كيف ستتعامل الحكومة في إيران مع تحدي ستارلينك لتخطي حجب الإنترنت؟

تداول ناشطون إيرانيون في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو لأجهزة استقبال ستارلينك تبحث عن ترددات فوق أسطح المنازل في مدن طهران وکرمنشاه والأهواز.

ميدل ايست نيوز: بعد مضي نحو شهر من إعلان الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس” (SpaceX) الملياردير الأميركي إيلون ماسك تفعيل أقمار “ستارلينك” التابعة لشركته فوق إيران، تداول ناشطون إيرانيون في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو لأجهزة استقبال ستارلينك تبحث عن ترددات فوق أسطح المنازل في مدن طهران وکرمنشاه والأهواز.

وحسب تقرير لموقع الجزيرة يأتي تفعيل خدمة “ستارلينك” للإنترنت في إيران بعد أن مهّدت الحكومة الأميركية في سبتمبر/أيلول الماضي الطريق أمام شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة للعمل على دعم الاحتجاجات في إيران، والتي قابلتها السلطات الإيرانية بقطع الإنترنت وتقييد منصات التواصل الاجتماعي.

ويرى مراقبون إيرانيون أن من شأن خدمة الإنترنت القائمة على الأقمار الصناعية أن تساعد الإيرانيين على التحايل على القيود التي تفرضها السلطات على الشبكة العنكبوتية لإخماد الاحتجاجات التي انطلقت في منتصف الشهر الماضي عقب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

اختبار ناجح

في غضون ذلك، أكد مصدر مطلع -اشترط عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية- اختبار خدمة استقبال الإنترنت الفضائي بنجاح في العاصمة طهران، مشيرا إلى تهريب عدد محدود من أجهزة المودم والهوائيات اللاقطة لإشارات إنترنت ستارلينك من إقليم كردستان العراق إلى إيران عبر منفذ بانة الحدودي.

وقال المصدر المطلع -للجزيرة نت- إن عددا من معدات ستارلينك وصل إلى طهران كما دخل عدد آخر المدن الإيرانية، مشيرا إلى أنها تباع بأسعار خيالية بلغت ألفي دولار في بعض المدن، مؤكدا أن الزبائن يتخوفون في الوقت الراهن من تنشيط الإنترنت الفضائي بسبب إمكانية رصد معداته بالعين المجردة وتتبع تردداته، كما توقع أن ترد طهران بالتشويش على تردداته لمنع المواطنين من شراء أجهزته والاستفادة من التجربة الروسية في محاربة الشركات التي تريد دعم الشعب على حساب النظام الحاكم، على حد قوله.

ونفى أن تكون أجهزة ستارلينك المستوردة تمكنت من التقاط الإشارات في كل مناطق طهران، مؤكدا أنه كلما كان ارتفاع المنطقة والمباني التي ركّبت الهوائيات على سطحها أكثر كانت سرعة الإنترنت الفضائي أفضل.

وتابع المصدر أن سرعة إنترنت ستارلينك في طهران أفضل بكثير مما جربه الإيرانيون حتى الآن، لكنها ليست كما سمعه من قبل عن سرعة الإنترنت الفضائي في اليابان.

وأضاف المصدر أن شريحة وازنة من مؤسسات الحكم في إيران تطالب منذ أعوام بتقييد الإنترنت، وأوضح أنها تستغل الاحتجاجات لحجب منصات التواصل التي ترى فيها تهديدا للأمن القومي، مستدركا أن تفعيل إنترنت ستارلينك قد يعزز موقف الشريحة المعارضة لتقييد الإنترنت وأنه لا يستبعد خفض القيود المفروضة على الشبكة العنكبوتية في الأيام المقبلة لمواجهة لمنع هجرة مستخدمي الإنترنت إلى ستارلينك.

موقف طهران

ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية بشأن تنشيط خدمة الإنترنت الفضائي فوق إيران، إلا أن الإعلام الإيراني الناطق بالفارسية كان قد نقل عن عيسى زارع بور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني قوله إنه “يتعين على الشركات المقدمة لهذه الخدمة الالتزام بالقوانين والمقررات الإيرانية وفقا للقانون الدولي”.

وكانت الخارجية الإيرانية قد اتهمت واشنطن بمحاولة التدخل في شؤون البلاد الداخلية بعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية تخفيف عقوبات تتعلق بقطاع الاتصالات وتسهيل وصول الإيرانيين إلى الإنترنت بالتزامن مع الاحتجاجات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الشهر الماضي، إنه “من خلال تخفيف حدة عدد من العقوبات على قطاع الاتصالات، مع الحفاظ على أقصى قدر من الضغوط، تسعى الولايات المتحدة إلى المضي قدما في أهدافها ضد إيران”.

وفي السياق، رأت وكالة أنباء “نور نيوز” المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني أن تفعيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في إيران تدخّل أميركي في شؤون إيران الداخلية لا يمكن غض البصر عنه، مؤكدة في تعليق نشرته بالمناسبة أن طهران سوف ترد ردا مناسبا على هذه الخطوة الأميركية.

تحد كبير

من جانبه، وصف مدير معهد العلاقات الدولية مجيد زواري الإنترنت الفضائي بأنه تحد كبير أمام السلطات الإيرانية لاستحالة مواجهة التكنولوجيا في القرن الـ21، مؤكدا أن بلاده ستكون على حق في اتخاذها خطوات عملية لمواجهة شبكة الإنترنت التي يقدمها أعداء الجمهورية الإسلامية لدعم الاحتجاجات وتقليص قدرة طهران على احتوائها.

ورجح في حديثه أن تقدم الحكومة الإيرانية على تدشين شبكة المعلومات الوطنية المعروفة باسم مشروع الإنترنت الوطني، لكنه قلل من إمكانية نجاح المشروع في ظل الإنترنت الفضائي، مشيرا إلى أن مواجهة التكنولوجيا اليوم لم تعد سوى مضيعة للوقت والميزانية.

ودعا زواري الجهات المعنية في بلاده إلى الاعتبار بالتجارب السابقة لا سيما حملات مداهمة الأطباق اللاقطة (الدش) وأجهزة “الريسيفر” وإتلافها لمواجهة الفضائيات التي تبث من الخارج، مضيفا أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى مخالفة نحو 70% من الإيرانيين للقانون عبر تركيب الأطباق اللاقطة للبث الفضائي فوق أسطح المباني.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل مغردون إيرانيون مع وسم “ستارلينك” بين من وصفه كابوسا للجمهورية الإسلامية، ومن حذر من فتح أي منصة إيرانية عبر الإنترنت الفضائي لمنع كشفها من قبل السلطات الإيرانية، في حين تفاءل آخرون بأن تغزو ترددات الإنترنت الفضائي سماء إيران في المستقبل القريب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى