جوائز مهرجان كان السينمائي تثير غضب إيران

شهدت إيران، أخيراً، موجة غضب واستنكار شديدين، في الأوساط السياسية والدينية، والحكومة، بسبب فيلم "عنكبوت مقدس".

ميدل ايست نيوز: شهدت إيران، أخيراً، موجة غضب واستنكار شديدين، في الأوساط السياسية والدينية، والحكومة، بسبب فيلم “عنكبوت مقدس”، الحائز إحدى جوائز مهرجان كانّ السينمائي الدولي في دورته الأخيرة. يُتّهم الفيلم بأنه “بوق دعائي” مضاد للجمهورية الإسلامية. كما هناك تهديدات وُجّهت لكل من تعاون في إنتاج هذا الفيلم.

وفي حديث له، قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، مهدي إسماعيلي، لوسائل الإعلام على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، إن فيلم “عنكبوت مقدس”، للمخرج الدنماركي الإيراني، علي عباسي، تدور قصته حول قاتل متسلسل يستهدف عاملات الجنس في مدينة مشهد الإيرانية لدواع دينية، هو عمل “مقرف وكريه وغير واقعي”، واصفاً إشراكه في مهرجان كانّ بأنه “خيار خاطئ وسياسي، ويهدف إلى استعراض صورة سوداوية مشوهة عن المجتمع الإيراني”.

وأضاف إسماعيلي أن “العناصر المشاركة في الفيلم هم خارج البلاد، ولو كانوا داخلها لتعرضوا لتأديب، لكن في الداخل إذا كان هناك من شارك في هذا الفيلم المهين، ستشملهم العقوبات التأديبية لوزارة الإرشاد والمنظمة السينمائية”.

يستوحي الفيلم أحداثه من قصة حقيقيّة شهدتها إيران قبل أكثر من عشرين عاماً في مدينة مشهد شرقي البلاد. كان القاتل، سعيد حنائي، المعروف بـ”العنكبوت”، يلاحق عاملات الجنس بدراجته النارية أو بسيارته، وقتل 16 منهن، إذ قال قبل إعدامه عام 2002، أثناء جلسات المحاكمة، إنه قتلهن لأنهن كن “زانيات عاهرات”.

لعب الممثل الإيراني مهدي بجستاني دور القاتل حنائي في فيلم “عنكبوت مقدس”، فظهر فيه بشخصيتين متناقضتين؛ متدين وهادئ في النهار، ومضطرب نفسياً في الليل.

الفيلم الذي أُنتج في الخارج بعيداً عن القيود الإيرانية، يسلط الضوء على حياة عاملات الجنس، ويتضمن لقطات جنسية أيضاً، مع التركيز على نظرة المجتمع تجاههن، وتأييد السكان لما فعله القاتل، ومعارضة البعض له.

ومن هذه الزاوية، ينتقد المعتقدات الدينية. ويُظهر الفيلم القاتل متجولاً على دراجته النارية في شوارع مشهد، فيصطاد عاملات الجنس واحدة تلو أخرى، ويركبن معه، ثم يقتلهن. وبعد كل قتل ورمي الجثة على قارعة الطريق، يتصل القاتل بصحافي ويخبره بالجريمة متبنياً المسؤولية عنها.

كما أن الفيلم يظهر الشرطة الإيرانية في حالة تهاون في ملاحقة المجرم وجرائمه، إلى أن تقرر صحافية إيرانية قادمة من طهران ملاحقة السفاح والكشف عن جرائمه.

وخلال الأيام الماضية، صدرت بيانات متعددة في إيران، ضد “عنكبوت مقدس” وعرضه في مهرجان كانّ، إذ أدانت منظمة السينما الإيرانية، التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، في بيان عرض الفيلم ومنحه جائزة في المهرجان الدولي، متهمة إياه بأنه قد يوجه إهانة لمعتقدات الملايين من المسلمين، ومعتبرةً أن الفيلم “نتاج ذهن منحرف لدنماركي من أصل إيراني”، في إشارة إلى المخرج علي عباسي.

كما هاجمت منظمة السينما الإيرانية مهرجان كانّ السينمائي، متهمةً إياه بـ “ارتكاب فعل سياسي منحاز من خلال الإشادة بالفيلم” الذي وصفته بأنه “كاذب ومثير للاشمئزاز”.

ليس “عنكبوت مقدس” فقط ما أثار الغضب في إيران. هناك عمل آخر عُرض في مهرجان كانّ أيضاً، بعنوان “إخوة ليلى”، استفزّ الجهات الرسمية، لعرضه في المهرجان، من دون حصوله على ترخيص رسمي، فضلاً عن ظهور وجوه بارزة مثلت فيه، وظهرت في مشاهد “غير لائقة”.

في هذا السياق، قال وزير الثقافة الإيراني، مهدي إسماعيلي، إن فيلم “إخوة ليلى” قد شارك في مهرجان كانّ “من دون الحصول على ترخيص العرض”، مشيراً إلى أن “أفراد طاقمه سيتعرضون لإجراءات تأديبية بسبب عدم الالتزام بالقانون”.

فيلم “إخوة ليلى” من إخراج سعيد روستائي، وبطولة الممثلة ترانة عليدوستي، ونويد محمد زاده، وبيمان المعادي وفرهاد أصلاني. عُرض الفيلم لأول مرة خلال مهرجان كانّ السينمائي (2022) وحصل فيه على جائزة الاتحاد الدولي للناقدين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى