ماذا يعني تبدل مواقف المبعوث الأمريكي الخاص بإيران في الأسابيع الأخيرة؟

التزم روبرت مالي سياسة أكثر عدوانية وتداخلية في مواقفه، بعد أن كان مسبقاً يركز بشكل صارم على إحياء المباحثات النووية.

ميدل ايست نيوز: شهدت مواقف المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران تغييراً ملحوظاً في الأسابيع القليلة الماضية. حیث التزم سياسة أكثر عدوانية وتداخلية في مواقفه، بعد أن كان مسبقاً يركز بشكل صارم على إحياء المباحثات النووية ویركز على أدوار الوساطة الأخرى المرتبطة بمنصبه الوظيفي لاستعادة الاتفاقية واعتماد مواقف معتدلة تخدم جميع أطراف الحوار.

وحسب تقرير لصحيفة “دنياي اقتصاد” الإيرانية يبدو أن الجمود في المفاوضات النووية، وتصاعد الحرب في أوكرانيا، وما حصل من تعاون عسكري بين إيران وروسيا، والاحتجاجات الأخيرة في إيران، وما نشهده اليوم من تغيير في التشكيلة الداخلية للولايات المتحدة مع احتمال فوز الجمهوريين في الكونغرس، جعل من المبعوث الأمريكي روبرت مالي، يغير من موقفه وأهدافه فيما يتعلق بمهمته لإحياء اتفاق نووي مع إيران.

وفي أحدث المواقف، قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران ردا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني حول بيع طائرات مسيرة إلى روسيا بشكل محدود وقبل أشهر من الهجوم الروسي على أوكرانيا، إن إدعاءات أمير عبد اللهيان “ليس صحيحًا، إيران لم تقدم عددًا محدودًا من الطائرات بدون طيار قبل الحرب. لقد نقلوا العشرات هذا الصيف فقط ولديهم أفراد عسكريون في أوكرانيا المحتلة يساعدون روسيا في استخدامها ضد المدنيين الأوكرانيين. في مواجهة الأدلة، فهم بحاجة إلى سياسة جديدة، وليس قصة جديدة”.

وفي تصريح آخر أكد: “عندما عينني الرئيس (الأميركي جو) بايدن في منصبي، كان الهدف توحيد الموقف الأوروبي حيال إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي” وشدد على أن “امتلاك إيران سلاحا نوويا سيجعل العالم أقل أمناً”.

وأكد مالي أن بايدن “يفضل الدبلوماسية” مع إيران “لكنه سيبحث الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي” وتابع: “سياستنا ارتكزت على وقف نشاطات إيران ودورها في عدم الاستقرار”.

فيما يشير التغيير الواضح في لهجة “مالي” في مجموعات العمل الثلاثة للمباحثات النووية، والحرب الأوكرانية، والاحتجاجات الإيرانية على مدار 50 يوم، إلى تغيير سلبي في مواقفه كممثل خاص للولايات المتحدة بشأن الشؤون الإيرانية، والتي تغيرت على مدار عامين منذ تولي الإدارة الديمقراطية لجو بايدن سدة الحكم وتأثرها بالنهج التفاوضي للفريق السياسي والأمني للبيت الأبيض، حيث كان “مالي” كوسيط يركز في الواقع على الاتفاقية النووية وغيرها من المجالات المتعلقة بإيران مثل حقوق الإنسان والمنظومة الصاروخية وترسيم الحدود.

بالإضافة لهذا، أدى هذا التغيير المستجد في مواقف المبعوث الأمريكي، الذي تأثر بالعوامل السابقة، إلى تقلب واضح في السياسة الأمريكية وتغيير في نهج إدارة بايدن في التعامل مع إيران.

وأظهرت التصريحات العديدة للمسؤولين الأمريكيين بشأن تعليق المفاوضات وخيبة الأمل في إحياء المباحثات النووية وإزالتها من جدول أعمال البيت الأبيض، أن فوائد الاتفاقية بالنسبة للولايات المتحدة قد تراجعت إلى حد كبير مقارنة بـ الأشهر القليلة الماضية.

تجدر الإشارة، أن الرغبة الإيرانية في إحياء الاتفاق النووي بشكل مستعجل وضروري كانت صارمة وفي بيئة مناسبة ومؤاتية للطرفين وبعيدة عن المتغيرات الحالية. وبالمثل، فقد كانت الولايات المتحدة متعاونة من أجل خوض حوار متفهم لإحياء هذه المفاوضات. تلك المتغيرات وفرت الأرضية لتغيير جذري في لهجة ومواقف سلطات الولايات المتحدة، ولا سيما روبرت مالي المسؤول المباشر عنها.

في حين، يستحق الموقف الاستراتيجي لأوكرانيا بالنسبة للكتلة الغربية المخاطرة بالتخلي عن المفاوضات النووية، وأي تصعيد لهذه للحرب، لا سيما من وجهة نظر التعاون العسكري بين إيران وروسيا، يخلق أرضية لمزيد من التحديات للاتفاق النووي.

وعلى ضوء هذا، أدى التصعيد المتزامن للحرب الأوكرانية والجدل حول الطائرات بدون طيار الإيرانية والفوضى الأمنية والاحتجاجات الشعبية في إيران لجعل لهجة الأمريكيين، وخاصة روبرت مالي، أكثر عدوانية، حيث أعلن في عدة مواقف تعاطفه مع المحتجين وحرض الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات على السلطات والمؤسسات الإيرانية بسبب انتهاكها قوانين حقوق الإنسان.

إلى جانب هذا، أكد بوضوح خلال مقابلة تلفزيونية أن تركيز واشنطن ينصب على الاضطرابات في إيران بدلاً من إحياء المباحثات النووية.

يبدو أن قضايا أمريكا الداخلية قد أثرت أيضًا على موقف المندوب الأمريكي الخاص بشؤون إيران. في حين أثرت الشكوك في عزله بسبب الانتقادات الموجهة له من بعض الشخصيات الأمريكية لطريقته التفاوضية على موقفه وأجبرته على اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى