توترات متصاعدة.. هل تتجه إسرائيل وحزب الله للصدام العسكري؟

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني غانتس" على صفحته على "تويتر" استعداد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد "حزب الله" في لبنان.

ميدل ايست نيوز: أصبح الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل أكثر خطورة مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس” على صفحته على “تويتر” استعداد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد “حزب الله” في لبنان.

وفي بيان في ذكرى الاجتياح العسكري الإسرائيلي للبنان في عام 1982، قال “جانتس” إن الجيش الإسرائيلي يطور سيناريوهات مختلفة لتدمير معاقل “حزب الله” والبنية التحتية التي يستخدمها.

وفي اليوم السابق، انتهكت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية مرة أخرى وحلقت على ارتفاعات منخفضة فوق مناطق مأهولة جنوبي البلاد، في محاكاة لهجمات جوية على مدينة النبطية والمناطق المجاورة لها. وبحسب بيان قيادة الجيش اللبناني فقد “اخترقت الطائرات حاجز الصوت عدة مرات مما تسبب في حدوث دوي مرتفع”.

وكانت طائرات مقاتلة إسرائيلية اخترقت أجواء ميناء صور الجنوبي ورأس الناقورة، وأبلغ الجيش اللبناني قيادة الـ”يونيفيل” بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي نص على وقف إطلاق النار على الحدود بعد حرب صيف 2006.

وفي وقت سابق أكد الرئيس اللبناني “ميشال عون”، في لقاء مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة “جوانا ورونيكا”، أن إسرائيل تواصل بانتظام انتهاك السيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية لشن هجمات عدوانية على سوريا. وحاولت تل أبيب تبرير زيادة الغارات الجوية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية بزعم أنها تتعقب تحركات مقاتلي “حزب الله” الذين يقاتلون في سوريا.

في غضون ذلك، لم تخف إسرائيل مخاوفها من هجوم انتقامي محتمل من قبل “حزب الله” في أعقاب الاستهداف الإسرائيلي لمطار دمشق في 10 يونيو/حزيران.

وأشارت صحيفة “الجارديان” إلى أن إسرائيل انتهكت المجال الجوي اللبناني أكثر من 22 ألف مرة منذ عام 2007 باستخدام طائرات مقاتلة أو طائرات استطلاع متطورة، وتستمر معظم عمليات الانتهاك هذه لمدة 4 ساعات في المتوسط. وتعد هذه الخروقات أكثر تواترا في جنوب لبنان والمناطق المجاورة لسوريا.

وتتسبب هذه الغارات الإسرائيلية في نوبات من القلق والذعر بين المدنيين. لذلك، هناك أسباب وجيهة لاعتبار الوضع في لبنان “أجواء حرب بدون رصاص”.

وفي نهاية مايو/أيار الماضي، أفاد المكتب الإعلامي للجيش اللبناني أن طائرات استطلاع إسرائيلية ظهرت في الأجواء اللبنانية من منطقة شبعا المحتلة وحلقت فوق حاصبيا والعرقوب، بالإضافة إلى ذلك، شوهد زورق تابع للبحرية الإسرائيلية يدخل المياه اللبنانية قبالة الساحل الجنوبي بالقرب من رأس الناقورة.

وفي وقت سابق، سقطت طائرة بدون طيار تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية بسبب عطل فني، وكانت هذه الطائرة في مهمة مراقبة وجمع معلومات استخبارية بين عيتا الشعب ورميش في جنوب لبنان.

ونظرًا لأن القوات المسلحة اللبنانية محدودة وليس لديها قوة جوية ولا قدرة دفاع جوي وغير قادرة على الدفاع عن حدودها البرية والجوية والبحرية، تستغل إسرائيل هذا الوضع ليس فقط للطيران ولكن أيضًا لعبور الحدود بشكل منتظم.

في غضون ذلك، تواصل السفن الحربية الإسرائيلية تسخين الأوضاع. ومؤخرا، تصاعد الوضع في الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل حيث وصلت منصة تنقيب إسرائيلية عن الغاز إلى حقل كاريش، في 5 يونيو/حزيران الجاري، وسط احتجاجات لبنانية. ولمّحت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه سيتم قريبا إرسال سفن حربية إلى منطقة الحقل “لضمان سلامة إنتاج الغاز”.

وفي 13 يونيو/حزيران، وصل المبعوث الأمريكي الخاص “عاموس هوكستين” إلى بيروت للتعامل مع الوضع والتقى بالقيادة اللبنانية. ورغم أن تفاصيل هذا الاجتماع غير معروفة، فمن المؤكد أن واشنطن حاولت إقناع لبنان بالتنازل عن حقوقه في هذه القضية.

وتعد قضية حقل الغاز في غاية الأهمية بالنسبة للبنان لأن البلاد تعاني من نقص مستمر في الطاقة. ويرى بعض الخبراء الغربيين أنه يمكن الوصول إلى حل وسط عبر السماح لإسرائيل بالاستفادة من الغاز، شريطة أن يتم نقل جزء من الإنتاج إلى لبنان.

ومع ذلك، فإن مثل هذا الحل قد لا يرضي لبنان خوفًا من تثبيت سابقة قد تستغلها إسرائيل لاحقا لتأكيد سيادتها على الجرف اللبناني بأكمله وتنصب بعد ذلك منصات جديدة في الشمال وتنشر عليها معدات الاستكشاف.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوفد اللبناني إلى مفاوضات ترسيم الحدود العميد الركن “بسام ياسين” إن بيروت لن تقبل وجود السفن الإسرائيلية في مياهها الإقليمية وستصر على انسحابها. ولكن لبنان اليوم يفتقر إلى الأدوات العسكرية الكافية لردع إسرائيل. في غضون ذلك، أعلن “حسن نصرالله” مؤخرًا استعداد “حزب الله” للدفاع عن لبنان، مشيرًا إلى أن لديه كافة الإمكانيات اللازمة للدفاع عن حدود لبنان البحرية.

ويهدد هذا التصعيد بتفجير الموقف بشكل يخرج عن نطاق السيطرة إذا لم يتدخل الشركاء الدوليون على جانبي النزاع.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد
المصدر
نيوايسترن أوتلوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى