مدن صاروخية وقواعد سرية للمسيرات.. لماذا تبني إيران قواعدها العسكرية تحت الأرض؟

طرحت الخطوة الإيرانية تساؤلات عن سبب بناء القواعد العسكرية تحت الأرض، وعما إذا كان هناك المزيد منها لم يتم الكشف عنه.

ميدل ايست نيوز: بعد أن دأبت إيران على الكشف عن قواعد صاروخية للحرس الثوري تحت الأرض، كشفت السبت الماضي عن قاعدة سرية للجيش على عمق مئات الأمتار مخصصة للطائرات المسيرة التي يمكن استخدامها في عمليات مختلفة.

وطرحت الخطوة الإيرانية تساؤلات عن سبب بناء القواعد العسكرية تحت الأرض، وعما إذا كان هناك المزيد منها لم يتم الكشف عنه.

ويحاول التقرير الذي نشره موقع الجزيرة إماطة اللثام عن هذه الأمور وكل ما يتعلق بها باستضافة خبراء في المجال الأمني والعسكري:

منذ متى بدأت إيران بناء قواعدها العسكرية تحت الأرض؟

كشف الباحث في الشؤون العسكرية مهدي بختياري عن بناء أول قاعدة صاروخية تحت الأرض عام 1984 غربي إيران، وذلك تزامنا مع إطلاق برنامج طهران الصاروخي إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) مؤكدا أن بلاده قد شيّدت العديد من القواعد السرية لصناعاتها الصاروخية والمسيرات والزوارق السريعة والقطع البحرية الأخرى.

ورأى الباحث الإيراني أن تشييد القواعد العسكرية تحت الأرض يقطع الطريق على الأقمار الصناعية التي ترصد جميع التحركات العسكرية عن كثب، مؤكدا أن توزيع القواعد السرية في أغلب مناطق البلاد يأتي لمفاجأة الأعداء من عدة جبهات لم تكن في الحسبان.

وفضلا عن تحصين المعدات العسكرية أمام هجمات الأعداء -والكلام للباحث العسكري بختياري- يأتي الكشف عن القواعد السرية تحت الأرض على دفعات، من الناحية النفسية، لإرباك العدو وقلب مخططاته، مستدركا أن ما تعلنه بلاده عن قدراتها العسكرية ليس سوى قمة جبل الجليد وهناك المزيد لم يتم الكشف عنه.

ما هي أبرز القواعد السرية التي كشفت عنها طهران خلال السنوات الماضية؟

وصف بختياري الصواريخ والمسيرات بأنهما تمثلان جناحي قدرات بلاده العسكرية، ولخص أبرز القواعد السرية التي خصصتها إيران بهما تحت الأرض في المحاور التالية:

  • لأول مرة كشف الحرس الثوري، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، عن مدينة صاروخية على عمق 500 متر تحت الأرض، وأعلن حينها أن القواعد الصاروخية تنتشر في كافة المحافظات.
  • الأيام الأولى من عام 2016 كشف الحرس الثوري عن ثانية مدنه الصاروخية تحت الأرض بحضور رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، واستعرض صاروخ عماد الباليستي الذي يبلغ مداه 1700 كلم.
  • كشف قائد القوة البرية في الجيش العميد أحمد رضا بوردستان في 20 يناير/كانون الثاني 2016، أن المدن الصاروخية تحت الأرض لم تعد حكرا على الحرس الثوري وأن الجيش يمتلك العديد منها.
  • أعلن قائد القوة الجوية في الحرس الثوري العميد أميرعلي حاجي زاده، في مايو/أيار 2017، عن تشييد مصنع جديد للصواريخ الباليستية تحت الأرض، مؤكدا أنه الثالث من نوعه متعهدا بمواصلة تطوير البرنامج الصاروخي.
  • في فبراير/شباط 2019، كشف القائد العام السابق للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري عن قاعدة لتصنيع الصواريخ تحت الأرض، كما أزاح الستار عن صاروخ دزفول الباليستي من طراز أرض أرض، مؤكدا أن مدى الصاروخ الجديد يبلغ ألف كيلومتر، ولديه قدرة تدميرية عالية، ويمكنه حمل أنواع مختلفة من المواد المتفجرة في رأسه الحربي.
  • عرضت إيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 قاعدة صاروخية أخرى تابعة للحرس الثوري تحت الأرض، وكشفت عن صاروخ عماد الباليستي المتوسط المدى لأول مرة.
  • وفي سبتمبر/أيلول 2021، كشف قائد القوة البحرية للحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنكسیري، في حوار مع التلفزيون الإيراني، عن وجود مدن صاروخية ممتدة بطول يتجاوز 70 كيلومترا تحت الأرض على سواحل بحر عُمان.
  • عرض الحرس الثوري في مارس/آذار 2021 صورا ولقطات مصورة من قاعدة صاروخية تحت الأرض مسلحة بصواريخ كروز وصواريخ باليستية ومعدات الحرب الإلكترونية.
  • وأخيرا كشف الجيش، السبت الماضي، عن “قاعدة 313” السرية المخصصة للطائرات المسيرة متنوعة الاستخدام على عمق مئات الأمتار تحت الأرض، وتقع في سلسلة جبال زاغروس غربي البلاد، وتوجد داخلها أكثر من 100 طائرة مسيرة قتالية، وطائرات استطلاع ومراقبة.

ما هي دلالات الكشف عن القاعدة السرية للمسيرات؟

من جانبه، أشار الخبير بالشؤون العسكرية محمد مهدي يزدي إلى تحركات لمجلس النواب الأميركي من أجل وقف برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية، واصفا الكشف عن مدينة مخصصة للمسيرات بحوزة الجيش الإيراني تطورا لافتا بعد أن اعتادت بلاده على إزاحة الستار عن مدن عسكرية للحرس الثوري تحت الأرض.

وفضلا عن تجديد استعداد طهران لأي مواجهة محتملة مع الكيان الإسرائيلي -والكلام للباحث يزدي- فإن بعض المسيرات الانتحارية التي عرضها الجيش لديها قابلية في الاستهداف “النقطوي” إلى جانب القدرة على البقاء فترات طويلة في الجو، وحمل أنواع الذخائر، وقابلية تطوير مداها إلى نحو 4 آلاف كلم.

ما هي مواصفات صاروخ كروز حيدر الذي تم الكشف عنه بالقاعدة السرية للجيش الإيراني؟

قال يزدي إن مدى صاروخ كروز حيدر يبلغ 200 كلم، وهو أول صاروخ كروز وطني يمكن تركيبه على المسيرتين الإيرانيتين “فطرس” و”كمان 22″ مضيفا أن سرعته في لحظة إصابة الهدف تصل إلى ألف كيلومتر في الساعة.

هل هناك علاقة بين الكشف عن القاعدة السرية للمسيرات مع التصيد الإٍسرائيلي الأخير ضد إيران؟

يعتبر الباحث في الشؤون الإستراتيجية صالح القزويني الكشف عن قاعدة سرية للجيش الإيراني خطوة عملية للرد على التهديدات الأجنبية ضد طهران لا سيما احتجاز اليونان شحنة نفط إيرانية وتسليمها للولايات المتحدة، واستهداف منشأة بارتشين شرقي طهران، واغتيال العقيد في فيلق القدس حسن صياد خدائي وسط العاصمة.

ورأى القزويني في الحديث الأميركي عن أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، في حال فشلت المفاوضات النووية مع إيران، تهديدا مباشرا للأمن القومي الإيراني، مؤكدا أنه لا يستبعد أن تتطور مناورات “عربات النار” -التي تتدرب خلالها القوات الإسرائيلية بمشاركة نظيرتها الأميركية على توجيه ضربة عسكرية ضد إيران- إلى مواجهة مع بلاده.

وخلص الباحث -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن القاعدة السرية الأخيرة التي كشف عنها الجيش الإيراني إنما هي رسالة ردعية تريد بلاده من خلالها إظهار استعدادها التام لأي مواجهة قد تفرض عليها، مؤكدا أن المسيرات الهجومية المتوفرة لدى الجيش قادرة على استهداف أهداف بعيدة جدا عن الحدود الإيرانية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى