دولة منغلقة ومحاصرة دولياً… إيران في صدد إجراء تبادل علمي مع كوريا الشمالية
أفادت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس منظمة شؤون الطلاب في البلاد، وخلال لقاء له مع سفير كوريا الشمالية، اقترح إجراء تبادلات علمية بين إيران وكوريا الشمالية من أجل الحفاظ على العلاقات بين البلدين.
ميدل ايست نيوز: أفادت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس منظمة شؤون الطلاب في البلاد، وخلال لقاء له مع سفير كوريا الشمالية، اقترح إجراء تبادلات علمية بين إيران وكوريا الشمالية من أجل الحفاظ على العلاقات بين البلدين.
وبحسب صحيفة هم ميهن، أبدى هاشم داداش بور، رئيس منظمة شؤون الطلاب في لقاء مع سفير كوريا الشمالية، هونغ سونغ أو، اهتمامه بالعلاقة العلمية بين البلدين وتبادل الأساتذة والطلاب، ووصف هذا العمل بأنه وسيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال: “هناك علاقات طويلة الأمد بين إيران وكوريا الشمالية، ويمكن زيادة ديمومة واستمرارية هذه العلاقات مع التبادلات العلمية بين البلدين”.
وفيما يتعلق بمواصلة تعليم الطلاب الكوريين في إيران، فقد أعلن داداش بور عن استعداد مراكز التعليم العالي الإيرانية بتوفير قدرة جيدة لمواصلة العملية التعليمية لطلاب هذا البلد، وفقاً لترتيبهم العلمي العالمي.
تقرير: أوكرانيا تطرد الطلاب الإيرانيين بعد بيع طائرات مسيرة إيرانية لروسيا
وبينما تنشغل وسائل الإعلام العالمي بالحديث عن الإنغلاق الذي تعيشه كوريا الشمالية وبُعدها أشواط عديدة عن دول العالم من الناحية العلمية، جاءت تصريحات “داداش بور” كالصاعقة على مسامع الإيرانيين.
وطرح العديد من المختصون أسئلة كثيرة واستفسارات عن سبب اقتراح المجمع الأكاديمي الإيراني، لإجراء تبادل علمي مع دولة مقيدة ومحاصرة دولياً وغربياً مثل كوريا الشمالية على الرغم من وجود دول لها تاريخ علمي عالٍ وقوي ولها مكانة خاصة في المجتمع الدولي.
صورة غير مواتية للتبادل العلمي بين إيران وكوريا الشمالية
وفي هذا السياق، لفت غلام رضا ظريفيان، النائب الطلابي بوزارة العلوم في حكومة خاتمي: “عندما تمتلك إيران علاقات علمية مع دول كثيرة في العالم، فلن تكون هناك مشكلة في إقامة علاقات علمية أخرى مع دولة بهذه المواصفات”.
وأضاف: ولكن عندما تفتقر البلاد لأدنى مقومات هذه العلاقات العالمية والتواصل العلمي، والتي إن وجدت فإنها يوم عن يوم تقل وتزول وتجعلنا نعيش في عزلة اجتماعية، وتأتي التصريحات المفاجئة عن توسيع العلاقات العلمية مع كوريا الشمالية فإن ذلك يخلق صورة سيئة للمجتمع الإيراني بذاته ويوسع من الثغرات بينه وبين المجتمع الدولي.
وتابع ظريفيان: “إيران بكل سجلاتها العلمية وقدراتها الأكاديمية، وبالرغم من امتلاكها 2600 موقع جامعي، وتواصلها المكثف مع معظم جامعات العالم حتى ما قبل عقد من الزمن، تواجه حاليًا تقلص غير منطقي في هذه العلاقات وانخفاض في إرسال بعثات طلاب البلاد إلى الخارج.”
وأشار هذا المسؤول إلى رد الفعل الواسع من قبل المجتمع على هذا الخبر، وقال: “ارتبطت ردود الفعل هذه في الغالب بعلامات استفهام واستفسارات كثيرة. وفي العديد من التعليقات التي تم إرسالها لي، والتي تمت كتابتها في الفضاء الافتراضي بشأن هذا الخبر، كان النقد والسخرية في مقدمتها.”
التبادل العلمي مع كوريا الشمالية ليس له آثار علمية على إيران
وفي هذا الصدد، قال مهدي مطهرنيا، الأستاذ الجامعي وخبير العلاقات الدولية: “في العقد الرابع لقيام الثورة الإسلامية في إيران وعلى مشارف نصف قرن، كانت الجهود بشأن هذه المسألة مستمدة من إرادة الأجيال الماضية لتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة المدرجة في مفهوم الجمهورية الإسلامية. واليوم، تعد هذه التصريحات عن تبادل الطلاب بين إيران وكوريا الشمالية لإظهار القدرة الأكاديمية والجامعية الإيرانية، كافية لمعرفة مكان وضع جامعات البلاد في المعادلة العلمية العالمية.”
وأضاف مطهرنيا: إن كوريا الشمالية، وهي دولة منغلقة ذات دكتاتورية عائلية وبكل معنى الكلمة استبدادية وذات أوليغارشية أمنية وعسكرية، تظهر اليوم نفسها على أنها أقرب حليف لطهران وتريد إجراء محاولة في تبادل الطلاب”. وشدد: “يظهر هذا التبادل العلمي بين جامعات طهران وبيونغيانغ صورة شكلية ومرغوبة للبلدين لا أكثر ولا يحمل في طياته اي نقطة إيجابية لإيران”.
وبالنظر إلى سياسة كوريا الشمالية وهيكل السلطة فيها وآلية الحكم المتبعة على الشعب الكوري الشمالي، وبمتابعة حثيثة للنتائج السياسية للعلاقة المتزايدة مع مثل هذه الحكومات في سياق النظام الدولي الحالي، يطرح هذا السؤال، في أي مورد يمكن أن يكون هذا الجهد الحكومي فعالاً، ويخلق بيئة إيجابية لمجتمعنا الأكاديمي؟