خلف كواليس الضغوط على إيران في الملف النووي والسيناريوهات المحتملة للغرب

أكد الباحث والمحلل في قضايا السياسة الخارجية، أن تغيير مواقف حكومة بايدن فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، هي نتيجة الوضع داخل إيران.

ميدل ايست نيوز: في الشهر الماضي أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تتوقع أي تقدم على مسار العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران في المستقبل المنظور.

وقال كيربي للصحفيين، إن “خطة الأعمال المشتركة الشاملة ليست في صدارة اهتماماتنا حاليا. وهي ليست على جدول أعمالنا”.

وأضاف أنه “لا يحدث هناك أي تقدم بشأن الصفقة مع إيران. ونحن لا نتوقع أي تقدم في المستقبل المنظور. ولا نركز الاهتمام على ذلك”.

هذا وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الرئيس جو بايدن وهو يقول إن الاتفاق النووي مع إيران  قد “مات”.

وأفادت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أنه تم تسجيل المقطع على هامش حملة انتخابية في 4 تشرين الثاني / نوفمبر في كاليفورنيا، بحسب ديمون مقصودي، مهندس برمجيات يعيش في الولايات المتحدة، شارك الفيديو على تويتر.

وبعد ذلك بأيام، قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران إن طهران حطمت الآمال الجماعية في عودة سريعة ومتبادلة للتنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال مالي في تغريدة نشرها اليوم الثلاثاء مذكرا تصريحات السفير الأمريكي في فيينا روبرت وود، في سبتمبر/ أيلول الماضي: “لم تكن المرة الأولى التي يدير فيها قادة إيران ظهورهم لاتفاق مطروح على الطاولة وافق عليه الجميع. لكن هذه الحالة الأخيرة حطمت أملنا الجماعي في عودة سريعة ومتبادلة للتنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة “.

حول ذلك كله، قال محلل سياسي إيراني أن علاقات طهران مع الغرب، وخاصة مع الولايات المتحدة، تدخل في عملية لولبية شديدة الانحدار، مؤكداً على الحلول لإدارة تصعيد الأزمة في هذه الفترة الزمنية.

وفي حديث مع موقع اكوايران، أكد هادي خسرو شاهين، الباحث والمحلل في قضايا السياسة الخارجية، أن تغيير مواقف حكومة بايدن فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، هي نتيجة الوضع داخل إيران (الاضطرابات الأخيرة)، لا سيما الضغوط الاقتصادية المفروضة، من ناحية أخرى، يتعلق الأمر بحقيقة أن تاريخ انتهاء بعض التزامات الأطراف المحددة في هذه الاتفاقية يقترب من نهايته.

وأشار هذا المحلل إلى تلك الالتزامات المرتبطة بالقيود الصاروخية الإيرانية والتي ستنتهي في عام 2023، وترفع القيود عنها. وأكد أنه ستصبح جميع قرارات مجلس الأمن السابقة (القرارات الصادرة قبل القرار 2231) غير فعالة في عام 2025.

وقال: “في مثل هذه الحالة، ومع عدم فاعلية المتغيرين المذكورين، فإن الاتفاقية النووية المطروحة اليوم لن تكون ذات أهمية كبيرة، لا سيما في وضع يتعمق فيه التعاون العسكري بين إيران وموسكو.”

هل ورطت روسيا إيران بالحرب الأوكرانية بهدف إفشال المفاوضات النووية؟

رد غربي

ورداً على سؤال حول ما سيكون رد الفعل المحتمل من قبل دول الترويكا الأوروبية وأمريكا فيما يتعلق بانتهاء المهلتين المذكورتين، قال: “مع اقتراب انتهاء القيود المحددة على أنشطة وبرامج الصواريخ الإيرانية، وهي فترة 9 أشهر؛ فإن الاتفاق النووي الذي يحتوي على هذه البنود وهذه النوعية لن يكون مواتياً للغرب. بالتالي، من المحتمل جدًا أن يقوم الساسة الغربيون، وخاصة في الولايات المتحدة، بزيادة الضغط الاقتصادي على إيران. هذه هي نفس الاستراتيجية التي لجأت إليها إدارة باراك أوباما، الرئيس السابق للولايات المتحدة، في الفترة ما بين 2010 إلى 2013.”

وأشار هادي خسرو شاهين كذلك إلى أن حكومة بايدن قد تلجأ إلى هذه الاستراتيجية لإقناع طهران بقبول اتفاقية مستحدثة أو على الأقل تمديد الوقت فيما يتعلق بالمتغيرين المذكورين أعلاه للموافقة على الشروط.

وقال: “في هذه الفترة الزمنية المتبقية حتى انتهاء الالتزام الأول، ستلجأ الولايات المتحدة إلى تكتيكين متزامنين، بمعنى أنها ستفتح الباب أمام الدبلوماسية مع إيران وفي نفس الوقت تزيد الضغط على طهران، تكتيك يسمى سياسة العصا والجزرة في مجال السياسة الخارجية.”

سيناريوهات محتملة للغرب ضد إيران

ويرى هذا المحلل، أنه ليس من المستبعد أن نشهد في الأسابيع المقبلة زيادة في الضغط على المصارف و على صادرات إيران من النفط والبتروكيماويات.

وهذا التحليل مبني على ما أعلنته وسائل الإعلام، في وقت سابق، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين بفرض قيود على الأنشطة المصرفية والتبادلات بين إيران والعراق، وعليه، يمكن توسيع نطاق هذه القيود لتشمل صفقات التجارة الإيرانية والتبادلات التجارية مع عمان وقطر. حسب قوله.

وفي النهاية، قال خسرو شاهين: “إن علاقات طهران مع الغرب، وخاصة مع الولايات المتحدة، تدخل في عملية لولبية شديدة الانحدار، مؤكداً على الحلول لإدارة تصعيد الأزمة في هذه الفترة الزمنية.” ورأى أنه عندما تكون هذه العملية متشابكة ومعقدة بهذه الطريقة، فهناك أيضًا احتمال أن تظل حلول إدارة الأزمات غير فعالة.

ويقول خسرو شاهين، إذا تم تنفيذ الاتفاقات الخاصة بإرسال طائرات سوخوي 35 الروسية إلى إيران، وتوسعت أبعاد التعاون العسكري بين هذين البلدين وما ينتج عنها من فوبيا لدى الغرب، سيزيد هذا من وتيرة الضغوط الغربية وقد يلجأ الساسة هناك على أثرها إلى آلية الزناد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى