إيران تعلن استهداف شمال العراق بـ73 صاروخاً باليستياً والعراق تستدعي السفير الإيراني

دعا قائد السلاح البري بالحرس، سلطات إقليم كردستان العراق إلى إنهاء وجود هذه المجموعات الكردية المعارضة على أراضي الإقليم.

ميدل ايست نيوز:قال قائد السلاح البري بالحرس الثوري الإيراني، العميد محمد باكبور، ليلة الأربعاء، إن قواته استهدفت “في العمليات اليوم في عمق إقليم شمال العراق” مواقع المجموعات الكردية المعارضة في كردستان العراق بـ73 صاروخاً باليستياً وعشرات المسيرات الانتحارية المفخخة.

وأضاف باكبور، وفق وكالة “إرنا” الإيرانية، أن الصواريخ الباليستية من طراز أرض أرض، وأنها مع العشرات من المسيرات المفخخة “أصابت بدقة الأهداف المحددة وأدت إلى هدم كامل لمقر استقرار ونشاط الإرهابيين” على حد تعبيره.

ودعا قائد السلاح البري بالحرس، سلطات إقليم كردستان العراق إلى إنهاء وجود هذه المجموعات الكردية المعارضة على أراضي الإقليم، مؤكداً أن العمليات الإيرانية ستستمر حتى “النزع الكامل لسلاح هذه الفصائل الانفصالية المعادية للثورة”.

وفي الجانب العراقي، قال مسؤولون محليون في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، إن هجمات بواسطة مدفعية وطائرات مسيّرة مفخخة استهدفت مواقع لجماعات كردية إيرانية معارضة في شمال أربيل وشرق السليمانية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. فيما قال المتحدث باسم الخارجية إنه سيتم استدعاء السفير الإيراني في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على الهجمات.

وأعلن وزير صحة إقليم كردستان أن عدد ضحايا القصف الإيراني بلغ سبعة قتلى و24 جريحاً، متوقعًا ارتفاع عدد القتلى في ظل وجود عقبات كثيرة تعيق وصول فرق الإسعاف إلى المواقع المستهدفة.

وجاء في بيان أصدره وزير صحة إقليم كردستان، سامان برزنجي، أن عدد الضحايا هو “14 جريحاً وأربعة قتلى في كويسنجق، و10 جرحى وثلاثة قتلى في محور بردي”، في إشارة إلى شمال أربيل وشرق السليمانية.

بدورها، نقلت محطة تلفزيون “رووداو”، الكردية المقربة من حكومة الإقليم، أن امرأة تبلغ من العمر 55 عامًا، ورجلاً يبلغ 33 عامًا قد فارقا الحياة من جراء إصابتهما في القصف الذي طاول مخيم (آزادي) الذي يؤوي نساء وأولاد أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، كما أسفر عن إصابة سيدة حامل أجهضت بعد نقلها إلى مستشفى كويسنجق.

وكان حزب “الحرية الكردستاني” الإيراني المعارض قد أعلن، في وقت سابق من اليوم، عن مقتل 5 من أعضائه وجرح 50 آخرين بالقصف الإيراني على مقرّاته شمال العراق، وفق ما أفاد مراسل “العربي الجديد” في المنطقة.

وتتواصل الهجمات الإيرانية لليوم الرابع على مدن وبلدات عراقية حدودية، تقول طهران إن جماعات “إرهابية” تنشط في تلك المناطق وتهدد أمنها.

وقالت مصادر أمنية في إقليم كردستان العراق، إن القصف الإيراني نُفذ بشكل متزامن بواسطة المدفعية والصواريخ، إلى جانب طائرات مسيّرة مفخخة كانت موجهة نحو مواقع ومقرات لجماعات وأحزاب كردية إيرانية معارضة تتخذ من الأراضي العراقية مقرا لها.

وطاول القصف مقرات في شمال أربيل وشرقي السليمانية، ضمن بلدات كويسنجق وشيراوا ومناطق مجاورة أخرى، أبرزها سيدكان.

كما قامت طائرة مسيّرة مفخخة باستهداف مقر “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الإيراني المعارض، في قضاء كويسنجق، ضواحي محافظة السليمانية، وأوقع خسائر بشرية ومادية لم يعرف حجمها.

وأضافت المصادر ذاتها أن “طائرات مسيّرة قامت بقصف عدد من مقرات حزب (كوملة) الإيراني المعارض جنوب مدينة السليمانية، مما سبب خسائر مادية كبيرة.

من جهته، أعلن حزب “حرية كردستان”، الإيراني المعارض، تكبّد الحزب خسائر بشرية جراء القصف الإيراني على مقراتهم اليوم الأربعاء، من دون أن يحدد العدد.

وقال رئيس الحزب، حسين يزدان بناه، في تصريحات صحافية لمواقع أخبار كردية، إن “القصف الإيراني على مقراتنا في قضاء كويسنجق كان بعدد كبير من الصواريخ”، مشيرًا إلى أن “الحزب تكبّد خسائر بشرية”.

بدورها، قالت محطة تلفزيون “رووداو”، العراقية الناطقة بالكردية عن قائممقامية مدينة كويسنجق، في بيان، إن “إيران بدأت صباح اليوم بقصف مواقع الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض في أطراف مركز المدينة”. وأوضحت أن الأسلحة المستخدمة في القصف غير معلومة.

العراق سيستدعي السفير الإيراني في بغداد للاحتجاج على القصف

إلى ذلك، أعلنت الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء، عزمها استدعاء السفير الإيراني في العراق، تعبيراً عن الاحتجاج على قصف استهدف مناطق عدة في إقليم كردستان في شمال البلاد.

وأورد بيان عن متحدث باسمها، أنه “سيتم استدعاء السفير الإيراني في بغداد بشكل عاجل، لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة جرّاء عمليات القصف المستمرة”.

كما أدانت الخارجية العراقية، في بيان ثان، القصف الإيراني، معتبرة إياه “تطورا خطيرا يهدد أمن العراق وسيادته”.

وقالت الوزارة إنها “تدين وبأشد العبارات الاستهداف المدفعي والصاروخي من قبل الجانب الإيراني، متزامنا مع استعمال 20 طائرة مسيرة تحمل مواد متفجرة، طاولت 4 مناطق في إقليم كردستان العراق، وأوقعت أعدادا من القتلى والجرحى”، معتبرة أن القصف “تطور خطير يهدد أمن العراق وسيادته، ويضاعف آثار الخوف والرعب على الآمنين من المدنيين”.

وشددت على أن “هذه الأعمال الاستفزازية، أُحادية الجانب، تعقّد المشهد الأمني وتلقي بظلالها على المنطقة ولن تساهم إلا بالمزيد من التوتر”، مؤكدة أنها “تتابع عن كثب تطوّرات القصف المتتابع، وتجدد رفض حكومة العراق لأي منطق عسكري لمواجهة التحديات الأمنية”.

وأضافت أنها “سترتكن لكلّ ما يكفل عدم تكرار ذلك وبأعلى المواقف الدبلوماسية”.

رئاسة حكومة إقليم كردستان تندد بالقصف

كما نددت رئاسة حكومة إقليم كردستان بالقصف، وقالت، في بيان، إننا “ندين بشدة انتهاك سيادة أراضي إقليم كردستان بالقصف الصاروخي المتكرر”، مؤكدة أن “قصف مقار المعارضة بالصواريخ من قبل إيران تحت أي ذريعة موقف غير صحيح، وتحريف لمجرى الأحداث”.

قال “الحرس الثوري” الإيراني إن هذه الهجمات تأتي بسبب “عدم اهتمام سلطات إقليم شمال العراق بالتحذيرات والمطالب المشروعة والقانونية لإيران لإنهاء أنشطة المجموعات الإرهابية المعادية” في الإقليم.

وشددت “ندين هذه الهجمات، التي ما تزال تنفذ على أراضينا التي تتسبب في سقوط ضحايا مدنيين، ويجب وضع حد لهذه الهجمات”.

وفي وقت سابق من اليوم، قررت مديرية التربية في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، تعليق دوام المدارس بسبب القصف الإيراني.

وكان “الحرس الثوري” الإيراني قد أعلن، السبت الماضي، عن قصف مدفعي لمقرات المعارضة الكردية الإيرانية داخل أرضي إقليم كردستان العراق، وصفها بأنها “مجموعات إرهابية معادية لإيران مستقرة شمالي العراق”.

ودعا الحرس، في بيان، سكان إقليم كردستان العراق إلى عدم الاقتراب من مقرات ومراكز هذه المجموعات، والابتعاد عن أماكن استقرارها، مضيفاً أن هذه الهجمات تهدف إلى ضمان الأمن الحدودي وتأديب من وصفهم بأنهم “إرهابيون”، فضلاً عن تأكيده أن هذه الهجمات أيضاً ترمي إلى “جعل سلطات الإقليم تتحمل مسؤولياتها تجاه المقررات الدولية والقانونية”، بحسب البيان.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تشهد فيه إيران احتجاجات، منذ الـ17 من الشهر الجاري، على وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني المنحدرة من مدينة سقز بمحافظة كردستان الإيرانية، وسط اتهامات رسمية للمعارضة الكردية المسلحة بالمشاركة في الاحتجاجات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى