على الرغم من أزماتها الداخلية.. لماذا تصر بغداد على محادثات الرياض وطهران؟

ما تزال بغداد تسعى لعقد الجولة السادسة من الحوار بين الرياض وطهران، وهو ما توجه على أساسه وزير الخارجية فؤاد حسين إلى إيران.

ميدل ايست نيوز: على الرغم من بلوغ الأزمة في العراق، مرحلة المواجهة المسلحة، ما تزال بغداد تسعى لعقد الجولة السادسة من الحوار بين الرياض وطهران، وهو ما توجه على أساسه وزير الخارجية فؤاد حسين إلى إيران، وذلك لتجنيب المنطقة توترا جديدا، في حال تأجلت الجولة السادسة لفترة أطول، وفقا لمصادر مطلعة ولجنة نيابية.

ويقول مصدر مسؤول في وزارة الخارجية خلال حديث لموقع “العالم الجديد“، إن “الهدف الرئيس من زيارة حسين إلى طهران، هو لترتيب انطلاق الجولة السادسة من الحوار الإيراني-السعودي، خصوصا أن هذه الجولة أجلت بسبب الأزمة السياسية التي يشهدها العراق”.

ويضيف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “تأجيل الجولة السادسة من الحوار الإيراني-السعودي، جاء بطلب من طهران، فهي من طلبت ذلك بسبب الأحداث الجارية في البلد، ولهذا بغداد تتحرك من أجل عقد الجولة بعيدا عن الأزمة السياسية الحالية”، مبينا أن “الحكومة العراقية تريد أن تعجل من جولة الحوار السادسة ما بين طهران والرياض بعد النجاح الكبير في الجولة الخامسة، فهي تدرك جيدا أن تأخير إكمال هذه الجولات ربما تكون له نتائج عكسية من خلال عودة توتر العلاقات بين إيران والسعودية”.

ووصل حسين، صباح يوم أمس، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية، والتقى فور وصوله نظيره حسين أمير عبد اللهيان.

وكان سفير إيران لدى الكويت محمد إيراني، ذكر في تصريحات لصحيفة “الراي” الكويتية قبل أيام، أن عقد جولة سادسة من المحادثات بين السعودية وإيران في بغداد سيتم عندما تكون الظروف مواتية في العراق، مشيرا إلى أنه “كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات الشهر الماضي لكنها تأجلت بسبب التطورات الأخيرة في العراق، وهناك اتفاق على استئناف المباحثات بجولة سادسة لكن علينا انتظار دعوة عراقية بعد الأحداث الجارية في العراق، وهذه المحادثات تهدف إلى التوصل لاتفاق لعقد اجتماع مباشر بين وزيري خارجية السعودية وإيران”.

ويعيش العراق أزمة سياسية كبيرة، بلغت ذروتها قبل أكثر من شهر، عبر اعتصام أنصار طرفي الصراع، التيار الصدري والإطار التنسيقي، داخل وخارج المنطقة الخضراء، فيما تطورت يوم أمس إلى مواجهة مسلحة بين الطرفين، بعد إعلان زعيم التيار الصدري الانسحاب من العملية السياسية بالكامل وغلق كافة مؤسسات تياره.

يشار إلى أن العراق، استضاف جولات سرية للحوار السعودي الإيراني على أرضه، منذ انطلاق أولى الجولات في 9 نيسان أبريل 2021، بحضور رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان ونائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد عرفاني، وتبع هذا اللقاء في بغداد، توجه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد إلى طهران، ضمن إطار مفاوضات إيرانية مع الامارات، وذلك بحسب ما نقله مصدر عن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف خلال لقائه زعماء القوى السياسية في بغداد يوم 26 نيسان أبريل الماضي.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال أيضا مؤخرا –لمجلة “ذا أتلانتيك (The Atlantic)” الأمريكية- إن “الإيرانيين جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سبل لنتمكن من التعايش”.

إلى ذلك، يبين رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عامر الفائز خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العراق لعب دورا كبيرا في تهدئة التوتر ما بين إيران والسعودية ونجح في تقريب وجهات النظر، ولهذا هو مستمر في إعادة العلاقات الدبلوماسية كما كانت سابقا ما بين العاصمتين”.

ويؤكد أن “العراق يدرك جيدا أن توتر العلاقة ما بين إيران والسعودية ستكون له نتائج سلبية على الداخل العراقي، ولهذا هو يعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة، ولهذا بغداد تريد استمرار الحوار الإيراني السعودي على الأراضي العراقية بعيدا عن الخلاف السياسي الحالي”.

ويشير إلى أن “الأيام المقبلة ربما تشهد انطلاق الجولة السادسة من الحوار الإيراني السعودي، مع وجود التحرك العراقي من أجل ضمان نجاح هذه الجولة، خصوصا أن الجولة المرتقبة سوف تضم شخصيات مسؤولة وبارزة من الجانبين الإيراني والسعودي”.

يشار الى أن وزير الخارجية العراقي، علق في مقابلة مع صحيفة النهار اللبنانية في وقت سابق، حول الحوار السعودي الإيراني على أرض العراق، بأن “جزءا كبيرا من الصراعات الداخلية العراقية له علاقة بالصراعات الإقليمية، لذا لإدارة الصراع في الداخل نحتاج إلى إدارة الصراع على الحدود، ومن هذا المنطلق بدأنا نبادر ونطرح أفكارا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى