من الصحافة الإيرانية: تلاشي الآمال في إحياء الاتفاق النووي.. ما ذا عن “خطة ب”؟

ارتفعت وتيرة التعليقات والتحليلات حول مصير الملف النووي بعد أن ادعى جو بايدن منذ مدة أن المفاوضات مع الجانب الإيراني عديمة الجدوى وقد وصلت إلى طريق مسدود.

ميدل ايست نيوز: ارتفعت وتيرة التعليقات والتحليلات حول مصير الملف النووي بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن “موت” الاتفاق النووي. فيما تظهر إيران بدورها موقفاً إيجابياً من إحياء الاتفاق النووي إلا أن الولايات المتحدة لا تزال مصرة على تعليق المفاوضات وبعبارة أخرى، إخراجها من جدول أعمالها بالكامل.

في غضون هذا، كتب ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في المنظمات الدولية في فيينا، في تغريدة على منصة تويتر: “المزاعم حول تزويد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية هي ذريعة خرقاء لتعليق مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي (أو إيقافها نهائياً). يبدو أن أمريكا ودول أوروبا الثلاث تميل إلى التحرك نحو الخطة ب. وهي خطوة خاطئة للغاية. من الصعب تخيل مثل هذه الخطة كخيار صالح. على الأرجح سيكون خياراً عبثياً.”

وفي إشارة إلى تغريدة ميخائيل أوليانوف حول تحرك الغرب نحو الخطة ب، قال الدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، في حديث مع موقع اقتصاد نيوز الإيراني: “الخطة ب أو الخطة البديلة، تعني أن البرنامج أو الاتفاق الذي من المفترض أن يتم إحياؤه وتنفيذه قد وصل إلى طريق مسدود ولا يمكن العودة به إلى طاولة الحوار. وأولئك الذين لا يستطيعون تنفيذ هذه الخطة سيخططون لتنفيذ خطة أخرى وفق قواعدهم الخاصة وبدون الحاجة لأخذ الموافقة من الجانب الإيراني.”

وتابع: “يبدو أن الغرب يعد برنامجًا يحل محل الاتفاق النووي، وقد يدخل حيز التنفيذ في أقرب وقت. ورغم أن تصريحات الغرب بإيقاف المفاوضات النووية قد مضى عليها بعض الوقت إلا أن السيد أوليانوف بصفته المتحدث الرسمي باسم الجانب الإيراني لم يقل أي شيء يذكر بشأن هذا المورد.”

حلفاء واشنطن قلقون: بايدن لا يطلعنا على “الخطة ب” ضد إيران

ماذا تخفي رسائل إيران بشأن الملف النووي

وعن الرسائل التي أرسلتها إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي وتصريحات الغربيين بحذف المفاوضات من جدول أعمالهم، قال مجلسي: “لم تكن الرسائل التي أرسلتها إيران تهدف لإحياء الملف النووي، بل لرفع الشك والاتهام بأن سلطات الإيرانية لا تريد إحياء هذا الاتفاق.”

وأضاف: “وقع الغرب اتفاقا مع حكومة روحاني، التي شهدت في ذلك الوقت كل هذه الجوانب وكان هذا هو الاتفاق الأولي بين هذه الأطراف. ومن أجل إنقاذ إيران من مشكلة الجمود الاقتصادي، أرجأها روحاني إلى موافقة رأس السلطة، والذي بدوره لم يوافق عليه قط، الأمر الذي أدى إلى تعليق المفاوضات.”

وفي إشارة إلى المحادثات في فيينا، قال مجلسي: “أرسلت الحكومة الجديدة ممثلين للمحادثات بعد شهور من توليها السلطة وطرحوا العديد من القضايا في هذا الصدد، إلا أن الغربيين تمسكوا بموقفهم أيضًا وقالوا للوفد الإيراني أن طهران في وضع لا يسمح لها بتقديم عرض أو اقتراحات. بالتالي، في كل مرة كان يتوجه فيها الوفد الإيراني لطاولة المفاوضات كان يطرح برنامجاً وشرطاً جديداً على الأطراف المحاورة، وكان يرى أن الاتفاق النووي وفق الشروط الغربية يتعارض مع المصالح الإيرانية.”

وقال: “في المقابل، عمل الجانب الآخر على فرض قيود على المفاوضات رداً على أسلوب الوفد الإيراني في التحاور. ومع التصعيد الراهن بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم، وقضايا الطائرات الإيرانية المسيرة، والأحداث الأوكرانية الروسية، لا أعتقد أن الغرب سيعطي الاتفاق النووي أي أولوية تذكر.”

الضوء الأخضر الأمريكي لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة؟

وبشأن أضرار عدم إحياء الاتفاق النووي والتنبؤات باحتمال مواجهة عسكرية مع إيران، قال مجلسي: “لن تؤدي القضية بهذه السرعة إلى مواجهة عسكرية وقصف مواقع التخصيب، فتجارب الغرب الفاشلة في أفغانستان وليبيا والعراق كفيلة بدحض هذه الخطوة من مخيلتهم، إلا أنني أظن أن وتيرة العقوبات ستشهد خطاً تصاعدياً.”

وأضاف: “إجراء آخر قد يقوم به الغرب للضغط على إيران، هو حظر الرحلات الجوية التجارية إلى البلاد، وإلحاق أضرار بالنقل البحري في المستقبل. لن تحمل الخطة ب لنا في طياتها عملية صلح واتفاق، ومع إضفاء الطابع الشخصي على التهديدات لسلطات البلدين من قبل الجانبين، فإن الحصار الاقتصادي سيشتد ويخلق تحديات أكثر خطورة على البلاد”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى