر إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت جميع الأطراف إلى “تبني نهج مسؤول للوصول إلى اتفاق” في المحادثات الإيرانية.
يأتي ذلك في حين كشفت مصادر مطلعة مقربة من المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي في فيينا عن أن المفاوضات “تمر بأخطر منعطف وما يمكن أن نسميه حالة انسداد إلى حد ما”، مشيرة إلى أنها “توقفت فعلا منذ نهاية الأسبوع الماضي بانتظار قرارات واشنطن وطهران حول القضايا المتبقية”.
وأضافت هذه المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هذه القضايا العالقة هي ثلاث، الأولى هي مطالب إيرانية حول رفع “الحرس الثوري” الإيراني من قائمة الإرهاب، والقضية الثانية هي مطالبة إيران واشنطن بتقديم “ضمانات اقتصادية مؤثرة” بعدما انحلت مسألة الضمانات قبل نحو أسبوعين إثر موافقة أميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطور في الداخل بعد أن كانت واشنطن تطالب بتدميرها. والقضية الخلافية الثالثة حسب هذه المصادر “ترتيبات رفع بعض العقوبات”.
وأشارت المصادر إلى أن واشنطن وافقت مبدئياً قبل أكثر من أسبوع على رفع العقوبات عن الحرس وكيانات مرتبطة به، لكنها بعد ذلك لم تعط الموافقة النهائية ولم ترد على الطلب الإيراني بهذا الشأن، لافتة إلى أن “هذا أهم نقطة خلاف عالقة”.
وأوضحت أن “عدم حسم هذه القضايا في وقت لم تعد فيه تتسع المفاوضات لمزيد من النقاش وضع المفاوضات أمام حالة انسداد بانتظار قرارات إيرانية وأميركية نهائية”، مشيرة إلى أن الموقف الروسي عقّد وضع المفاوضات في لحظاتها الأخيرة.
وقالت إن “روسيا أحد الأطراف المهمة بالمفاوضات وكانت قد لعبت دوراً بارزاً في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن خلال الشهور الماضية”، مؤكدة أن “موسكو بدأت تقحم مفاوضات فيينا وتستخدمها كورقة في صراعها مع الغرب بعد حربها على أوكرانيا”.
وأوضحت أنه “حسب نص اتفاق فيينا، فإنه يفترض أن تنقل إيران احتياطياتها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى روسيا لاستبدالها بالوقود والكعكة الصفراء، ولذلك إذا عارضت روسيا فعلا تتويج مفاوضات فيينا باتفاق حاليا فهذا الموقف سيؤثر على هذه الأجزاء التقنية بالاتفاق”.
وعليه، “من شأن الموقف الروسي الجديد تأخير التوصل إلى اتفاق في فيينا، لكنه لن يفشل الاتفاق إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدى إيران والولايات المتحدة لتجاوز هذه العقبة”، وفق هذه المصادر المطلعة.
وعزت المصادر المقربة من المفاوضات في فيينا، عودة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى طهران، مساء الإثنين، إلى أنها “تشكل مؤشرا على غضب إيراني لعدم استجابة واشنطن لمطالبها المتبقية”، قائلا إن “هذا التصرف ينم أيضا عن محاولة إيرانية للضغط على الجانب الأميركي”.