منع الإيرانيات من حضور مباراة إيران ولبنان بالملعب يجدد الانتقادات
فوجئت المشجعات الإيرانيات عند وصولهن إلى بوابة الملعب بمنعهن من الدخول، الأمر الذي دفعهن إلى الاحتجاج، وتخلل ذلك مواجهات مع الشرطة.
ميدل ايست نيوز: عادت قضية منع دخول النساء الإيرانيات إلى ملاعب كرة القدم إلى الواجهة مجددا بعد حظر حضورهن مباراة إيران ولبنان في تصفيات كأس العالم قطر 2022، والتي أقيمت أمس الثلاثاء، على ملعب “الإمام رضا” في مدينة مشهد، رغم تخصيص آلاف المقاعد لهن، وشراء كثيرات للتذاكر.
وفوجئت المشجعات الإيرانيات عند وصولهن إلى بوابة الملعب بمنعهن من الدخول، الأمر الذي دفعهن إلى الاحتجاج، وتخلل ذلك مواجهات مع الشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل لتفريقهن.
وسمحت السلطات للإيرانيات بدخول الملاعب بشكل محدود وانتقائي خلال السنوات الأخيرة، ما زاد آمال إنهاء الحظر عليهن، وسط ضغوط من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وتهديداته باتخاذ قرارات ضد كرة القدم الإيرانية، والتي رد عليها اتحاد كرة القدم الإيراني، بأن الإيرانيات سيحظين بحقوق متساوية مع الرجال في شراء تذاكر المباريات، ودخول الملاعب.
وأثار منع الإيرانيات من مباراة إيران ولبنان، انتقادات واسعة، خاصة أنه بيعت لهن التذاكر مسبقا، واجتاحت صور ومقاطع فيديو مواقع التواصل، يظهر فيها قيام الشرطة بتفريق الإيرانيات المحتجات باستخدام الفلفل، الأمر الذي أثار انتقادات شديدة، حتى من تيار المحافظين.
وعلى وقع الانتقادات، أعلن المدير العام لمديرية الرياضة والشباب في محافظة خراسان الرضوية، علي أكبر هاشمي جواهري، أن قرار السلطات المحلية منع النساء من دخول الملعب جاء تنفيذا لتعليمات وصلت من العاصمة طهران.
في حين برر حاكم مدينة مشهد القرار بأنه تم بيع تذاكر أكثر من القدرة الاستيعابية للملعب، مقدما الاعتذار لمن لم يتمكن من مشاهدة المباراة، من دون التطرق إلى منع حضور النساء.
وقال البرلماني الإيراني مجتبى توانغر، إن “الفتيات اشترين التذاكر للتفرج على كرة القدم، لكنهن تعرضن لرشاشات الفلفل. هذه التصرفات لن تفضي إلى نتيجة سوى تحميل (النظام) أضرارا من الداخل والخارج. خلال أول فرصة سأقوم بطلب استيضاح من وزير الرياضة”.
وحملت نائبة مشهد في البرلمان، فاطمة رحماني، وزارة الرياضة مسؤولية الواقعة، مشيرة إلى “عدم اتخاذ قرار حاسم من قبل الوزارة. طالبنا مرارا بإيجاد البنى التحتية، والتحضيرات اللازمة لحضور النساء في الملاعب، لكن لم يجر التخطيط”.
وانتقد نائب رئيس البرلمان السابق، علي مطهري، منع الإيرانيات من حضور مباراة إيران ولبنان، وتفريقهن، واصفا ما حصل بأنه “عار”، وقال إنه “بدلا من لوم طالبان بشأن سلوكها مع النساء، أصبحنا نحاكي سلوكهم”.
وعلى خلفية الانتقادات الواسعة، أعلن التلفزيون الرسمي، الأربعاء، أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، كلف وزير الداخلية، حيدر وحيدي، بإجراء “تحقيق حول أحداث وقعت على هامش مباراة إيران ولبنان في مشهد، بشأن عملية بيع التذاكر، وعدم الالتزام بالبروتوكلات الصحية في مواجهة كورونا، فضلا عن تضييع حقوق بعض المواطنين، وخاصة النساء”.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول 2019، سمحت السلطات الإيرانية لأول مرة منذ 40 عاما، لبعض الإيرانيات بمشاهدة مباراة كرة القدم في ملعب “آزادي” الشهير في طهران، وكانت المباراة بين منتخب بلادهن ومنتخب كمبوديا، وأحيت الخطوة الآمال بإنهاء الحظر على دخول النساء إلى الملاعب.
ولا يوجد نص قانوني في إيران يحظر دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم، إلا أن بعض المرجعيات الدينية تعارض ذلك.
وساهم المنع في تكرار ظاهرة “الفتيات الملتحيات”، واللاتي يتنكرن في هيئة الرجال ليتمكن من دخول ملاعب كرة القدم.
وخلال عام 2019، قامت الفتاة الإيرانية سحر خداياري، بإضرام النار في نفسها أمام محكمة في طهران، بعد أن قيل لها إن حكما بالسجن لستة أشهر صدر بحقها لإهانة الشرطة أثناء سعيها للدخول إلى ملعب طهران متنكرة بزي رجالي.
وعرفت خداياري بـ”الفتاة الزرقاء” لشغفها بنادي “استقلال” لكرة القدم، والذي يرتدي اللون الأزرق، وأثارت قصتها الرأي العام المحلي والدولي.