وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور طهران.. عودة للمفاوضات أم إعلان نهايتها؟

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي أن مسؤولي الوكالة الدولية سيزورون طهران خلال فترة وشيكة بهدف معالجة الضمانات المتبقية.

ميدل ايست نيوز: أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي أن مسؤولي الوكالة الدولية سيزورون طهران خلال فترة وشيكة بهدف معالجة الضمانات المتبقية وحل المشاكل التي أبلغ عنها في السابق المدير العام للوكالة على أمل أن نحرز تقدما فاعلا في تذليل العقبات والمضي قدما.

وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، اجتمع أعضاء اللجنة الاستراتيجية بمجلس الشورى الإيراني أمس السبت، في مبنى منظمة الطاقة الذرية الإيراني، مع رئيس وخبراء ومديري هذه المنظمة وتم إطلاعهم عن كثب على تقدم الصناعة النووية وآخر المستجدات الفنية والسياسية فيما يتعلق بالمفاوضات مع الأطراف الأجنبية وآثار تطبيق قانون العمل الاستراتيجي الذي أقره مجلس النواب.

وخلال هذا الاجتماع، قال محمد إسلامي: “حاليا، وصلت قدرة التخصيب في البلاد إلى أكثر من الضعفين مما كانت عليه طوال تاريخ هذه الصناعة”.

إيران تعلن ارتفاع تخصيب اليورانيوم إلى “ضعفي المستوى في تاريخ أنشطتها النووية”

وأضاف أن “الطاقة النووية وانتاج الكهرباء الذرية يشكلان ادخارا كبيرا للبلاد وهما فعالتان لخفض استهلاك الوقود الاحفوري وليس المتجدد وتقديم حلول للمشاكل البيئية”.

وتابع: “تم إعداد وثيقة شاملة لتطوير الصناعة وخلق القدرات المحلية على مستوى صناعات البلاد وتستمر خطط المنظمة على أساس هذه الوثيقة.”

تخصيب اليورانيوم قبل زيارة وفد من الوكالة الذرية

من جانبه، أشار بهروز كمالوندي، المتحدث الرسمي والنائب للشؤون الدولية والقانونية والبرلمانية لمنظمة الطاقة الذرية، إلى آخر الإنجازات التقنية وأثرها على المفاوضات وتطبيق قانون العمل الاستراتيجي: “خلق قانون العمل الاستراتيجي ظروفًا جيدة للبلاد، وقد وصل تخصيب اليورانيوم بناءً على هذا القانون رسميًا إلى 60 ٪، جنبًا إلى جنب مع البحث والتطوير المستمر وغير المتوقف، فإن تطور الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي في أفضل حالاته”.

وفي إشارة إلى التصريحات الإعلامية للغرب بين الحين والآخر حول طرح خيارات أخرى، قال: “إنها حقيقة واضحة أن مثل هذه الكلمات تستخدم فقط للإعلام والدعاية، وأن القدرات والإمكانات النووية الإيرانية ستفرض الحقائق عليها بلا شك”.

وحول الخطة الإستراتيجية طويلة المدى لهيئة الطاقة الذرية، قال محمد قنادي، وكيل التخطيط النووي والإشراف الإستراتيجي لهيئة الطاقة الذرية: “في الفترة الأخيرة ومع تنصيب الإدارة الجديدة، بُذلت جهود لجلب الخبراء المحليين المتخصيين بالمعرفة النووية، إلى مسار التصنيع، وتحويل المنظمة من مجموعة بحثية إلى مجموعة صناعية وفعالة للبلد.”

وأوضح: “إن الدخول في مجال توفير الأدوية للأمراض المختلفة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب، ومكافحة الآفات الزراعية، وتشعيع الأغذية لزيادة عمرها الافتراضي والحفاظ على خصائص المنتجات الزراعية، وتقليل قابلية التلف هي واحدة من الخطوات الجديدة التي نطرحها للعلن بين أيدي الناس للاستفادة قدر المستطاع من العلم النووي.”

وأكد هذا المسؤول: “يعد تطوير محطات الطاقة وإنتاج الطاقة باستخدام الصناعة النووية وتصميم وبناء المفاعلات المحلية من بين البرامج الرئيسية للمنظمة بحيث يمكن للناس لمس آثار القدرة النووية على أرض الواقع.”

التركيز على الملف النووي

وقوبل تحرك طهران بالموافقة على حضور ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية برد فعل إيجابي من بكين وموسكو من جهة، في حين، لم تتغير بعد المواقف الدبلوماسية للساسة في الغرب، وخاصة الولايات المتحدة من ناحية أخرى، ولا تزال حكومة بايدن تصر على أنها لا تركز على الملف النووي، كما صرح نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن “إدارة بايدن ملتزمة بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية”، وأكدت: “لكننا قلنا بوضوح أننا لا نركز حاليًا على المباحثات النووية.”

وجدد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، دعم واشنطن للاحتجاجات الأخيرة في إيران وكرر المزاعم حول كيفية تعامل القوى الأمنية مع الأشخاص المتورطين في الاضطرابات.

وبحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فقد واصل هذا المسؤول ادعاءاته وقال: “نحن قلقون للغاية بشأن أنباء الاعتقالات والمحاكمات، وإصدار أحكام إعدام بحق المتظاهرين، وكذلك تنفيذها.” بالتالي، يتضح أن عيون العالم الآن على إيران وحقوق الإنسان أكثر من غيرها من الملفات.

وعن موقف إسرائيل تجاه برنامج إيران النووي، قال: “كما تعلمون، قال الرئيس بايدن ووزير خارجيته علانية منذ تولي الإدارة منصبهما أنهما سيبذلان كل ما في وسعهما لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي. لكن الآن يجب أن أقول بوضوح إن تركيزنا اليوم لم يعد يصب على القضية النووية بقدر ما نركز على ما تقوم به طهران في ملفاتها الأخرى”.

مواقف روسيا والصين

وعلى عكس موقف واشنطن، رحب ممثل روسيا في المنظمات الدولية في فيينا بزيارة مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران.

وبحسب وكالة أنباء تاس، قال ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في المنظمات الدولية: “إن موسكو ترحب بالمشاورات المستقبلية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران.” لكن أوليانوف أشار كذلك إلى نقطة مهمة وقال بصراحة إنه على الرغم من الاجتماع بين الجانبين (إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية)، فإن لا أحد يتوقع أي فرصة جديدة في هذا الصدد.

من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي: “بأن إيران أبدت مؤخرًا حسن النية والمرونة فيما يتعلق ببعض القضايا المتبقية، وطالبت برد إيجابي من الولايات المتحدة على هذه القضية وإيجاد سبل دبلوماسية. للعودة إلى الاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن.”

وبحسب مجموعة النقاط التي أثيرت في عدة تقارير لوسائل إعلام إيرانية، على الرغم من أن اتفاق طهران لزيارة الفريق الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران يعتبر خطوة إيجابية، إلا أنه ما يجب الالتفات إليه هو ما إذا كانت هذه الجولة ستصاحبها في النهاية تسوية للقضايا الأمنية أم لا؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى