إيران تتهم واشنطن بـ”جرّ المعركة إلى المدارس” ويونيسف تعرب عن قلقها
نفى وزير التعليم والتربية الإيراني يوسف نوري، الأحد، وجود طلاب مدارس في السجن بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات في بعض المدارس.
ميدل ايست نيوز: نفى وزير التعليم والتربية الإيراني يوسف نوري، الأحد، وجود طلاب مدارس في السجن بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات في بعض المدارس، قائلا إنه “سيتم إرشاد الطلبة في مراكز المشاورة في المدارس في حال كان هناك تحفظ على سلوكهم”.
وحسب تقرير لموقع “العربي الجديد” تراجع نوري عن تصريحه السابق حول نقل طلاب معتقلين إلى مراكز إصلاح وتربية، قائلا إن “هذا التعبير لم يكن دقيقا”.
وحذّر قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي الأحد من “غزو ثقافي” أميركي لمدارس إيران التي شهدت تحركات احتجاجية في إطار تلك التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني منتصف الشهر الماضي.
وقال سلامي “اليوم، يحاول الأميركيون نقل ميدان المعركة الى المدارس”، وفق تصريحات أوردها الموقع الالكتروني للحرس “سباه نيوز”.
ورأى أن “أعمال الشغب هي طريق مستمد من مراكز التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتمتد نحو قاعات التدريس لدينا”.
وتابع “دشّن العدو ميدانا جديدا للغزو الثقافي، السياسي، والأمني (…) وهذا هو الميدان الأكثر تعقيدا والأكثر غموضا، حيث للعدو حضور جدي”.
وشهدت مدارس إيرانية، خاصة مدارس البنات خلال الفترة الأخيرة، تجمعات احتجاجية، خلعت خلالها طالبات حجابهن، إلا أن السلطات الإيرانية تقلل من أهميتها، مع حديثها عن أن عدد هذه المدارس التي شهدت الاحتجاجات “قليل”، وذلك وسط أنباء عن اعتقال طلبة ومقتل بعضهم في الاحتجاجات، تنفيها وزارة التعليم والتربية الإيرانية.
وكان وزير التعليم والتربية الإيراني قد قال، في وقت سابق من الشهر، عن اعتقال طلبة مدارس، لصحيفة “الشرق” الإيرانية: “ليس عندنا طلاب في السجن، ومن تم اعتقالهم هو لأجل الإصلاح والتربية وإيداعهم في هذه المراكز”.
وكان المتحدث باسم لجنة التعليم والبحوث البرلمانية رضا حاجي بور قد قال، الجمعة، لوكالة “إيلنا” العمالية: “ليس هناك طلاب معتقلون كثيرون”، مضيفا أن “معظم المعتقلين ليسوا طلبة الجامعات والمدارس، وهم تأثروا بالإعلام الأجنبي”، على حد تعبيره.
أعربت اليونيسف عن “قلق بالغ إزاء استمرار ورود التقارير التي تفيد بمقتل وجرح واحتجاز أطفال ومراهقين في خضم الاحتجاجات الشعبية الجارية في إيران”
وكانت منظمة يونيسف أعربت أخيرا عن “قلق بالغ إزاء استمرار ورود التقارير التي تفيد بمقتل وجرح واحتجاز أطفال ومراهقين في خضم الاحتجاجات الشعبية الجارية في إيران”. وجاء ذلك في بيان صادر عن المديرة التنفيذية ليونيسف، كاثرين راسل، تلاه المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحافي اليومي، يوم الثلاثاء.
ودعت يونيسف، وفق موقع الأمم المتحدة، إلى حماية جميع الأطفال من جميع أشكال العنف والأذى، بما في ذلك أثناء النزاعات والأحداث السياسية، مؤكدة أنه “لا يمكن تبرير العنف ضد الأطفال من قبل أي شخص وفي أي سياق”.
كذلك، نفى وزير التعليم الإيراني، في تصريحات يوم الأحد أوردتها وكالة “فارس”، مقتل الطالبة أسرا بناهي من مدينة أردبيل، خلال تجمع احتجاجي في مدرسة “شاهد” وتعرضها لهجوم من قوات الأمن.
وتنقل وكالات أنباء رسمية والتلفزيون الإيراني عن أقارب الفتاة قولهم إنها “كانت تعاني من المرض وتوفيت بسبب ذلك في المستشفى”، متهمة قنوات إيرانية ناطقة بالفارسية خارج إيران بنشر “أكاذيب” بهذا الشأن.
من جانبه، انتقد نجم كرة القدم الإيراني علي دايي، المنحدر من مدينة أردبيل، في منشور على “إنستغرام”، ما وصفه بـ”الصمت تجاه ضغوط السلطات بحق المحتجين وانتهاك حرمة طلبة جامعة الشريف الصناعية”، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى “الاعتداء على الطلاب الأبرياء في مدارس، وضربهم ومقتل إحدى بنات مسقط رأسي”.
في المقابل، اتهمت وكالة “فارس” الإيرانية المحافظة اللاعب، الأحد، بممارسة “الكذب” والتأثر برواية وسائل إعلام “معادية” في الخارج، قائلة إن “البطل القومي لا يكذب”، على حد تعبير الوكالة.
وتلاحق علي دايي، إلى جانب مشاهير إيرانيين في المجالات السينمائية والرياضية، تهم رسمية بـ”إثارة الشغب” وتأجيجه و”الاصطفاف مع العدو”، بعد تعبيرهم عن دعمهم الاحتجاجات عبر منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة.
وصادرت سلطات مطار “الإمام الخميني” الدولي في طهران، في وقت سابق، جواز سفر اللاعب دايي إلى جانب مشاهير آخرين. والأسبوع الماضي، قيل إن جواز سفر دايي أعيد إليه.