أجواء مشحونة في الكونغرس من «هوس» بايدن بإحياء الاتفاق النووي

في حين تستمر الإدارة الأميركية في جهودها لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، تتصاعد الأصوات المنتقدة في الكونغرس لهذه الجهود.

ميدل ايست نيوز: في حين تستمر الإدارة الأميركية في جهودها لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، تتصاعد الأصوات المنتقدة في الكونغرس لهذه الجهود، في ظل تذمر المشرعين من «غياب الشفافية» وما وصفه بعضهم بـ«هوس الرئيس الأميركي بالعودة إلى الاتفاق»، فرغم أن مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للملف الإيراني روب مالي، أجرى إحاطات سرية مع أعضاء الكونغرس؛ أخراها كانت أول من أمس، في مجلس النواب، فإن الجو العام في «الكابيتول» بدا مشحوناً في انتظار ما ستتمخض عنه مفاوضات فيينا.

وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز لـ«الشرق الأوسط» إن «كل ما رأيته من إدارة بايدن هو استعدادها لتقديم كل التنازلات المطلوبة». ورأى أن «ضعف بايدن وتقربه من طهران، وإصراره الآيديولوجي على إرسال مئات المليارات من الدولارات لنظام متعصب يطالب بموت الأميركيين، ليس منطقياً مطلقاً».

من ناحيته؛ عدّ كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات السيناتور ماركو روبيو أن «الإدارة مهووسة بالتوصل إلى اتفاق لدرجة أحدثت شرخاً في فريق التفاوض الأميركي»، وذلك في إشارة إلى الاستقالات المتتالية من الفريق المفاوض الأميركي في محادثات فيينا، أخراها كانت أنباء عن مغادرة نيد شابيرو؛ أحد المفاوضين، فريق التفاوض برئاسة روب مالي.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن إصرار الإدارة الحالية على المضي قدماً في المفاوضات، قال روبيو: «أعتقد أن جزءاً من السبب يعود لأشخاص كانوا في إدارة أوباما رأوا الاتفاق أحد إنجازاتهم العظيمة التي يريدون استرجاعها. وبصراحة هذا يرسل رسالة خطيرة من الإدارة مفادها بأنك إذا كنت عدواً لأميركا فسوف نبرم صفقة معك. وإذا كنت حليفاً أو شريكاً استراتيجياً، فسنقوم بالعكس. وهذه رسالة خطرة جداً».

وانتقد روبيو عدم ربط ملف الاتفاق النووي مع إيران بأنشطتها في المنطقة، مشيراً إلى أن جل ما يفعله الاتفاق هو وقف تخصيب اليورانيوم، وقال: «كل ما ستتطرق إليه الصفقة هو وقف التخصيب، وهو أمر يعلم الإيرانيون كيف يفعلونه. لم ينسوا كيفية التخصيب».

ولفت إلى أن «الاتفاق لن يوقف تطور برنامجهم الصاروخي. ولن يوقف دعمهم الإرهاب. ولن يوقف تسلحهم. وفي نقطة ما في المستقبل، إذا أرادوا العودة إلى التخصيب فلديهم المعدات لذلك والمعرفة. وستكون لديهم كذلك المليارات والمليارات من الدولارات التي سيستثمرونها لتطوير قدراتهم التقليدية وبرامجهم للصواريخ قريبة وطويلة المدى».

وهذا ما وافق عليه السيناتور تيد كروز الذي قال إن «أي اتفاق يتم التوصل إليه هو من مسؤولية الرئيس، والضعف والطمأنة وتسهيل الإرهاب كلها أمور رأيناها في سياسة إدارة بايدن»، محذراً بأنه «إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن إدارة بايدن ستصبح في مقدمة الدول الراعية للإرهاب. وسيتم استعمال مليارات الدولارات التي سهل البيت الأبيض الإفراج عنها لقتل الأميركيين وقتل حلفائنا».

وانتقد كروز اعتماد إدارة بايدن على روسيا وسيطاً حالياً في سير المفاوضات، قائلاً إن «إدارة بايدن تطلب من روسيا وبوتين المساعدة للتوصل إلى هذا الاتفاق مع إيران. روسيا عدوتنا. إيران عدوتنا. إذن عدوان لنا يتفاوضان ويتفقان على أمر واحد: إيذاء الولايات المتحدة. إن ثقة بايدن ببوتين حالياً ليست في محلها».

وأشار كل من السيناتورين روبيو وكروز إلى الاعتداءات الأخيرة التي شنها الحوثيون على السعودية، فقال روبيو: «يتم استهداف السعودية كل يوم بأسلحة قدمتها إيران للحوثيين. وأعتقد أن دولاً كالسعودية وغيرها من دول المنطقة مستاءة من أن طهران ستحصل على مزيد من الأموال وتخصصها لاعتداءات من هذا النوع».

وأضاف روبيو محذراً: «هذا هو البديل لما تفعله الإدارة حالياً، وإن لم تفعل طهران هذا؛ فيجب أن نتعامل مع الأمر. لكن الاتفاق الحالي لن يغير من تصرفاتهم. والأرجح أن يؤدي إلى وقف التخصيب، لكنهم يعلمون الكثير حول أساليب التخصيب، وهذا لن يختفي. وفي يوم ما في المستقبل، عندما يقررون أنهم يريدون سلاحاً نووياً، ستكون لديهم القدرة على تصنيع هذا السلاح، النموذج موجود وكل ما ينقص هو بضعة أشهر من أنشطة التخصيب».

تحفظ ديمقراطي

رغم تحفظ الديمقراطيين عن انتقاد الإدارة علناً في مساعيها إلى التوصل لاتفاق، فإن امتعاضهم بدا واضحاً من هذه المسألة، وحاول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب مننديز تجنب الانتقاد المباشر لبايدن، وقال: «نحن نحاول أن نفهم أين أصبحت الإدارة في مسار التفاوض، لكن ليس هناك اتفاق بعد حتى الساعة…».

لكن ما استوقف مننديز هو ذكر رفع «الحرس الثوري» من لوائح الإرهاب، فتغيرت لهجته جذرياً، عندما قال: «لا أعلم أن رفع (الحرس الثوري) من لوائح الإرهاب سيكون جزءاً من الاتفاق. لكني أرى أن النظر حتى في هذه القضية مشكلة؛ لأنه ليس لديّ أدنى شك في أن (الحرس الثوري) الإيراني منظمة إرهابية ويجب أن يبقى على لوائح الإرهاب».

وكانت كلمات كروز لاذعة أكثر، قائلاً إنه «من الواضح أن (الحرس) منظمة إرهابية. لقد أرتكب أعمالا إرهابية ولا يزال يقوم بذلك. وأي محاولة لرفعه من لوائح الإرهاب ساذجة وبائسة وخادعة»، ثم تطرق إلى الصلات التي تربط «الحرس الثوري» بملف الحوثيين: «ومن الواضح كذلك أن الحوثيين إرهابيون. إنهم إرهابيون منذ زمن. وشاركوا في أعمال إرهابية وحشية. الإدارة ارتكبت خطأً جدياً عندما استمعت للحوثيين ورفعتهم من لوائح الإرهاب، ولا تزال ترتكب الخطأ نفسه في سعيها إلى العودة للاتفاق النووي الكارثي».

وفي السياق نفسه، قال روبيو إن «(الحرس الثوري) يتصدر لوائح الإرهاب عالمياً، والإدارة الأميركية تنظر في كل أنواع التنازلات التي يمكن أن تقدمها لإيران، وهي لسوء الحظ تنازلات خطرة وتتعارض مع هدفنا».

رغم هذه المعارضة المتزايدة يوماً بعد يوم، فإن المعارضين يتخوفون من أن الإدارة ستتخطى الكونغرس، ولن تسعى إلى الحصول على موافقته في حال التوصل إلى اتفاق مع طهران، كما فعلت إدارة أوباما، لكن كروز تعهد باستعمال كل الأدوات بحوزته لعرقلة أجندة الإدارة.

وقال: «لقد تصدرت جهود المعارضة ضد الاتفاق النووي في عهد أوباما. وأنا الآن أتصدر جهود المعارضة ضد اتفاق نووي أسوأ في عهد بايدن. إن حصول نظام الملالي على سلاح نووي يمثل تهديداً ضخماً لأمننا القومي وأمن حلفائنا».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى