من الصحافة الإيرانية: عودة نتنياهو ومآلات الملفات المتعلقة بإيران
يبدو أن الموقف الانتخابي الذي يخوضه الحزب الديمقراطي الأمريكي بخسائر أقل بكثير مما كان متوقعا، قد يحمل في طياته بشائر أمل لإعادة فتح حوار سياسي حول إحياء ملف المباحثات النووية.

ميدل ايست نيوز: يبدو أن الموقف الانتخابي الذي يخوضه الحزب الديمقراطي الأمريكي بخسائر أقل بكثير مما كان متوقعا، قد يحمل في طياته بشائر أمل لإعادة فتح حوار سياسي حول إحياء ملف المباحثات النووية.
وحسب تقرير لصحيفة “دنياي اقتصاد” الإيرانية شهدت الولايات المتحدة والأراضي الفلسطينية المحتلة مع بداية نوفمبر انتخابات نصفية من شأنها إيجاد تحول جذري في السلطة، حيث يتابع المراقبون الآن بدقة آثار هذه التحولات على مصير الاتفاق النووي.
سراب الموجة الحمراء
في الوقت الذي تظهر فيه آخر استطلاعات الرأي أن كفة الفوز ترجح لصالح الجمهوريين، إلا أن المنافسة في اوجها بين الحزبين، حيث بدى الموقف الانتخابي الذي يخوضه الحزب الديمقراطي بهذه الخسائر الطفيفة أقل بكثير مما كان متوقعا. فيما تشير النتائج الأولية إلى وجود منافسة شديدة للسيطرة على الكونجرس، في حين قال بايدن إن “الموجة الحمراء لم تحدث” وكان يوماً جيداً للديمقراطية.
هذا، وعلى الرغم من حقيقة أن وسائل الإعلام الأمريكية اعتبرت مسبقاً أن إجراء الانتخابات النصفية هو السبب الرئيسي لانقطاع المفاوضات النووية اعتبارًا من سبتمبر الماضي، إلا أن نتائج هذه الانتخابات قد لا يكون لها تأثير حاسم على توجه حكومة بايدن في مواجهة الصراع النووي مع طهران.
ولا يخفى على أحد، أن الغرض الوحيد من مقاطعة بايدن للمفاوضات عشية الانتخابات هو تجنب إحداث انقسام في صفوف الحزب الديمقراطي في الأيام التي سبقت هذه المنافسة، لأنه في تلك الفترة كان بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ينضمون إلى مجموعة معارضي الاتفاق النووي، بالتالي سيؤدي الخلاف على الدبلوماسية مع طهران إلى إضعاف مكانة هذا الحزب في الرأي العام مما سيعقد عملية الانتخاب هذه.
الآن، في وضع اجتاز فيه الديمقراطيون الانتخابات بخسائر أقل بكثير مما كان متوقعًا. يبدو أن الملف النووي الإيراني سيعود إلى مكتب بايدن مرة أخرى. ومع ذلك، أدى ظهور قضيتين جديدتين في الشهرين الماضيين، إلى زيادة صعوبة حل هذا الخلاف من خلال الدبلوماسية وإحياء المباحثات النووية.
بايدن يتجنب التصريحات الخطيرة حول أحداث إيران
مع بداية الاحتجاجات في إيران وتوجه أنظار واشنطن نحو ما يحدث في البلاد، تعرضت حكومة بايدن لضغوط من أطراف متشددة أرادت تبني سياسة “تغيير النظام” ضد طهران.
بينما يبدو أنه لا يوجد أحد في إدارة بايدن على استعداد لدعم مثل هذه السياسة ضد إيران. ومع ذلك، فقد أعلن المسؤولون في حكومة بايدن مرارًا وتكرارًا خلال هذه الفترة أنهم لا يركزون حاليًا على المفاوضات النووية ويتابعون عملية ونتائج الاحتجاجات في إيران وإلى أين ستفضي. في الوقت نفسه، أشار تقرير نشرتها مؤخراً صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أنه لا يزال هناك إجماع في إدارة بايدن على أن الصراع النووي مع إيران يجب أن يتم حله بطريقة الدبلوماسية فقط.
ملفات خطيرة
وحذّرت أوكرانيا، إيران من أن “عواقب التواطؤ” مع موسكو “تتجاوز المنفعة” التي ستجنيها من دعم روسيا.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نكولينكو على فيسبوك: “على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها لروسيا”.
في السابق، نفى مسؤولون إيرانيون تسليح روسيا في حربها على أوكرانيا. في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصف سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد ايرواني، المزاعم بأنها “لا أساس لها على الإطلاق”. وكرّر موقف إيران الحيادي في الحرب.
وقد دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في مجلس الأمن الأمين العام أنطونيو غوتيريس للتحقيق في استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة المدنيين في أوكرانيا.
من جانب آخر قال مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إنه أصبح أقل تفاؤلا حيال التوصل إلى اتفاق سريع على إحياء الاتفاق النووي الإيراني وذلك عما كان عليه قبل وقت قصير.
وأضاف في تصريحات للصحافيين في بروكسل “يؤسفني أن أقول إنني أقل ثقة اليوم مما كنت عليه قبل 28 ساعة.. إزاء احتمالات إبرام الاتفاق الآن”.
وقال بوريل “الطلبات الأولية التي تلقيتها كانت مقبولة من كلا الجانبين وتم أخذها في الاعتبار دون إجراء تغيير جذري في النص”، واصفاً اقتراحه بأنه “متوازن للغاية”، لكن “الآراء الأخيرة لا تتقارب بل تتباعد” و”المواقف لا تتقارب.. على العكس”.
وقال “إنه أمر مقلق للغاية إذا لم يحصل تقارب خلال (المفاوضات) فإن العملية برمتها في خطر”.
كما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أن تهديدات إيران تجاوزت النطاق الإقليمي، مضيفاً “علينا تغيير طريقة مواجهتنا لتهديدات إيران في العالم”.
وقال على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب 27” المنعقد بشرم الشيخ في مصر، “علينا العمل بشكل منظم لمواجهة التهديدات الإيرانية”.
وتابع “يجب ضمان عدم تأثر الشعب الإيراني بالعقوبات على نظام طهران”.
وأضاف دون الخوض في التفاصيل: “يجب أن أقول إن الجواب الأخير الذي حصلت عليه إذا كان الهدف هو إتمام الصفقة بسرعة فهو لن يساعد”. وأكد أنه “سيواصل المشاورات مع جميع المشاركين في (الاتفاق النووي) ولا سيما الولايات المتحدة”.
عودة نتنياهو
في الوقت الذي يسود فيه هذا التوتر، فإن عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة الإسرائيلية ليست بشرى سارة لمؤيدي الاتفاق النووي مع إيران. إلى جانب هذا، أدى تحالف نتنياهو مع جماعة اليمين المتطرف في السنوات الأربع الماضية لعودتها بشكل مفاجئ إلى الواجهة خلال الانتخابات الخامسة.
ويلعب رأي نتنياهو دوراً مهماً في تهديد مستقبل المفاوضات النووية. حيث سيشكل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. في حين وعد بعدم التردد في أي جهد لمحاربة الاتفاق النووي الإيراني. وبهذا، يبدو أن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد أحداثًا مهمة في مجال الصراع النووي بين الغرب وطهران.