تحذير من نقص في الأطباء بإيران بسبب موجات الهجرة
أثيرت مؤخراً بعض الأنباء حول موجة نزوح جماعي تستهدف الأطباء الإيرانيين وسط مخاوف كبيرة بشأن مستقبل البلاد وندرة القامات الطبية فيها.

ميدل ايست نيوز: أثيرت مؤخراً بعض الأنباء حول موجة نزوح جماعي تستهدف الأطباء الإيرانيين وسط مخاوف كبيرة بشأن مستقبل البلاد وندرة القامات الطبية فيها.
ونقلا عن وكالة ايسنا للأنباء، وفقاً للإحصاءات الرسمية المنشورة، فقد هاجر 160 طبيب متخصص في مجال القلب من إيران خلال العام الماضي.
وفي نفس الفترة، وبهدف الهجرة إلى عمان، تقدم أكثر من 30 ألف عضو من الكادر الطبي بطلبات للحصول على طلب الحالة المهنية good standing (عدم امتلاك سوابق عمل سيئة) من كليات العلوم الطبية، كما هاجر 16 ألف طبيب عام من البلاد في السنوات الأربع الماضية.
هذا، وأصبح الارتفاع الكبير في نسبة هجرة الأطباء مقلقًا لدرجة أن مسؤولي منظمة الرعاية الصحية في إيران حذروا من أن البلاد مقبلة على مشكلة نقص حاد في القامات الطبية في المستقبل غير البعيد.
وفي هذا الصدد، أوضح مسؤول منظمة الرعاية الصحية في إيران، محمد رئيس زاده: “أن المجتمع الطبي الإيراني يواجه تحديات كبيرة في بعض المجالات التخصصية والفرعية، وبالتالي قد لا يكون لدينا خريجون من هذه المجالات في المستقبل”.
500 ممرض یغادرون شهريا.. لماذا تفوق هجرة الإيرانيين للخارج المتوسط العالمي مرتين؟
وحذر المسؤول الإيراني من خطورة العودة إلى ما قبل 40 عاما والاستعانة بأطباء أجانب، قائلاً: “السياسات الخاطئة والفشل في إدارة الأزمات ستخيب آمال شباب المجتمع الطبي وستؤدي إلى طوفان من الهجرة والتخلي عن مهنة الطب”.
وأكد رئيس زاده: “إن أطبائنا الحاليين لا يرغبون في دراسة التخصصات الدقيقة، ونتيجة ذلك، لن يكون لدينا أي أطباء في السنوات القادمة”.
قبل خمس سنوات، أعلن نائب رئيس جمعية جراحي القلب الإيرانية أن إيران تمتلك 240 متخصص في مجال جراحة القلب فقط، وتأتي هذه الإحصائية وسط زيادة مخيفة في أمراض القلب بين الشباب.
ورداً على موجة الهجرة الجماعية للأطباء في إيران، قال رئيس جمعية الجراحين الإيرانيين، ايرج فاضل: “بعد الثورة الطبية التي شهدتها البلاد والتي أصبحت حديث العالم، فقد أحرزنا تقدمًا بحيث لا يسافر أي إيراني إلى الخارج لتلقي العلاج. وقد أجريت جميع أنواع العمليات الجراحية المعقدة داخل البلاد من القلب إلى المخ إلى زرع الأعضاء، ولكن هذا الوضع أصبح الآن معرضًا للخطر بعد موجة النزوح الكبيرة هذه”.
وفي الشهر الماضي، أكد رئيس المرصد الوطني للهجرة في إيران أن إيران تعاني من ظاهرة “الهجرة الجماعية” التي تستهدف جميع طبقات المجتمع ولا تتعلق بالنخبة والعقول فحسب.
وأشار رئيس المرصد الوطني للهجرة في إيران، بهرام صلواتي إلى قضايا الهجرة وطالبي اللجوء قائلا: “عادة، تنشر الأمم المتحدة تقارير عن المهاجرين المفقودين، لكن العدد الحقيقي هو عدة أضعاف هذا العدد”.
وقال إن الهجرة في إيران تتخذ شكلا مختلفا هذه الأيام، فلم يعد الأمر يتعلق فقط بهجرة النخبة والعقول فحسب، بل نشهد اليوم موجة هجرة إيرانية غير معهودة للرياضيين والفنانين والكتاب والمدرسين والحرفيين في المهن المختلفة، وهذا يدعونا لنستذكر سويةً مصطلح “الهجرة “الجماعية” التي يعيشها الإيرانيون الآن.
وتابع: “ما بين 20 إلى 30 ألف شخص يُفقدون كل عام، وتنقطع جميع أخبارهم ويبقى مصيرهم مجهول. فبعض المهاجرين يفقدون أوراق ثبوتيتهم ووثائق هويتهم بسبب الطرق غير القانونية الوعرة والصعبة التي يمرون عبرها.
وأضاف: “إن طرق الهجرة الأكثر مأساوية هي الهجرة القسرية التي تشهد ارتفاعاً هائلاً بين الإيرانيين بسبب الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد”.
وأكد أنه يصدر في إيران سنوياً مايقارب 50 ألف تأشيرة للإيرانيين، 30 ألف منها من طالبي اللجوء، و 10 إلى 15 ألف من أجل التعليم، و5 ألاف منها للعمل.