ماذا يعني شراء طهران مقاتلات “سوخوي 35” الروسية بالنسبة للمنطقة؟

تتوقع إيران تسلّم طائرات مقاتلة روسية متطورة من طراز "سوخوي 35" الشبحية في وقت مبكر من ربيع هذا العام 2023.

ميدل ايست نيوز: تتوقع إيران تسلّم طائرات مقاتلة روسية متطورة من طراز “سوخوي 35” الشبحية في وقت مبكر من ربيع هذا العام 2023، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء تسنيم الإيرانية. فماذا يعني شراء طهران لهذه الطائرة الروسية متعددة المهام بالنسبة للمنطقة؟

ما كواليس شراء إيران طائرات سوخوي 35 من روسيا؟

بدأت الأحاديث عن شراء طهران للسوخوي 35 الروسية منذ سبتمبر/أيلول الماضي، حيث أعلن قائد القوات الجوية في إيران، الجنرال حميد وحيدي، أن بلاده تعتزم شراء هذه المقاتلات من الجيل المعروف بـ4++ من روسيا.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحدثت تقارير عن إمكانية أن تستورد طهران هذه الطائرات المتطورة مقابل تزويدها لموسكو بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وتثير هذه الصفقة تساؤلات حول تأثيرها على التوازن العسكري في المنطقة بين إيران وبين دول الخليج وإسرائيل، وكذلك احتمالات تأسيس تحالف روسي – إيراني عسكري.

وصرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية شهريار حيدري، يوم 15 يناير/كانون الثاني 2023، بأن طهران طلبت معدات عسكرية أخرى من روسيا، منها أنظمة دفاع جوي ومنظومات صاروخية ومروحيات، بالإضافة إلى طائرات “سوخوي 35” الحربية.

وطلبت إيران شراء 24 طائرة من أكثر الطائرات الروسية تطوراً. ومع ذلك، على الرغم من الإعلانات المنتظمة، لم تؤكد روسيا بعد مثل هذه الصفقة، كما يقول حميد رضا عزيزي، الخبير في الجغرافيا السياسية والأمن في الشرق الأوسط في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.

وقال عزيزي لموقع Middle East Eye البريطاني إنَّ الحديث هذه المرة عن الطائرات المقاتلة “أكثر جدية”، على عكس التصريحات السابقة. وتابع: “هذه هي المرة الأولى التي تُتداوَل فيها هذه التقارير، ولم يكن هناك نفي من الجانب الروسي ولا الإيراني”.

سوخوي 35 مقابل الطائرات المسيرة الانتحارية

كانت إيران واحدة من الدول القليلة، إنَّ لم تكن الوحيدة، التي ساعدت روسيا عسكرياً في أوكرانيا. فمع التضاؤل ​​السريع للمخزونات الروسية من الصواريخ، تحولت موسكو إلى إيران لتعطيل التقدم العسكري الأوكراني بشكل سريع وفعال من حيث التكلفة وخسارة المزيد من الأراضي.

وتشير التقارير إلى أنَّ روسيا اشترت عدة مئات من الطائرات الإيرانية بدون طيار، وطلبت 1000 طائرة أخرى.

وقالت الولايات المتحدة إن موسكو تقدم لإيران مجموعة من أنظمة الأسلحة، بما في ذلك طائرات هليكوبتر مجهولة الهوية وأنظمة دفاع جوي وأنظمة دعم أخرى، مثل التدريب على سوخوي 35.

ويُزعم أن الحكومة الروسية تسعى للحصول على مئات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى الإيرانية كجزء من هذه التجارة والمزيد من الطائرات بدون طيار كاميكازي. علاوة على ذلك، تريد موسكو العمل مع إيران لبناء أسلحة، ومن المشاريع التعاونية المحتملة إنشاء خط إنتاج طائرات بدون طيار في روسيا.

وقال عزيزي إنَّ الاتفاق الأخير -خاصةً فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة، إذا تم هذا البيع- سيعني أنَّ “التعاون العسكري الإيراني الروسي قد دخل في مرحلة جديدة تماماً، غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين الجانبين”.

تم دعم المزاعم الأخيرة من خلال تقييمات المخابرات الأمريكية، وفقاً للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الذي ذكر أيضاً أن روسيا تزود إيران بمساعدات عسكرية وتقنية غير مسبوقة تعيد تشكيل علاقتها في شراكة دفاعية كاملة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة لموقع Eurasian Times إن هذه الشراكة تشكل تهديداً ليس فقط لأوكرانيا ولكن لجيران إيران في المنطقة: “لقد تبادلنا هذه المعلومات مع شركاء في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم”.

هل يعني ذلك تغيير توازن القوى في المنطقة؟

في الماضي، كانت روسيا حذرةً من منح إيران تفوقاً عسكرياً في المنطقة. وفي هذا الصدد، قال عزيزي لموقع MEE: “سياسة روسيا في الشرق الأوسط كانت دائماً قائمة على الحفاظ على التوازن بين إيران وخصومها؛ مثل السعودية وإسرائيل والآخرين”.

وبرغم أنَّ إيران وروسيا تربطهما علاقات جيدة منذ فترة طويلة وكانا شريكين في الحرب السورية على مدار العقد الماضي، فإنَّ عزلة موسكو العالمية على أوكرانيا تقود العلاقة إلى منطقة جديدة غير معروفة؛ نظراً لاعتماد روسيا المتزايد على إيران.

وأشار عزيزي: “الشيء الوحيد الذي تفتقر إليه إيران فعلياً في المجال العسكري وتحتاج حقاً إلى تحديثه هي قوتها الجوية؛ بسبب نقص الطائرات المقاتلة المتقدمة”.

وكان الافتقار إلى القوة الجوية هو ما دفع إيران في المقام الأول إلى العمل على تطوير الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية في العقود الأخيرة. ومع ذلك، لا يلبي عدد الطائرات المشاركة في الصفقة إلا جزءاً فقط من الاحتياجات الأمنية لإيران.

وأضاف عزيزي: “يجب أن نضع في اعتبارنا أيضاً أنَّ عدد الطائرات المقاتلة التي قد تزودها روسيا بإيران ليس كبيراً جداً.. لذلك، فهي لا تعتبر دفعة كبيرة للقوة الجوية الإيرانية”.

مع ذلك، قد تعني الصفقة أنَّ روسيا تزيد من التعاون مع إيران بشأن القضايا الإقليمية، أو قد تؤدي إلى تحوط دول المنطقة ضد علاقات الدولتين التي تزداد قرباً.

ويقول محللون إنه قد ينتج عن ذلك تغييرات في الطريقة التي يُنظَر بها إلى موسكو وكيفية معاملتها. وأياً كانت ميزة ورود التقارير عن طائرات سوخوي-35 المقاتلة، فمن الواضح أنَّ كلا الجانبين يعمل على رفع مستوى تعاونه العسكري.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
عربي بست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى