وزير الخارجية العراقي: العلاقات مع إيران تحولت من “مرحلة السكوت” إلى “مرحلة الصراحة”

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن طهران بدأت تسمع لغة جديدة من بغداد، لم تكن موجودة من قبل.

ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن طهران بدأت تسمع لغة جديدة من بغداد، لم تكن موجودة من قبل، متابعًا في لقاء مع قناة “الغد” المصرية: «قلنا للإيرانيين إننا نحتاج إلى تعاون مشترك، ولا نحتاج إلى تدخل من الجانب الإيراني».

وأكد أن العلاقات مع إيران تحولت من “مرحلة السكوت” إلى “مرحلة الصراحة”.

تحدث الوزير فؤاد حسين عن سياسة إيران وتركيا في العراق وقال: بدأنا الحديث والنقاش مع الجانب الإيراني بشكل آخر، فالسياسة الخارجية للعراق اليوم ليست سياسة تابعة لأي دولة، وأكدنا أن السياسة الخارجية تنبع من المصلحة العراقية، وسوف نتباحث مع الأصدقاء، أما الأعداء فنواجههم بوسائل أخرى غير العنف”.

أضاف حسين: “قلنا لطهران إن لدينا مشتركات دينية وتجارية واقتصادية وغيرها ونحتاج إلى تعاون مشترك، وليس تدخلا من الجانب الإيراني، إنما نحتاج إلى تحالف”، مشددا على أن التدخل في الشؤون العراقية لا يمكن القبول به.

وتابع حديثه قائلا: “الجانب الإيراني يجب أن يفهم هذه المسألة، نحن سنكون أصدقاء وسنبقى جيران ونعمل معا، ولكن مسألة التدخلات الإيرانية غير مقبولة”.

تحدث وزير الخارجية عن مسألة شُح المياه في العراق، مؤكدًا أن “هذه المسألة أصبحت حساسة وخطرة ولهذا بدأت كل الحكومات بطرح سؤال حول كيفية مواجهة هذه التحديات”.

وأضاف إن الحكومة العراقية بدأت خطوات لمواجهة التصحر وإدارة المياه، مشيراً إلى أن هذه المسألة ليس ممكنا حلها على المستوى الداخلي، ولذلك كانت هناك حاجة للعمل المشترك مع دول الجوار والقوى الإقليمية.

أشار إلى أن أولى الخطوات التي قام بها العراق تمثلت في استضافة نائب الرئيس الإيراني ومسؤول قضايا البيئة، حيث جرى عقد اجتماع وتم خلاله بحث إدارة المياه، وخاصة الأنهار التي تنبع من إيران.

ولفت وزير الخارجية العراقي إلى أنه تحدث مع نظيره الإيراني واقترح توسعه تلك النقاشات مع دول الجوار لبحث القضايا البيئية وليس فقط الأمنية والسياسية، مضيفا: “لدينا خطة لدعوة دول الجوار.. السعودية وتركيا والكويت والأردن، وسوريا لولا الظروف السياسية.. لعقد اجتماع لبحث القضايا البيئية العامة ومسألة إدارة المياه”.

وأشار إلى أن الأنهار الرئيسية في العراق منابعها أساسا من تركيا وبعضها من إيران، متابعاً “لذا يجب أن نتباحث ضمن الإطار الإقليمي، ولا يمكن معالجة تلك المسائل إلا بشكل مشترك”. وأكد: “لا يمكن معالجتها عبر إجراءات أخرى، فمسألة الجفاف عامة، وتوجد في إيران وتركيا والعراق، لذا نحتاج للعمل المشترك”.

وشدد على أن اتخاذ العراق أي إجراءات منفردة لن يحل المشكلة، موضحا أن “المشكلة مشتركة ولكن لدينا مشاكل مع البلدين”.. في إشارة إلى تركيا وإيران.

ولفت حسين إلى أن بناء السدود التركية ليس وليد اليوم، بل يعود إلى عقود ماضية، متابعاً “الأتراك في حديث معنا وكانوا يقولون أنتم يأتيكم الماء ثم يذهب إلى البحر، لماذا لا تديرون المياه؟”.

وأضاف: “كان لدينا مسألة بناء السدود وإدارة المياه، إلا أن لدينا مشاكل داخلية، هذا واقع، يجب ألا نرمي كل المشاكل، وخاصة المياه، على الآخرين”، متابعاً “ولكن هناك أيضا مشاكل مع الآخرين مثل تغيير مجرى المياه للأنهار في إيران، هذه مشكلة، فهي ليست مسألة منع المياه أو تقليل المياه ولكن تغيير المجرى، يجب أن يكون هناك حوار صريح مع إيران، وبدأنا بها فعليا”.

واستطرد وزير الخارجية العراقي: “بناء السدود في الجانب التركي تتعلق بكيفية التعامل مع أنقرة وكيفية فتح السدود وغلقها، الأمور مع تركيا ليست على تلك الدرجة من المشاكل حتى نأخذ إجراءات معينة، والإجراءات المعينة يجب دراستها ومدى خدمتها لصالح العراق”.

وحول التدخلات العسكرية في الأراضي العراقية، أكد حسين أنه قبل الحديث عن المشاكل مع إيران وتركيا يجب الإشارة إلى أن هناك علاقات جيدة مع البلدين، وأن هناك عوامل مشتركة كبيرة مع بلدي الجوار، لافتا إلى أن المشاكل تعود جذور بعضها لعقود ماضية.

ولفت إلى أن “العراق مر بمراحل مختلفة وأصبح ضعيفا من ناحية القدرة العسكرية والأمنية والاقتصادية والمجتمعية، وهو ما أضعف الوضع العراقي”، مؤكداً أن العراق يعود بسرعة على جميع الأصعدة، وأن العلاقات الدولية للعراق باتت قوية ولم يعد منعزلا عن العالم مثلما كان في زمن النظام السابق، مشددا على أن العراق الآن ليس تحت وطأة الإرهاب أو تهديده كما كان في السابق، وأنه تحرر ويسير الآن إلى الأمام.

وعن التدخلات التركية، قال: “لدينا مشكلة، الأتراك يطرحون مشكلة وجود حزب العمال الكردستاني” مشيراً إلى أن وجود عناصر “العمال الكردستاني” في الأراضي العراقية هو بمثابة مشكلة للعراق ولتركيا أيضا، مؤكداً أن القواعد العسكرية لـ “العمال الكردستاني” متواجدة في كردستان العراق وعلى الحدود الإيرانية والتركية.

ولفت إلى أن هذه المناطق نائية وصعب السيطرة عليها عسكريا، ويتدخل الجانب التركي لاستهداف عناصر الحزب في العراق، مشددا على أن هذا التدخل ليس قانونيا.

وقال: “ليس هناك اتفاق أمني بين الطرفين”. متابعا: “هناك من يقول إنه كان هناك اتفاق عسكري بين الحكومة العراقية في زمن صدام حسين والحكومة التركية، ويعودون إلى محضر لجلسة سابقة تم توقيعه عام 1984، عندما كان طارق عزيز وزيرا للخارجية، ويجري العمل بمحضر الجلسة لسنة واحدة فقط، وفي المحضر تم الإشارة إلى أن للقوات التركية الحق في دخول الأراضي العراقية بعمق 5 كيلو مترات على أن تتواصل قبلها مع الحكومة العراقية لأخذ الضوء الأخضر للدخول، وبشرط أن تنسحب خلال 72 ساعة”.

ونفى وجود أي اتفاق أمني مع تركيا، مشيرا إلى أن الأتراك يعتمدون على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بأنه إذا كان هناك “تعدٍ” فيمكن الرد للدفاع عن النفس، ولكن حتى في هذه الحالة يجب العودة إلى مجلس الأمن والأخذ برأيه ليعطي الإشارة للدفاع عن النفس.

واستطرد: “هناك مشكلة، كيف يمكن التفاهم مع الأتراك؟ كيف يمكن أخذ إجراءات مع تركيا والعلاقات الاقتصادية والتجارية وصلت إلى 20 مليار دولار؟ وهي لصالح تركيا، كذلك مع إيران، هل العراق مهيأ لمواجهة إغلاق الحدود أمام العلاقات التجارية؟.. وأجاب: “لا أعتقد، يجب مع دول الجوار استخدام لغة الحوار، وليس لدينا بديل إلا لغة الحوار”.

وأضاف: “نحتاج إلى تعاون مشترك، وخاصة بين العراق وإيران وتركيا، والدبلوماسية العراقية مستمرة في طرح الأفكار، ولكن هذه القضايا ورثناها منذ عقود، كما أن الوضع الحالي متغير”.

وحول التحركات الدبلوماسية للعراق، أكد وزير الخارجية أن التهدئة في المحيط الإقليمي مهمة، إذ وقع العراق منذ 4 عقود في حالة من التضاد والحروب مع دول الجوار، مؤكداً أن “تغيير هذه السياسة هو مسار مهم، ويجب أن يكون للعراق علاقات سليمة ويطمح الآخرون في إقامة علاقات معه”.

وتابع: “الدستور العراقي يشير إلى بناء علاقات جيدة مع غالبية العالم، ماعدا بعض الدول، والعلاقات الجيدة أولا مع دول الجوار، والمحور الأساسي للسياسة الخارجية هو بناء علاقات سلمية مع دول الجوار، وهذه العلاقات تعني أيضا الأمن الجماعي في المنطقة”.

وأضاف: “مثلا العلاقات بين دول الجوار وبعضها تؤثر على الوضع العراقي مباشرة، ولذلك فإنه لحاجة الأمن الجماعي يجب وجود علاقات جيدة، والعراق بدأ بناء جسور مع الآخرين وبين الدول وبعضها، وحضر العراق ولأول مرة اجتماعا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه”، مؤكداً “العلاقات مع دول الخليج الآن باتت ممتازة، ونتواصل بين بعض الدول الخليجية وإيران”.

وبشأن الاجتماعات بين السعودية وإيران، أكد حسين أن الاجتماعات كانت بمبادرة عراقية، وانتهت الجولة الخامسة منها، وتم خلال الاجتماع الأخير طرح فكرة تحويل الاجتماعات من السرية إلى العلن، وأن تكون اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية والبدء في خطوات ملموسة، مؤكداً أن “هناك تقدما في العلاقات السعودية الإيرانية”.

ولفت إلى أن “سياسة أخذ المبادرة وجمع الآخرين تحت المظلة هي سياسة صحيحة، ونحن لسنا جزء من المشكلة ولكننا جزء من الحل”، مضيفا “العلاقات الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية، ونجاحها يؤدي إلى تقوية الوضع الداخلي”.

وحول إمكانية ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، قال حسين: “كنت مرشحا لرئاسة الجمهورية، والآن هناك حراك حول هذه المسألة بين الأحزاب الكردية، والحزبان الرئيسان لديهما مرشحان”، موضحاً أن هذه القضية تعود للاتفاق بين الحزبين الكرديين، وأن مسألة تشكيل الحكومة بها تعقيدات كثيرة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى