تقرير: إيران تقبض ثمن دعمها العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا.. كيف؟

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الضوء على تعمق العلاقات بين روسيا وإيران بشكل وثيق بعد أن وجد البلدان "أرضية مشتركة" تتمثل في الحرب على أوكرانيا.

ميدل ايست نيوز: سلطت مجلة “فورين بوليسي” الضوء على تعمق العلاقات بين روسيا وإيران بشكل وثيق بعد أن وجد البلدان “أرضية مشتركة” تتمثل في الحرب على أوكرانيا.

وذكرت المجلة، في تقرير لها، أن اليومين الأولين من عام 2023، أظهرا أدلة على وجود صداقة جديدة بين موسكو وطهران عبر مدن أوكرانيا المدمرة بسبب الحرب من خلال “طائرات الكاميكازي” المسيرة.

وأشارت التقرير إلى أن الرئيس الأوكراني، “فولوديمير زيلينسكي”، قال في وقت سابق إن بلاده أسقطت 80 طائرة مسيرة إيرانية الصنع أطلقها الجيش الروسي خلال 48 ساعة في مطلع العام الجديد، ووصفت ذلك بأنه “أحدث مؤشر على كيفية قيام دولتين من أكبر الدول المنبوذة في العالم بتعميق تحالفهما في مواجهة تزايد العزلة الدولية وتفاقم المشاكل الاقتصادية” لديهما.

وأضافت أن روسيا وإيران أقامتا “شراكة مصلحة” ضد القوى الغربية على مدى عقود، لكن هذه العلاقة كانت مشوبة تاريخيا بتيار خفي من عدم الثقة والحذر، ولكن بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي، اندفعت موسكو نحو طهران بشكل متزايد بعد أن برزت الجمهورية الإسلامية كأحد أكبر شركاء الكرملين لتأمين الإمدادات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها وسط انكسارات وخسائر روسية في الحرب.

وفي السياق، قال “إميل أفدالياني”، مدير دراسات الشرق الأوسط في “Geocase”، وهي مؤسسة فكرية جورجية: “لقد غيرت الحرب في أوكرانيا الطريقة التي تنظر بها روسيا إلى علاقاتها مع إيران”.

وأضاف: “قبل عام 2022، كانت العلاقات الثنائية تتسم بالتناقض: محادثات عالية ولكن القليل من الجوهر.. في زمن الحرب، أصبح تحول روسيا إلى آسيا كاملا وأصبح دعم إيران الآن أمرا بالغ الأهمية في الكرملين”.

وبالنسبة لروسيا، أسفرت الشراكة عن طائرات مسيرة إيرانية الصنع بعد أن توصل المسؤولون الروس في خريف عام 2022 بهدوء إلى صفقة مع إيران لتزويد مئات الطائرات بدون طيار بأسلحة لضرب المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية.

وقالت الزميلة البارزة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، “آنا بورشيفسكايا”: “من الصعب ضرب مثال لدولة أخرى قدمت دعما طوعيا إلى روسيا كما فعلت إيران”.

وفي مقابل الموجة الجديدة من الدعم، يمكن لإيران الحصول على تكنولوجيا عسكرية وأنظمة أسلحة متطورة من روسيا، مثل مقاتلات سو 35″ أو نظام الدفاع الجوي المتقدم “سو 400″، حسبما نقلت “فورين بوليسي” عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين على دراية بالتقييمات الداخلية للحكومة الأمريكية.

وفي السياق، قال “أفدالياني”: “بشحن الطائرات بدون طيار، يمكن لإيران الآن أن تضغط من أجل صفقة طائرات مقاتلة وصفقات اقتصادية وتجارية مربحة مع الشركات الروسية، التي امتنعت حتى الآن عن الاستثمار في (إيران) بسبب العقوبات الأمريكية” المفروضة على طهران.

لكن العلاقات المزدهرة بين إيران وروسيا تتجاوز مسائل الحرب في أوكرانيا لتشمل التعاون الاقتصادي والتقارب الدبلوماسي، فعلى الصعيد الدبلوماسي، ظل الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، قريبا من بلاده منذ غزو أوكرانيا، لكنه سافر إلى خارج المنطقة السوفينية متجها إلى طهران في يوليو للاجتماع مع المرشد الأعلى، “علي خامنئي”، صاحب القول الفصل في إيران.

وعلى الصعيد الاقتصادي، ينشغل البلدان في بناء شبكات تجارية جديدة واسعة النطاق تهدف إلى التحايل على العقوبات الغربية، بما في ذلك طرق الإمداد التي يمكنها إرسال معدات عسكرية من إيران إلى روسيا عبر روابط الأنهار والسكك الحديدية وكذلك عبر بحر قزوين.

وفي هذا الإطار، قال “جابرييل نورونها”، الخبير بالمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي: “إذا كانوا دائمًا متعاونين سياسيا، فإنهم يضعون المزيد من التركيز على علاقتهم الاقتصادية الآن”.

رغم أمر بوتين المشدد.. لماذا لا يشهد التبادل التجاري بين إيران وروسيا ارتفاعا ملحوظا؟

وعلى صعيد الاستخبارات، وافقت روسيا على إطلاق قمر صناعي إيراني جديد إلى مداره في أغسطس 2022 في علامة أخرى على تعميق التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد أوردت أن مسؤولين أمريكيين، حاليين وسابقين، قالوا إن القمر الصناعي الإيراني من المحتمل أن يتم تثبيته فوق أوكرانيا لجمع معلومات استخبارية لروسيا.

وفي المقابل، رفضت الحكومة الإيرانية هذه المعلومات باعتبارها كاذبة وزعمت أن القمر الصناعي يستخدم في البحث العلمي.

وتأتي الديناميكيات المتغيرة في العلاقة بين روسيا وإيران على خلفية الجهود الغربية الفاشلة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران لإقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها في برنامج أسلحة نووية.

لكن مسؤولين أمريكيين ومحللين مستقلين، تحدثوا إلى مجلة “فورين بوليسي”، قالوا إنه لا يزال من غير المرجح أن تساعد روسيا بنشاط برنامج الأسلحة النووية الإيراني على اعتبار أن مثل هذه الخطوة ستؤدي على الفور إلى تنفير خصوم إيران الإقليميين، وبالتحديد السعودية والإمارات، اللتان تظلان قوتين اقتصاديتين مهمتين لروسيا.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى