ارتفاع شديد في أسعار السيارات بإيران

رغم الوعود التي أطلقها مراراً وتكراراً وزير الصناعة والتعدين والتجارة في إيران بشأن خفض سعر السيارات وزيادة الإنتاج إلا أن وعوده بقيت حبراً على ورق وأصاب الغلاء الفاحش أسواق السيارات ورفع الأسعار لأرقام قياسية.

ميدل ايست نيوز: في نوفمبر من العام الماضي، وعد وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني، رضا فاطمي أمين، في تغريدة أنه بحلول نهاية العام، ستكون أسعار السيارات أكثر رخصاً، وسيزداد إنتاج السيارات بشكل كبير في عام 2022، لدرجة لن يبقى هناك حاجة لليانصيب لكسب سيارة.

وبحسب صحيفة شرق، وعد هذا المسؤول أيضاً، بزيادة أعداد السيارات إلى حوالي ثلاثة أضعاف معدل الإنتاج الحالي، لكن هذا لم يكن وعده الوحيد بشأن تخفيض أسعار السيارات حيث كرر هذا الوعد عدة مرات.

وبالطبع، لم يتحقق هذا الوعد ولا غيره، بل أصاب الغلاء الفاحش أسواق السيارات وشهدت الأسعار ارتفاعاً كبيراً. وفي أقل من شهر، شهد سعر بعض السيارات الشهيرة في إيران مثل “بيجو 206 النوع الثاني” اتجاهاً تصاعدياً بزيادة قدرها 70 مليون تومان (1800 دولار) وسيارة “برايد” حوالي 30 مليون تومان (800 دولار).

بعد سنين من المنع.. إيران تعتزم استيراد 90 ألف “سيارة اقتصادية”

70 مليون تومان زيادة لسيارة بيجو 206

اكتسبت الأسعار في سوق السيارات زخمًا غريبًا في هذه الأيام. فقد كان سعر سيارة برايد 111 في بداية شهر ديسمبر من هذا العام حوالي 208 مليون تومان، والذي وصل مؤخراً إلى 228 مليون تومان بزيادة قدرها 20 مليون تومان.

وأما عن أرخص السيارات في السوق الإيرانية، وصل سعر سيارة سايبا، الذي كان حوالي 223 مليون تومان في بداية ديسمبر، إلى 259 مليون تومان بزيادة قدرها 36 مليون تومان.

ويعد معدل ارتفاع الأسعار لمدة عام واحد للسيارات كبيرة الحجم في سوق السيارات مهمًا أيضًا. حيث في نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي، تم تداول سيارة برايد 111 بمعدل حوالي 177 مليون تومان، والآن ارتفع السعر بنحو 1.2 مرة، أي ما يعادل 51 مليون تومان.

وفي الوقت الذي تحدث فيه القفزة الكبيرة في أسعار السيارات، أظهرت إحصاءات إنتاج السيارات في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، أن إنتاج السيارات لم ينخفض، بل زاد بشكل طفيف.

وحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصناعة والمناجم والتجارة في النصف الأول من العام الجاري، تم إنتاج 516 ألفًا و 206 نوعًا من سيارات الركوب والشاحنات الصغيرة والحافلات الصغيرة والمتوسطة والمقطورات. وزاد إنتاج سيارات الركوب بنسبة واحد في المائة خلال هذه الفترة حيث بلغ 449 ألفاً و 564 مركبة.

ومع ذلك، فإن إحصائيات الزيادة في إنتاج السيارات في النصف الأول من هذا العام تبدو مضللة، لأنه في العام الماضي كان هناك حوالي 170 ألف سيارة معيبة متبقية في ساحة انتظار شركات تصنيع السيارات، وفي مارس من العام الماضي، أعلن رئيس الجمهورية خلال زيارته لمصنعي إيران خودرو وسايبا، أنه يجب طرح جميع السيارات المعيبة في السوق، ولكن بحلول نهاية العام، لم يتم الانتهاء من جميع السيارات غير المكتملة، وعليه، يبدو أن مصنعي السيارات في الأشهر الستة الماضية لم يتقدمو في مجال زيادة الإنتاج بل عملوا على تخفيضه.

من جانبه، أوضح أمير حسن كاكائي، الخبير في صناعة السيارات، في مقابلة مع ايسنا، رداً على الزيادة في أسعار السيارات “المسألة هذه هي عكس الأخبار الجيدة على ما يبدو والتي تم نشرها باستمرار من قبل الحكومة حول نمو إنتاج السيارات وزيادة 2.5 مرة في إنتاج شركات السيارات الخاصة، وتحرير واردات السيارات، وما إلى ذلك وصولاً إلى البيع بالأقساط”.

وأضاف: “كانت إحدى الشركات الخاصة قد أوجدت انطباعًا بأن السيارات ستنخفّض قيمتها. فيما يبدو أنه مع الارتفاع السابق للأسعار، أصيب السوق بالركود وانخفض الطلب مقارنة بعدل بالعرض”.

ولفت هذا الخبير “أن توقعات التضخم ونمو التوقعات التضخمية في الأسواق من أسباب نمو أسعار السيارات. إضافة لهذا، ارتفاع أسعار العملات وتسارع نمو السيولة، كما أن الانخفاض المحتمل في مبيعات النفط هو أحد الأسباب التي ذكرها هذا الخبير واعتبرها سبب آخر في ارتفاع الأسعار في سوق السيارات.

 

(سعر الصرف في سوق طهران اليوم: حدود 39 ألف تومان)

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى