تطورات خطيرة بملف إيران في الساحة الدولية

شهدت إيران تطورات خطيرة على الساحة الدولية وردود أفعال غير مسبوقة منذ بداية الاحتجاجات الداخلية في البلاد.

ميدل ايست نيوز: شهدت إيران تطورات خطيرة على الساحة الدولية واتجاهات غير مسبوقة منذ بداية الاحتجاجات الداخلية في البلاد.

وكتب المحلل السياسي الإيراني والدبلوماسي السابق “جاويد قربان أوغلي” في مقال بصحيفة “اعتماد” الإيرانية أنه وصفت هذه الاحتجاجات بأنها من أكثر الاحداث حساسية في تاريخ البلاد، والتي من المفترض أن تسعى أطراف الحوار إلى الحد من توسع نطاقها وتهدئة الوضع من خلال تغيير نهج السياسة الخارجية والإدارة الحكيمة في مواجهة وإدارة الأزمات.

وأبدى خبراء وسياسيون متعاطفون مع إيران عن قلقهم من إمكانية اتخاذ “قرار دولي” بحق الحكومة الإيرانية عقب تعليق المفاوضات الطويل لإحياء الاتفاق النووي وتواطؤ إيران في حرب أوكرانيا والبروباغندا المكثفة لدور الطائرات الإيرانية بدون طيار في الحرب واتساع نطاق الوقفات الاحتجاجية في عواصم ومدن الدول الغربية دعماً للاحتجاجات الداخلية الإيرانية.

تغيرت نبرة المسؤولين الأمريكيين بشكل كبير ومقلق تجاه مباحثات الاتفاق النووي. حيث تحدثت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً بشكل صريح ورسمي عن تغيير أولوية بلادها فيما يتعلق بإيران.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي، فإن التوصل إلى اتفاق غير ممكن، وفي الوقت الحالي لا تركز أمريكا على إعادة إحياء مباحثات الاتفاق النووي وتركيزها الكامل يصب على “دعم الاحتجاجات” في إيران.

وأما على الساحة الأوكرانية، تتجه تطورات الحرب الروسية ضد أوكرانيا على حساب إيران بشكل ينذر بالخطر.

وفي ثوب هذا، وصف محللون هذه التطورات بالمقلقة للغاية وأشاروا إلى أن قطع العلاقات بين أوكرانيا وإيران، والعقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، والاجتماع الأخير لمجلس الأمن لمراجعة بيع طائرات إيرانية بدون طيار لروسيا بموجب القرار 2231، سيشعل فتيل الاضطرابات في إيران ويسبب عقماً سياسياً كبيراً على المستوى الدولية.

لماذا تخلت واشنطن عن المفاوضات النووية مع إيران؟

إن نجاح الغرب في دفع هذه الاستراتيجية إلى الأمام يبرر ويشرعن تفعيل آلية الزناد ضد إيران في الاتفاقية النووية، والنتيجة الحتمية ستكون عودة إيران إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وإحياء قرارات المجلس السادس، وفي هذه الحالة لن تكون روسيا والصين قادرتان على استخدام حق النقض حتى لو أرادوا ذلك.

تسعى أصوات هائلة في المجتمع الدولي بكامل ثقلها لدعم الاحتجاجات داخل إيران ومطالب المحتجين. في حين تقوم الشخصيات والرموز الاجتماعية المؤثرة في الرأي العام (والتي تمثل شعارات المحتجين)، بتصعيد الاحتجاجات حيث تلجأ إلى المراكز المزدحمة كالعاصمة والمدن الأوروبية لإيصال رسالتها، وتجاهل هذا الحدث المهم والرد عليه بعبارات مبتذلة هو أكثر الطرق سخافة للتعامل مع حدث كهذا والذي ولّد آثاراً سلبية وخيمة على صورة إيران ومصداقيتها على المستوى العالمي.

بالإضافة إلى الحالات المذكورة أعلاه، أدى استمرار التوتر والتصعيد في شمال غرب وجنوب شرق وغرب إيران، إلى فرض تكاليف مالية باهظة مما أسهم في تحويل جزء كبير من القدرة الدبلوماسية للبلاد.

بالإضافة إلى هذا، أدت تحذيرات إيران المتكررة لأذربيجان بشأن النزاع مع أرمينيا وإجراء مناورات عسكرية في ضواحي أراس، والتوتر على الحدود الشرقية مع جماعة طالبان، والوضع الهش على الحدود الغربية فيما يتعلق بالجماعات المسلحة، واستمرار العلاقات العدائية مع المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بأزمة اليمن، وغيره من الأمور إلى جعل إيران تعيش ظروف لا يحسد عليها وضعت البلاد في حالة أزمة في علاقاتها مع جيرانها والعالم.

في الختام، ترتبط هذه التطورات الحتمية ارتباطاً وثيقاً بالنهج الخاطئ المعتمد في السياسة الخارجية الإيرانية. فإن عدم مراعاة الأولويات بما يتماشى مع المصالح الوطنية في العلاقات الخارجية وجعل الدولة تعتمد على الشرق (روسيا والصين)، والاعتماد على انخراط القوى العسكرية في المجال السياسي كلها نماذج صغيرة لهذا النهج، والنتيجة هي: إشراك البلاد في أزمات عديدة مع جيرانها ودول أخرى في العالم.

وستكون النتيجة الحتمية لمثل هذه العملية يأس الدول القوية والمؤثرة في العالم من “إمكانية التفاعل مع إيران” واعتماد قرار مشترك حول كيفية المواجهة مع إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى