التنديد يتواصل.. عقوبات غربية متتالية على إيران بعد إعدام أحد المحتجين

شددت دول غربية إجراءاتها للتنديد بقمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات، حيث فرضت عليها بريطانيا وكندا عقوبات جديدة.

ميدل ايست نيوز: شددت دول غربية إجراءاتها للتنديد بقمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات، حيث فرضت عليها بريطانيا وكندا عقوبات جديدة، كما انضمت ألمانيا إلى الدول الغربية المنددة بإعدام أحد الناشطين في إيران.

ونفّذت إيران الخميس، للمرة الأولى منذ بدء المظاهرات المتواصلة في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أول حكم بالإعدام مرتبط بالاحتجاجات صدر بحق محسن شكاري بعدما أغلق طريقا وجرح أحد عناصر قوات الباسيج (قوات التعبئة)، في ختام إجراءات قضائية اعتبرت مجموعات حقوقية أنها “محاكمة صورية”.

وأعلنت الحكومة البريطانية اليوم الجمعة فرض عقوبات على 10 مسؤولين إيرانيين على صلة بقطاع السجون، ومن بينهم 6 تربطهم صلة بالمحاكم المسؤولة عن مقاضاة المحتجين.

وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في بيان “اليوم، تتوسع عقوباتنا لكشف من هم وراء الانتهاكات الشنيعة لأبسط حقوقنا الأساسية”، موضحا أن العقوبات تستهدف “فاسدين انتهكوا حقوق الإنسان، وأيضا مرتكبي العنف الجنسي في النزاعات”.

المستهدفون بالعقوبات

ومن أهم المستهدفين بالعقوبات غلام رضا ضيائي وعلي جهار محالي المديرون السابقون لسجن إيفين في طهران، حيث قال الوزير البريطاني كليفرلي إن السجن معروف بسوء معاملة المحتجزين، سواء كانوا إيرانيين أو أجانب.

ولم تكتف بريطانيا بفرض العقوبات، حيث استدعت اليوم الجمعة أكبر دبلوماسي إيراني في لندن للاحتجاج على إعدام شكاري، وقال كليفرلي -في بيان- إن إعدامه “أمر بغيض”، معتبرا أن شكاري “ضحية مأساوية لنظام قانوني تشيع فيه الأحكام غير المتناسبة، والمحاكمات ذات الدوافع السياسية، والاعترافات بالإكراه”.

وتابع “لقد أوضحنا وجهات نظرنا للسلطات الإيرانية.. يجب على إيران أن توقف عمليات الإعدام فورا، وأن تضع حدا للعنف ضد شعبها”.

كما يستعد الاتحاد الأوروبي لإضافة 20 شخصا وكيان واحد من إيران إلى قائمته السوداء، ردا على ما يوصف بانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في هذا البلد على خلفية الاحتجاجات، على ما أفادت مصادر دبلوماسية في بروكسل اليوم.

وسيتمّ التصديق على العقوبات الجديدة المُعدّة في بروكسل الاثنين المقبل في اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، ثمّ تنشر في الجريدة الرسمية لتدخل حيز التنفيذ.

بدورها، نددت ألمانيا اليوم الجمعة بإعدام شكاري، وقال متحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي في برلين “تدين الحكومة بأشد العبارات تنفيذ حكم الإعدام الصادر عن النظام الإيراني بحق متظاهر فيما يتعلق بالاحتجاجات في إيران”.

الرد الإيراني

وجاء الرد من طهران على التنديدات الغربية بتغريدة كتبها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قائلا إن “محاربة الإرهاب والعنف وخطاب الكراهية هي مسؤولية دولية لا خلاف عليها. من النفاق أن تعدّ ألمانيا هذه (الممارسات) خطوطا حمراء فيما يتعلق بأراضيها وأمنها، لكنها تحرّض على الظواهر الخبيثة نفسها في إيران، وتدين بازدواجية نضالنا المشروع ضدها”.

وكان أمير عبد اللهيان يشير -على ما يبدو- إلى حملة الاعتقالات التي أطلقتها السلطات الألمانية هذا الأسبوع في إطار تحقيقها مع جماعة يمينية متطرفة تقول سلطات برلين إنها تريد قلب نظام الحكم في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الخميس إن طهران تبدي “أقصى درجات ضبط النفس في مواجهة أعمال الشغب”، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

من جهة أخرى، فرضت كندا اليوم عقوبات على 22 من كبار المسؤولين في هيئات القضاء والسجون والشرطة الإيرانية، ومساعدين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ووسائل إعلام رسمية.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان “الكرامة والحرية والعدالة هي أعمدة السياسة الخارجية لكندا”.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال -في تغريدة- إن رسالته للقيادة الإيرانية واضحة، وهي إنهاء ما وصفه بالحملة الوحشية التي تشنها على الناشطين، مؤكدا عزم واشنطن مواصلة تحميل النظام الإيراني المسؤولية.

كما اعتبرت فرنسا أن الإعدام يضاف إلى “انتهاكات جسيمة وغير مقبولة أخرى”، وأكدت روما أن “الأسرة الدولية لا يمكن أن تبقى غير مبالية حيال القمع غير المقبول من جانب السلطات الإيرانية”، بينما اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن عقوبة الإعدام “لا تنسجم مع حقوق الإنسان”.

من ناحيتها، وصفت منظمة العفو الدولية عملية إعدام شكاري بأنها “مروّعة”، معتبرة أن “إعدامه يفضح وحشية ما يسمى نظام العدالة في إيران حيث يواجه عشرات غيره المصير نفسه”.

كذلك دعا محمود العامري مقدم مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها أوسلو، إلى رد دولي قوي وإلا “سنواجه عمليات إعدام جماعية للمتظاهرين”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى