تضييق الخناق على إيران… ماذا يخفي مشروع ممر زنغزور الذي تعده أذربيجان؟

ذكر خبير في شؤون القوقاز أن مشروع "ممر الناتو الطويل" أو ما أسمته أذربيجان "زنغزور"، تم إعداده لفرض طوق على إيران وتضييق الخناق عليها.

ميدل ايست نيوز: ذكر خبير في شؤون القوقاز أن مشروع “ممر الناتو الطويل” أو ما أسمته أذربيجان “زنغزور”، تم إعداده لفرض طوق على إيران وتضييق الخناق عليها، وقال: “إن توسع الناتو في منطقة القوقاز يعد تهديد أمني كبير لإيران”.

وخلال حديث له مع وكالة ايسنا للأنباء، قال برهان حشمتي، في تحليله لأعمال باكو الأخيرة وتصريحات علييف لإكمال ممر زانغزور: “بدلاً من كلمة (ممر زانغزور) التي تسميها جمهورية أذربيجان، يجب استخدام كلمة (ممر الناتو الطويل)، والتي تدل على النوايا الكامنة وراء هذه الخطة وخفايا هذا المشروع.”

وأوضح: “ما تؤكده باكو باستمرار يعني أن الواضعين لهذه الخطة يبحثون عن مؤامرة ضد مزايا إيران في المنطقة وهم مصممون على ذلك، لذا فهي ليست إرادة باكو فقط.”

وقال حشمتي: “إن البريطانيين والصهاينة والأتراك وحركة الوحدة التركية وحلف شمال الأطلسي يتبعون بقوة هذه الخطة، لا سيما حقيقة أن الناتو يحاول أن يكون له ارتباط إقليمي بمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى. كما أن إصرار علييف يظهر ويؤكد هذه القضية.”

وتابع: “دعونا نضع في اعتبارنا أنه كما أن أعداء إيران مصممون للغاية وماضون للسعي في هذه القضية، فيجب على إيران بالمثل أن لا تنصاع وتكون جاهزة لمواجهتهم. لذلك، ليس كما يشاع داخل البلاد بأن القضية متعلقة بالترانزيت فقط، فإيران بغنى عن هدر طاقتها لمنع وكبح هذه الخطة، بل إن هذه الخطة تم إعدادها لفرض طوق على إيران وتضييق الخناق عليها. بالتالي، بقدر إصرارهم على تنفيذ هذه الخطة المعادية لطهران، يجب علينا أيضًا محاولة التعامل معها والتصدي لها بشتى الطرق.”

بعد تصعيده تجاه طهران… كيف ستواجه إيران تصريحات علييف الحادة وما هو دور الاتفاق النووي؟

من جهة أخرى، أكد هذا الخبير: “أن توسع الناتو في منطقة القوقاز يحمل تهديدات أمنية بالنسبة لإيران. بالإضافة إلى ذلك، فهم يريدون قطع اتصال البلاد بالمنطقة الأوراسية، لذلك يتوجب على أصحاب القرار في البلاد الإلمام الكافي بالقضية وعدم السماح للعدو بتنفيذ هذه الخطة تحت اسم ممر زنغزور.”

لماذا أغلق علييف ممر لاتشين؟

وعن إغلاق ممر لاتشين من قبل باكو، قال حشمتي: “اتخذت أذربيجان هذه الذريعة تحت مسمى حماية البيئة في مرتفعات قره باغ الجبلية، إلا أن الأهداف الاقتصادية والجيوسياسية هي التي تكمن وراء هذه القضية.”

وأضاف: “هذا الممر هو المكان المناسب لتوصيل الطعام والدواء إلى سكان هذه المنطقة وأرمن قره باغ. وبوجود عقد لشركة بريطانية مع حكومة أذربيجان هدفه استغلال مناجم النحاس والذهب، فقد عمدت لمواصلة عملياتها في هذه المناطق، الأمر الذي أدى لاتخاذ باكو هذا الإجراء.”

ولفت هذا الخبير: “إن الأشخاص الذين ظهروا في هذه المنطقة تحت مسمى (دعاة حماية البيئة) اتخذوا إجراءات غير إنسانية عديدة، وقد استهجنها خبراء ونشطاء بيئيون حول العالم عدة مرات. حيث تسببوا في نفوق العديد من الطيور في هذه المنطقة وألحقوا أضرار عديدة بالطبيعة، كل هذا يدل على أن أذربيجان تتخذ مثل هذه الإجراءات من منطلق عدم حسن إدارتها وفشلها في اتخاذ القرارات.”

لماذا تعتبر إيران الصراع الأذربيجاني الأرمني “مؤامرة دولية لمحاصرتها”؟

تدريبات ومناورات بمشاركة إسرائيلية

وحول حقيقة تدريبات قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي والتي ستجرى في أرمينيا، قال حشمتي: “لو كانت الظروف والمجريات في المنطقة مختلفة، يمكن اعتبار التمرين أمرًا طبيعيًا، إلا أنه وبناءً على السياسة الخاطئة التي تروج لها أذربيجان وتركيا في هذه المنطقة، فقد أصبحت منطقة القوقاز وستصبح ميدانًا للمنافسة العسكرية. فمثلاً، بسبب تصرفات باكو الخاطئة، اضطرت إيران إلى إجراء مناورة في شمال غرب البلاد لتحذيرها من أننا لن نسمح لجمهورية أذربيجان بأن تصبح قاعدة إقليمية للنظام الصهيوني.”

وأضاف: “بدلاً من تصحيح نهجهم وأسلوبهم، أجرى الأذربيجانيون مناورة بمشاركة تركية إسرائيلية، وبالمقابل، دعت أرمينيا الهند لإجراء مناورة مشتركة.”

وأشار هذا الخبير في شؤون القوقاز إلى أن كل هذه التطورات تدل على أن النزعة العسكرية قد بدأت في المنطقة، وأن نطاقها يتسع كل يوم، وهذا ناتج عن نهج علييف الخاطئ الذي يسترشد بالحركة التركية التي تهدف للتوسع الإقليمي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى