تقديرات إسرائيلية: الموقف من “الحرس الثوري” قد يسدل الستار على الاتفاق النووي

الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بعد بشأن إخراج الحرس الثوري الإيراني من دائرة التنظيمات الإرهابية.

ميدل ايست نيوز: ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية “كان”، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بعد بشأن إخراج الحرس الثوري الإيراني من دائرة التنظيمات الإرهابية.

ونقلت القناة عن محافل إسرائيلية وأوروبية، قولها إنه في حال لم يتم حلّ الخلاف بين إيران والولايات المتحدة بشأن إخراج “الحرس” الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية، فإن هذه المسألة يمكن أن تفضي إلى إسدال الستار على إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بين الطرفين.

وأشارت القناة إلى أن سياسيين من الحزب الديمقراطي الأميركي انضموا إلى حملة الانتقادات التي توجه إلى إدارة الرئيس جو بايدن، والتي تحذر من إمكانية رفع “الحرس الثوري” من قائمة التنظيمات الإرهابية.

وفي هذا الصدد، فإن الحكومة الإسرائيلية تراهن بحسب القناة على الدور الذي تلعبه الانتقادات الداخلية الأميركية في دفع إدارة بايدن للتراجع عن توجهها بشأن “الحرس” الإيراني.

من جهته، رأى الباحث الإسرائيلي دورون ماتسا أن الانطباع الذي تحاول تل أبيب تكريسه من خلال إبداء اعتراضها على الاتفاق النووي مع إيران مضلل. وفي تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حاجج ماتسا، المحاضر في كلية “أحفا”، بأن لإسرائيل مصلحة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران لأنها لا تملك بديلاً عنه؛ على اعتبار أنها غير جاهزة لاندلاع مواجهة عسكرية مع إيران، فضلاً عن أن الاتفاق يوفر ظروفاً تسمح لها بمواصلة النمو الاقتصادي.

وشدّد ماتسا على أن إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أنه لا توجد لديها مصلحة في خوض مواجهة شاملة مع إيران من أجل التصدي للتهديد النووي الذي يمكن أن تمثله طهران، مشيراً إلى أن تل أبيب تستعيض عن سيناريو المواجهة العسكرية عبر تعزيز قدراتها على صعيد منظومات الدفاع الجوي وعبر توسيع التنسيق السياسي مع الدول العربية.

واعتبر ماتسا أن إسرائيل تستبعد المواجهة العسكرية مع إيران، ليس فقط بسبب خيارات حكومتها، بل أيضاً تحت وطأة التحولات التي طرأت على مجتمعها، الذي بات “مجتمعاً مترفاً وغير قادر على تحمل تبعات الصراعات العسكرية”. ولفت إلى أن الإسرائيليين يدركون أن مواجهة مع حركة “حماس” تمتد لمدة 30 يوماً، تختلف تماماً عن مواجهة مع إيران تمتد لشهر، مشيراً إلى أن ما يحدث في أوكرانيا يدل على ذلك.

وبرأي ماتسا، فإنه حتى الجيش الإسرائيلي لم يعد يعرف كيف تدار المعارك الكبيرة، مستدركاً بقوله إن هذا الجيش يستغل تفوقه التكنولوجي حالياً في تنفيذ عمليات خاصة لا تنطوي على مخاطر، سواء بالنسبة لجنوده أو لـ”مواطني الدولة”.

واستنتج الباحث أن إسرائيل باتت ترى في الاتفاق النووي “الحلّ الأمثل لأنه يمنحها الوقت حتى يتظاهر الجيش بالاستعداد للحرب (ضد إيران) التي لن تندلع”، مشيراً إلى أن مجرد التوقيع على الاتفاق سيضع قيوداً على الخيارات العسكرية التي يمكن أن تنفذها تل أبيب ضد طهران.

وشدّد ماتسا على أن تسليم إسرائيل الواقعي بالاتفاق النووي لن يُسهم في تحسين مكانتها الإستراتيجية، بل سيدهورها، مشيراً إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يوفر بيئة إقليمية ودولية تمنح إيران قدرة أكبر على تحدي إسرائيل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى