كيف تؤثر جولة أمير عبداللهيان إلى البلقان على علاقات إيران بالاتحاد الأوروبي؟
في ظل التخبطات التي تشهدها العلاقات الدولية مع طهران، ما الذي يعنيه السفر الأخير لوزير الخارجية الإيراني لشبه جزيرة البلقان
ميدل ايست نيوز: بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، جولته خارج البلاد، وتوجه أولاً إلى شبه جزيرة البلقان في صربيا يوم الأحد، وفي الخطوة الثانية، غادر العاصمة بلغراد الثلاثاء الماضي متوجهاً إلى سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك بدعوة من نظيرته البوسنية بيسرا تركوفيتش، للقائها والتشاور معها حول مختلف القضايا الثنائية.
وفي وقت سابق، التقى أمير عبداللهيان، الذي وصل إلى صربيا على رأس وفد سياسي بدعوة من وزير الخارجية إيفيكا داتشيتش، نظيره الصربي بعد ظهر يوم الأحد، وبحث الوزيران مسألة العلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة والقضايا الدولية المهمة.
وفي إشارة إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين، اعتبر وزير خارجية إيران أن القدرة على تعزيز التعاون في مجال التجارة بين الجانبين أعلى بكثير من الوضع الحالي، وأكد على الجهود الكبيرة التي يبذلها البلدان للاستفادة من إمكانيات العلاقات في هذا المجال.
وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، بعد اجتماعه مع السلطات الصربية، التقى وزير الخارجية مع رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، ظهر يوم الاثنين.
وفي الخطوة الثانية من سفره إلى منطقة البلقان، وصل عبد اللهيان إلى سراييفو صباح الثلاثاء، والتقى وزيرة خارجية البوسنة والهرسك وبحث معها العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية بين البلدين.
وهنأ وزير الخارجية الإيراني نظيرته البوسنية، على نجاح الانتخابات العامة في البوسنة والهرسك، وقال: “آمل أن تتمكنوا من اتخاذ خطوات فعالة نحو مزيد من النمو والتنمية والتضامن”.
وقالت بيسيرا توكوفيتش، عقب لقائها وزير خارجية إيران، في مؤتمر صحفي مشترك: “البوسنة تريد أن تقيم علاقات ودية مع إيران والدول الأخرى على أساس مبدأ احترام القوانين والحقوق الدولية”.
وتابعت: “لطالما كانت إيران دولة صديقة لنا ووقفت إلى جانبنا في أصعب ظروف الحرب وفهمت دائمًا ظروفنا السياسية”.
أمير عبداللهيان: إيران تعارض أي تغييرات جيوسياسية وحدودية في القوقاز
وفي ظل التخبطات التي تشهدها العلاقات الدولية مع طهران، ما الذي يعنيه السفر الأخير لوزير الخارجية الإيراني لشبه جزيرة البلقان؟ هل تحاول إيران تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية التي لم تستظل بعد تحت سقف الاتحاد الأوروبي؟ أم أن حكومة إبراهيم رئيسي تحاول العمل على تقوية الأجواء الدبلوماسية وتعديل الضغوط في ظل هذه الجولات، بينما تستحث اقتراح الديناميكية والتحركات في مجال السياسة الخارجية؟
ورداً على هذه الأسئلة، قال عبد الرضا فرجي راد، سفير إيران السابق لدى أيسلندا: “إن الوضع الحالي لعلاقات إيران مع الدول الأوروبية حرج ومتدهور”.
ويرى هذا السياسي أن الظروف الآن ليست على ما يرام لإصلاح هذه العلاقات مع تلك الدول؛ خاصة وأن بعض الأخبار تشير أيضًا إلى أن علاقات إيران مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة الثلاثية الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، ستواجه مشاكل أكثر مما كانت عليه في الماضي”.
وأشار السفير السابق “إلى أن صربيا والبوسنة والهرسك هما دولتان لم تنضما بعد إلى الاتحاد الأوروبي، لذا لم يتم تحديدهما تحت المظلة الأوروبية”.
في هذا الصدد، وبالتركيز على دولة صربيا أكد فرج راد: “أن بلغراد اتخذت دائمًا خطوات صبت في مصلحة موسكو، ولهذا السبب، قد يتم تقييم وجود عبد اللهيان في صربيا بهدف تعزيز العلاقات مع دول المنطقة الشرقية”.
ولفت هذا المسؤول إلى نقطة مهمة للغاية: “جولة عبد اللهيان إلى البلقان ووجوده في دول مثل صربيا والبوسنة والهرسك لا يمكن أن يكون خيارًا بديلاً للموازنة ضد تصلب علاقات إيران مع أوروبا. وخاصة الترويكا الأوروبية “.
وفي تتمة حديثه، يلقي السفير السابق ومحلل القضايا الأوروبية نظرة أكثر تفصيلاً في مجال الدبلوماسية الاقتصادية، وفي هذا الصدد يقول: “حتى لو تم تقييم وجود عبد اللهيان في صربيا والبوسنة والهرسك بما يتماشى مع الدبلوماسية الاقتصادية، فلا يزال من غير الممكن التحدث بشكل حاسم عن مخرجات حكومة إبراهيم رئيسي وإنجازتها”.
وقال: “بسبب العديد من المشاكل في المجال النقدي والمصرفي وعدم قبول فواتير مجموعة العمل المالي، فإن إقامة أي علاقة اقتصادية وتجارية من قبل صربيا والبوسنة والهرسك وأي دولة مع إيران يمكن أن تتحول إلى علاقة تجارية عالية المخاطر بالنسبة لـ بلغراد وسراييفو وغيرها”.