التطورات الإيرانية السعودية.. هل تعود الرياض لطاولة الحوار؟

أعرب حسين أمير عبداللهيان مؤخراً عن عدم استعداد السعودية لإعادة علاقتها مع طهران.

ميدل ايست نيوز: أعرب حسين أمير عبداللهيان مؤخراً عن عدم استعداد السعودية لإعادة علاقتها مع طهران، فيما قال في وقت سابق خلال لقائه مع الوفد السعودي في إطار اجتماع بغداد 2، أن الجانب السعودي لا مشكلة لديه بالعودة لطاولة الحوار مع الجانب الإيراني.

وقال الوزير الإيراني إن “الجانب السعودي ليس لديه الاستعدادات اللازمة لعودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية”، لكن “لدينا النية والجدية اللازمتان لتطبيع العلاقات مع السعودية”.

وأضاف: “نعتقد أنه إذا كانت هناك إرادة جادة من الجانب الآخر، فستعود العلاقات إلى طبيعتها قريبا.. نتفق مع السعودية في أن تطبيع العلاقات بين البلدين يعود بالفائدة للمنطقة”.

وردا على سؤال حول دور السعودية في الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها إيران ، قال: “بالتزامن مع المحادثات السياسية أجرينا أيضا محادثات أمنية مع السعودية لكي تناقش القضايا بين الجانبين”.

وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، قال أمير عبداللهيان في تغريدة كتبها على منصة تويتر نهاية الشهر الماضي: “لقد حضرت مؤتمر بغداد 2 لإعادة التأكيد على دعمنا للعراق. وعلى هامش هذا الاجتماع، أتيحت لي الفرصة للقاء بعض نظرائي، بمن فيهم وزراء خارجية عمان وقطر والعراق والكويت والسعودية. حيث أعرب وزير الخارجية السعودي عن ثقته في استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات مع إيران.”

أمير عبد اللهيان: السعودية غير مستعدة حتى الآن لتطبيع العلاقات مع طهران

وفي 2 يناير الفائت، أجرى سيد محمد حسيني، النائب البرلماني للرئاسة الإيرانية، الذي سافر إلى البرازيل للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، لقاء قصير وغير رسمي مع وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان وذكّر حسيني في لقائه بن فرحان بضرورة استمرار المحادثات التي بدأت عبر وساطات من الجانب العراقي.

وأكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده عازمة على مناقشة الأوضاع والاهتمامات القائمة الواحدة تلو الأخرى للوصول إلى نتيجة. وأوضح بن فرحان أن نوع العلاقات بين البلدين له تأثير على المنطقة.

لكن ما هو نوع السياسة التي ستتخذها السعودية أمام إيران في الوضع الحالي، وهل ستختار الرياض خط المواجهة مع طهران أم أنها ستكتفي بالحوار؟ سؤال يجيب عليه أحمد بخشايش أردستاني، ويتحدث عن الضرورة الجيوسياسية وأن الحتمية الجغرافية والجوار يتطلبان عملياً أن تكون هناك علاقة بين إيران والسعودية.

وهذه نقطة، بحسب هذا المحلل، تدركها كل من الرياض وطهران، إلا أن العلاقات بين البلدين يطغى عليها طابع التوتر والخلافات، وهو استفهام آخر يرى هذا الأستاذ الجامعي أن الإجابة عليه مبنية على تطورات مقطعية.

وفي شرح إضافي لهذه التطورات على أنها سبب عدم إحياء وعودة العلاقات الإيرانية السعودية، قال أردستاني: “في ظل التطورات والمناقشات الشاملة، لدى السعودية انطباع بأنه يمكنها الحصول على المزيد من التنازلات من طهران من خلال تأخير إعادة العلاقات معها.” ولهذا السبب يؤكد المحلل الدولي أن السعودية تحاول تحويل اجتماع بغداد لاستئناف العلاقات مع إيران إلى عملية تآكلية ومتأخرة.

وفي تكملة حديثه، يرى هذا المحلل أن التحديات والمشاكل في المجالات السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والثقافية التي خاضتها إيران خلال الأشهر الأربعة الماضية، بالتوازي مع الظروف المعقدة على الساحة الدولية، قد هيأت الظروف للطرف السعودي لتقييم الموقف بحيث يمكنه أن يدفع بالضغوط الإقليمية والعالمية في اتجاه عزل إيران بشكل جاد في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تأجيل بغداد لمفاوضات إعادة العلاقات مع إيران.

ومن وجهة نظر أردستاني، فإن هذه النقطة مهمة للغاية للمملكة العربية السعودية لأنها يمكن أن تنتهي بتغيير الحسابات في حرب اليمن وستجد الرياض أخيراً اليد العليا ضد اليمنيين.

ويعرّف هذا الأستاذ الجامعي تقييمات السعودية للتأخير في إحياء العلاقات مع إيران على أنها استمرار لوجهة نظر الأوروبيين، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد هذه النقطة، يلاحظ أن الرياض نفذت الآن “سياسة متعددة الأوجه” أمام طهران.

وفي شرحه لـ”السياسة المتعددة الأوجه” للسعودية تجاه إيران، يرى أردستاني أن السعوديين، من ناحية، يسعون إلى إدامة تصعيد الأزمة وتكثيفها داخل إيران من خلال دعم الشبكات الناطقة بالفارسية بالأموال، ومن ناحية أخرى، يحاولون خلق توازن ضد إيران بمواقف دبلوماسية إيجابية.

ووفقاً لهذا المحلل، تحاول السعودية في الوقت نفسه دفع مشروع بناء التوافق والعزلة الدبلوماسية بشكل أكثر جدية ضد طهران.

واعتبر أن المسألتين المهمتين، أي المفاوضات النووية وكذلك حرب اليمن، هما معياران رئيسيان يشجعان أو يثبطان المملكة العربية السعودية في إحياء أو تعليق العلاقات مع إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى