الانخسافات الأرضية تهدد إيران ومحافظة فارس تتصدر دول العالم
سجلت محافظتا طهران وأصفهان أرقامًا قياسية في معدل الانخسافات الأرضية وأفادت تقارير رسمية أن هذه الظاهرة حطمت رقما قياسيا عالميا في محافظة فارس الإيرانية.
ميدل ايست نيوز: سجلت محافظتا طهران وأصفهان أرقامًا قياسية في معدل الانخسافات الأرضية وأفادت تقارير رسمية أن هذه الظاهرة حطمت رقما قياسيا عالميا في محافظة فارس الإيرانية.
وبحسب موقع فرارو الإيراني، وفقًا للدراسات التي أجراها مرکز أبحاث الطرق والإسكان والتخطيط العمراني في إيران، فإن 120 مدينة إيرانية يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 26 مليون شخص معرضة للانخساف الأرضي، إذ وصل معدل هذه الظاهرة إلى مرحلة حرجة في العديد من مناطق وسهول البلاد، وشملت جميع مناطق إيران باستثناء محافظة جيلان.
من ناحية أخرى، وبناءً على أبحاث قامت بها منظّمة المسح الأرضي الإيرانية، فقد تجاوز عمق هذه الظاهرة سهول البلاد وألحق أضرارًا جسيمة بالمناطق السكنية في محافظات طهران وأصفهان وفارس وخوزستان.
مع انخفاض منسوب المياه الجوفية طهران تعاني من ظاهرة “الانخساف”
وفي الوقت نفسه، فإن العوامل الطبيعية، والتي هي من صنع الإنسان، مثل الاستخدام المفرط للمياه الجوفية، وتغير المناخ، والاحتباس الحراري، والاستخراج غير المبدئي للمناجم، وحفر الآبار غير القانونية، وحفر أنفاق المترو وقطارات المدينة، والحركة البطيئة للأرض وتدفق الحمم البركانية جعلت إيران أكثر عرضة للانخسافات الأرضية. وفي غضون ذلك، يمكن القول أن الاستخدام المفرط للمياه الجوفية يلعب الدور الأكبر في زيادة معدل هذه الظاهرة.
وحول حوادث الانخساف الأرضي قال علي جافيدانه، رئيس منظمة رسم الخرائط الوطنية: “وفقًا للرسم الذي تم إجراؤه خلال العام الماضي، تعرضت أكثر من 240 منطقة في البلاد لانخساف أرضي.”
تعرض السهول للانخسافات الارضية أمر خطير للغاية
في هذا السياق، قال رضا شهبازي، مدير عام مكتب المخاطر الهندسية بهيئة الاستكشاف الجيولوجي والمعدني في البلاد، خلال مقابلة مع صحيفة هم ميهن، أنه بعد التحري والبحث في 609 من سهول البلاد، تبين أن 409 منهم في حالة حرجة للغاية: “ما لا يقل عن ثلثي سهول البلاد عرضة للانخسافات الأرضية؛ 133 سهلا في وضع خطر و30 منها في حالة حرجة للغاية”.
وأكد: “إذا استمر استغلال موارد المياه الجوفية في البلاد بنفس الطريقة ولم تتغير الظروف الجوية، فإن السهول الأخرى التي تحتوي على احتياطيات من المياه العذبة ستواجه هذه المشكلة أيضًا.”
محمد درويش، ناشط بيئي، تطرق لرأي مختلف عن غيره، وقال “إن الانخسافات الأرضية هي المرحلة الأخيرة من عملية التصحر، وعادة، عندما تحدث هذه الظاهرة في مكان ما، يشار إلى المكان على أنه أرض محروقة، لأنه يستغرق من 50 إلى 70 ألف سنة حتى تصبح هذه الأرض مرنة. لهذا السبب، فإن الحكومات والسلطات والأمم المتحدة حساسة لظاهرة الانخساف الأرضي وتحاول بالأدوات الموجودة في أيديها لمنع المناطق من الوصول إلى هذه المرحلة.”
وأكد هذا الناشط البيئي “لهذه الأسباب، أعلنت الأمم المتحدة أن معدل الانخساف الأرضي يبلغ أربعة ملليمترات في السنة، واقترحت في نفس الوقت، أنه إذا تجاوزت هذه الظاهرة ما قدره أربعة مليمترات، يجب إنشاء مقر لمواجهة الأزمات و ستترأسه أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، وتحاول إيجاد جذور هذه المشكلة بسرعة.”
ويقول محمد درويش “إنه وفقًا للتقارير التي نشرتها المنظمة الجيولوجية الإيرانية، في عام 2005، بلغت هذه الظاهرة في جنوب غرب طهران 36 سم، وهو ما يعادل 90 ضعفًا للظروف الحرجة التي أعلنتها الأمم المتحدة. وفي عام 2010، تم الإعلان عن معدل الانخساف الأرضي في أجزاء من محافظة فارس بمقدار 54 سم سنويًا، وهو ما يعادل 140 ضعفًا للظروف الحرجة للأمم المتحدة. وجدير بالذكر، سجلت محافظة فارس أعلى معدل انخساف أرضي ليس فقط في إيران ولكن أيضًا في العالم.”
ورداً على سؤال عن ما إذا انعقدت اجتماعات طارئة برئاسة أعلى سلطة تنفيذية في إيران بعد أزمة معدلات الانخسافات الأرضية هذه؟ قال: “لم يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الصدد على الإطلاق.”
وشدد هذا الناشط أنه ينبغي على الحكومة الإيرانية، وضع خطط في مجال مكافحة ظاهرة التصحر، برئاسة وزير الزراعة نيابة عن رئيس الجمهورية.
وقال: “يجب أن يُلزم هذا البرنامج جميع الجهات الحكومية بأن المبادئ التوجيهية واللوائح يجب ألا تؤدي إلى تكثيف التصحر. وفي الوقت الذي يتفرض فيه أن تعقد عدة اجتماعات سنوية بشأن هذا البرنامج، إلا أن السلطات لم تعقد أي اجتماع منذ عدة سنوات وعلى ما يبدو تم التخلي عنه بالمطلق”.