باكستان تتخلى على مشاريع الغاز الإيراني والصين تتجه إلى المنافسين
أعلنت باكستان بوضوح أنها لم تعد مهتمة بسوق الغاز الإيراني بسبب مخاطر العقوبات الغربية، حيث تسعى لتزويد احتياجاتها من أسواق الغاز المنافسة لإيران.
ميدل ايست نيوز: أعلنت باكستان بوضوح أنها لم تعد مهتمة بسوق الغاز الإيراني بسبب مخاطر العقوبات الدولية، حيث تسعى لتزويد احتياجاتها من أسواق الغاز المنافسة لإيران.
إلى جانب هذا، وقعت الصين مؤخرًا مع قطر أطول عقد لتوريد الغاز لمدة 27 عامًا، بحيث تزود هذه الدولة الغاز الذي تحتاجه الصين من حقلها المشترك مع إيران، وهو حقل بارس الجنوبي.
وفي غضون ذلك، يتزايد عجز الغاز في إيران بشكل كبير، ويواجه صاحب ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم مشاكل كبيرة في توفير الطاقة التي يحتاجها سوقه المحلي.
باكستان تبتعد عن سوق الغاز الإيراني
وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، أعلنت باكستان رسميًا أنها تخلت عن سوق الغاز الإيراني بسبب مخاطر العقوبات وتتطلع لإطلاق خط أنابيب “تابي” الذي يعتبر منافسًا رئيسيًا لسوق الغاز الإيراني في شرق البلاد.
ووقعت باكستان العام الماضي عقدا لاستيراد الغاز من روسيا. ونقلت وكالة ارنا للأنباء، عن موقع “داون” الإخباري قوله “أن باكستان أعلنت الآن أن بلادها قلقة من عواقب انتهاك العقوبات الدولية المتعلقة بإيران، ولهذا السبب لا تريد الاستمرار في تلقي الغاز من إيران”.
وأكد مستشار وزير النفط الباكستاني مصدق ملك، أن “شراء الغاز من إيران يشكل مخاطرة والحكومة الباكستانية تفضل التحدث إلى أفغانستان لضمان حماية خط أنابيب “تابي” لأن أحد أهم القضايا التي تواجه هذه الخطة هو وضعيته الأمنية في أفغانستان”.
وأضاف: “إن البلاد بدأت مشاورات مع روسيا ودول أخرى لحل أزمة الطاقة في باكستان، وبعد تلقي الإجابات سيتم اتخاذ الإجراءات”.
وذكرت صحيفة إكسبريس تريبيون الناطقة بالإنجليزية في تقريرها: “أن وزير البترول الباكستاني قام برحلات غير علنية لعدة دول في الأشهر الماضية، أجندتها هي التغلب على أزمة الطاقة في باكستان”.
بسبب نقض الغاز.. تحذير من فرض قيود على المصانع ومحطات الكهرباء في إيران
الصين تتجه لمنافسي إيران
ووقّعت شركة “قطر للطاقة” قبل أسبوع، اتفاقية بيع وشراء مع مؤسسة الصين للبترول والكيميائيات “سينوبك” (Sinopec) لتوريد 4 ملايين طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين لمدة 27 عاما، بداية من العام 2026.
وبموجب الاتفاقية سيتم توريد كميات الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليها من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، وسيتم تسليمها إلى محطات استقبال سينوبك في الصين.
وقال المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة “إن الاتفاقية ستعزز العلاقات الثنائية المتميزة بين جمهورية الصين الشعبية ودولة قطر، وستساعد على تلبية احتياجات الصين المتزايدة من الطاقة”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في العاصمة الدوحة أن “الاتفاقية ستفتح فصلا جديدا ومتميزا في علاقتنا مع مؤسسة “سينوبك” التي تغطي عددا من المجالات المختلفة، والتي نأمل أن تدفع بالمزيد من النمو والتوسع”.
من جهته، قال “ما يونغشينغ” رئيس مجلس إدارة سينوبك “تشكل هذه الاتفاقية طويلة الأمد مع قطر للطاقة علامة فارقة وجزءا مهما من التعاون المتكامل بين الجانبين في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي”.
وأضاف “قطر هي أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، بينما الصين هي أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويشترك البلدان بالكثير من أوجه التكامل وأسس التعاون الجيدة في مجال الطاقة”.
يتم توقيع عقد الغاز الكبير بين قطر والصين في وضع تأخذ فيه هذه الدولة الخليجية الغاز الذي تحتاجه الصين من الحقل المشترك مع إيران (بارس الجنوبي).
هذا، ووقعت مؤخراً الصين وثيقة تعاون مشترك مدتها 25 عامًا مع إيران، أما الآن فهي لم تتجه فقط إلى منافس إيران، أي قطر، بل أعلنت مؤخرًا أنها ستبني مصفاة للنفط الخام بطاقة معالجة 8 ملايين طن من النفط الخام سنويًا في ميناء جوادر الباكستاني أو ميناء تشابهار المنافس لإيران.
عجز الغاز في إيران آخذ في الازدياد
في الوقت الذي يحدث فيه هذا التخلي عن سوق الغاز الإيراني، أفاد تقرير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أنه بحلول نهاية عام 2021، أمتلكت إيران حوالي 34 تريليون متر مكعب، أي ما مجموعه حوالي 16٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي المكرر في العالم، بالتالي، صاحبة ثاني أكبر احتياطي عالمي. إلا أن العقوبات ونقص رأس المال الكافي والتكنولوجيا الحديثة تسببت في مواجهة استخراج الغاز من حقول الغاز الإيرانية للعديد من المشاكل وتجاوز حجم استهلاك الغاز إنتاجه.
ويظهر تحليل إحصاءات إنتاج واستهلاك الغاز في السنوات الأخيرة أن عجز الغاز في إيران مستمر بشكل كبير. إذ في عام 2020، قدرت وزارة البترول عجز الغاز في المواسم الباردة بنحو 150 إلى 160 مليون متر مكعب، والذي بلغ 200 مليون متر مكعب عام 2021، في حين يقدر عجز الغاز في المواسم الباردة هذا العام بما يتراوح بين 230 إلى 250 مليون متر مكعب.
وفي العام الماضي، ذكر وزير النفط الإيراني جواد أوجي، أن زيادة الاستهلاك بنسبة 10٪ كان بسبب العجز الكبير في الغاز. وهذا العام، كان عجز الغاز تصاعديا أيضاً.
وبحسب تصريح مدير إمداد الغاز في شركة الغاز الوطنية الإيرانية، جلال نور موسوي، فإن هناك عجز غازي يومي تواجهه البلاد يبلغ 250 مليون متر مكعب، وأعلن بدوره عن إمكانية العمل في تقنين الغاز الصناعي.
في الوقت الحالي، بلغ استهلاك الغاز في إيران في المواسم الباردة من العام 900 مليون متر مكعب، فيما وصل بالكاد إنتاج الغاز في حقل جنوب فارس للغاز إلى 700 مليون متر مكعب.
وعلى ضوء هذا، صرح الرئيس التنفيذي لشركة بارس للنفط والغاز، محمد مشكين فام، لوكالة الأنباء الإيرانية ايلنا: “أنه من أجل الحفاظ على مستوى إنتاج 700 مليون متر مكعب من الغاز ومنع انخفاض الضغط في حقل غاز بارس الجنوبي، هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 20 مليار دولار من رأس المال.