وسط أزمة غاز.. إيران تهدر 27 مليون متر مكعب من الغاز يوميا

توقع خبراء إيرانيون أن الوحدات السكنية والتجارية في إيران مقبلة على أيام صعبة للغاية في نهاية يناير الحالي بفعل عجز الغاز الذي تعاني منه البلاد.

ميدل ايست نيوز: توقع خبراء إيرانيون أن الوحدات السكنية والتجارية في إيران مقبلة على أيام صعبة للغاية في نهاية يناير الحالي بفعل عجز الغاز الذي تعاني منه البلاد والذي وصل لـ 200 مليون متر مكعب.

وبحسب صحيفة اعتماد الإيرانية، وفقاً للبيانات المتوفرة، فقد تم قطع الغاز عن 50 مصنعاً للأسمنت. بينما لا توجد معلومات دقيقة حتى الآن، حول ما إذا قامت الحكومة بنفس الخطوة بالنسبة للصناعات الأخرى.

وانتشرت أنباء في الأمس عن قطع الغاز في بعض مناطق البلاد، بما في ذلك منطقة “خواف” بمحافظة خراسان رضوي. وكان من المتوقع حدوث انخفاض في ضغط الغاز في محافظات خراسان الشمالية، ورضوي والجنوب، وكذلك جولستان وسمنان، لأن تركمانستان أوقفت تصدير الغاز إلى إيران يوم الخميس الماضي.

ومن وجهة نظر الخبراء والمختصين بهذا الشأن، ما يمكن أن يحل مشكلة الغاز الإيراني اليوم هو تعديل سعره، وحل مشكلة هدر الغاز من المنشأ إلى الوجهة، والاستثمار الداخلي والخارجي في مجال إمداد الغاز. لكن في العقد الماضي وعلى الرغم من خطورة عجز الغاز، إلا أنه لم يتم لا تعديل سعره ولا جذب أي استثمار أجنبي ولا خفض حجم 27 مليون متر مكعب من الغاز الذي يهدر يومياً.

إيران تحتاج 240 مليار دولار من الاستثمارات للاستغناء عن استيراد الغاز

واستناداً إلى المعطيات المتوفرة، فقد تم تقديم 35 مليار دولار إلى وزارة النفط الإيرانية، خلال عهد محمود أحمدي نجاد، لاستكمال مراحل حقل بارس الجنوبي، إلا أنه لم يتم الانتهاء من أي من المراحل نصف المكتملة في تلك الفترة.

وبدأ تطبيق استيراد الغاز من تركمانستان والمبادلة من روسيا في عهد أحمدي نجاد في نهاية عام 2002، وذلك نتيجة عجز الغاز الذي عانت منه إيران آنذاك. لكن منذ عدة سنوات حتى الآن، أعتادت تركمانستان على إغلاق مداخل الغاز لإيران في فصل الشتاء، حتى تتمكن من ممارسة المزيد من الضغط على إيران والحصول على المزيد من الأموال. مشكلة يبدو أنها لن تحل بدون اللجوء للاستثمار في حقل بارس الجنوبي.

معدل اختلال صادم

وبحسب بعض التحليلات، فإن استمرار الاتجاه الحالي لاستهلاك الغاز وإنتاجه يعني أن معدل الاختلال وعدم التطابق بين الإنتاج والاستهلاك سيصل إلى أكثر من 250 مليون متر مكعب في عام 2025، و350 مليون متر مكعب في عام 2030.

ووفقاً لمدير مكتب الطاقة في منظمة البرامج والميزانية الإيرانية، أحمد زراعتكار، “فإن معدل اختلال توازن الغاز في السنوات المقبلة سيصل لـ 520 مليون متر مكعب في اليوم، وسيستمر حتى 2050 و 2060.” وللحيلولة دون وقوع هذه التوقعات، حسب الخبراء، فإن البلاد بحاجة إلى استثمار 80 مليار دولار في هذا القطاع.

وبعبارة أخرى، يجب استثمار 23.6 مليار دولار في قطاع زيادة الضغط وتثبيت إنتاج حقول الغاز في الإنتاج. وإنفاق 36.4 مليار دولار على افتتاح حقول جديدة. من طرف آخر، هناك حاجة إلى 8 مليارات دولار لتطوير وتحسين مصافي الغاز. فيما يجب إنفاق 1.2 مليار دولار لتجميع غازات التوهج. كذلك، هناك حاجة لثلاثة مليارات دولار لتحسين مخازن الغاز في الحقول، بالإضافة إلى 6 مليارات دولار لخطوط الأنابيب والمحطات و2 مليار دولار لتحسين الطاقة في المباني.

فقدان وخسارة موارد الغاز

وبحسب البيانات المتوفرة، فإن كمية الغاز المهدر في طريق الإنتاج إلى الاستهلاك اليومي قد بلغت 27 مليون متر مكعب، أي ما يعادل ثلث إجمالي الاستهلاك اليومي لبعض دول الجوار. فيما يعتقد خبراء في البلاد أن الكمية هذه وصلت لـ 100 مليون متر مكعب يومياً.

وتشير التقديرات إلى أنه يتم حرق 100 مليون متر مكعب من الغاز يومياً في عملية الاستخراج والتكرير والنقل في إيران لعدم وجود تكنولوجيا لجمعه. ولمنع هذا الحادث، يمكن أن توفر الحكومة الإيرانية الغاز الذي يحتاجه ما لا يقل عن 11 مليون إيراني، مع الأخذ في الاعتبار نصيب الفرد الحالي من الاستهلاك المنزلي والذي يعد مرتفعًا نسبيًا، وتحل بطريقة ما أزمة الشتاء القاسي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى