التايمز: تحالف المسيرات الإيرانية- الروسية يهدد بعولمة الحرب في أوكرانيا
علقت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحيتها، على التحالف الروسي- الإيراني، قائلة إنه تحالف شرير يجعل العالم أكثر خطرا.
ميدل ايست نيوز: علقت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحيتها، على التحالف الروسي- الإيراني، قائلة إنه تحالف شرير يجعل العالم أكثر خطرا.
وقالت: “عندما تسقط الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات والتي تحركها روسيا على المدن الأوروبية، فقد حان الوقت لكي نقلق”، مشيرة إلى هجوم يوم الإثنين على العاصمة الأوكرانية كييف، والذي كشف عن “التعاون الشرير والمتزايد بين القيادة الروسية اليائسة وطهران غير المستقرة. فهذا تحالف سيترك آثاره الجيوسياسية المدمرة إلا في حالة تم وأده في المهد” وفق تعبيرها.
ولدى روسيا كما تقول أكثر من 2000 طائرة إيرانية مسيرة من جيل “شاهد”، وبعضها تم بناؤه في طاجيكستان، وستدعم هذه الشحنات صواريخ أخرى من نوع ذو الفقار وفاتح-110، وهي صواريخ باليستية قصيرة المدى قادرة على ضرب أهداف على بعد 300 – 700 ميل.
ويأتي اهتمام موسكو بالصواريخ الإيرانية نظرا لتراجع ترسانتها. فبعد ثمانية أشهر من القتال الكثيف وصمود القوات الأوكرانية، حرق خلالها الجيش الروسي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. وتعمل بعض المصانع الحربية الروسية ثلاث مناوبات في اليوم وتقوم بتصنيع أسلحة على مدار الساعة.
وترى الصحيفة أن نشر أسلحة تكتيكية كهذه يهدف لزرع الخوف في قلوب المدنيين الأوكرانيين وزيادة معدلات اللاجئين المتجهين غربا. وضربت الغارات المناطق المدنية ومحطات التدفئة والقطارات، وبرسالة واضحة: “يقود الجيش الروسي الآن محاربا سابقا في سوريا، وعلى الأوكرانيين توقع شتاء صعب”.
وهناك هدفان آخران، أحدهما حر ف انتباه الطيران الأوكراني والتشويش عليه، فهذه المسيرات التي تحلق على مستويات منخفضة وتتجنب الرادار، ليست أسلحة متقدمة، ولكنها تكشف عن ضعف خطير في الدفاعات الأوكرانية. ويقول الأوكرانيون إن 5 من 28 مسيرة ضربت الأهداف، لكنها كانت كافية لشل معظم العاصمة.
أما الهدف الثاني، فأسراب الطائرات المسيرة كتلك التي استُخدمت ضد منشآت النفط السعودية في 2019، ستزيد من الضغوط على الدول الغربية لتوفير أنظمة دفاع صاروخية متقدمة. ويكلف صاروخ باتريوت، 3 ملايين دورلار، مقارنة مع كلفة المسيرة الإيرانية التي لا تتعدى عشرات الآلاف من الدولارات.
وأي طريقة لزيادة كلفة الدفاع عن أوكرانيا، تعتبرها موسكو وسيلة جيدة لزرع الفرقة بين الغربيين. إلا أن الأثر الرئيسي للتحالف الروسي- الإيراني في مجال الطائرات المسيرة، هو عولمة الحرب في أوكرانيا. فقد حاول فلاديمير بوتين بدايةً، عولمة التهديد بالمجاعات في كل من آسيا وإفريقيا، ثم هدد بعد ذلك بحرب نووية تكتيكية، وكان الهدف من التحركين هو إقناع الغرب بالتوقف عن دعم أوكرانيا عسكريا وسياسيا. والآن يهدد الكرملين بتوسيع حرب أوروبا إلى الشرق الأوسط على أمل أن يقنع خطر انتشار الحرب إدارة بايدن بالتوقف عن الدعم.
وهدد ديمتري ميدفيديف، الرئيس السابق، إسرائيل بوقف التعاون الأمني الهادئ في سوريا لو دخلت على الخط وزودت أوكرانيا بالمسيرات كي تواجه مسيرات إيران. وفي الوقت الحالي، تغض موسكو التي تهيمن على الأجواء السورية النظر عندما تشنّ إسرائيل غارات على الأراضي السورية. وعليه فستواجه تل أبيب اختيارا. فالتحالف الصناعي المعقد بين روسيا وإيران، يمنح طهران الفرصة لدعم وتمويل الجماعات المؤيدة لها في المنطقة وقريبا من الحدود مع إسرائيل، بشكل يمثل تهديدا وجوديا عليها. ومثل الناتو، تتبادل إسرائيل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، وتستطيع عمل المزيد.
وعلى الولايات المتحدة توفير نظام من صواريخ أرض- جو لحماية المدن الأوكرانية. ولدى بريطانيا مقذوفات صاروخية من نوع “أمرام” قادرة على ضرب مسيرات “الانتحارية” الإيرانية، وكلّما تم التعجيل بنشر هذه المقذوفات، كان ذلك أفضل، حسب التقرير.