تدفق 11 مليار دولار من رؤوس الأموال من إيران إلى تركيا
تشير الإحصاءات إلى أنه خلال السنوات الثماني الماضية، أنشأ الإيرانيون أكثر من 6600 شركة في تركيا.
ميدل ايست نيوز: تشير الإحصاءات إلى أنه خلال السنوات الثماني الماضية، أنشأ الإيرانيون أكثر من 6600 شركة في تركيا، واشترى ما يقرب من 37 ألف شخص إيراني عقارات في هذا البلد. فضلاً عن الإيداع في البنوك وشراء الأسهم في سوق رأس المال التركي، بهدف الحصول على الجنسية التركية.
وبحسب صحيفة فرهيختكان الإيرانية، يقول بعض النشطاء الاقتصاديين إن الاستثمار في تركيا ليس بالجاذبية التي يتم الترويج لها في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بل إن هذا القطاع مليء بالأطراف الخاسرة، بما في ذلك الإيرانيين.
ويمكن مشاهدة هذه الحالة في الإحصائيات الاقتصادية لتركيا، بحيث أنه وفقًا لإحصاءات البنك المركزي ومركز الإحصاء التركي، فقد ارتفع سعر المساكن في هذا البلد بأكثر من 170٪ خلال العام الماضي، وزادت أسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة بأكثر من 100٪ كما زادت تكلفة الطاقة بنفس القدر. فضلاً عن انخفاض معدل تكافؤ الليرة مقابل الدولار في الأشهر الـ 24 الماضية، بنسبة 154٪، أي من 7.4 ليرة في فبراير 2021 إلى حوالي 19 ليرة في الأيام الأخيرة.
تأسيس 6600 شركة في تركيا
وتوضح إحصائيات اتحاد الغرف التجارية والبورصة التركية أنه في عام 2010، أنشأ الإيرانيون 54 شركة فقط، وفي عامي 2011 و 2012، أسسوا 73 و 43 شركة على التوالي، إلا أن هذا الرقم وصل في عام 2021 إلى 936، وفي عام 2022 إلى 1300 شركة.
وإجمالاً، من عام 2010 إلى عام 2022، أسس الإيرانيون 6611 شركة في تركيا. وعليه، إن انفاق الإيرانيين لـ 250 ألف دولار فقط لتأسيس وإدارة كل شركة على حدا، يعني أنهم استثمروا خلال هذه الفترة نحو 1.7 مليار دولار في تأسيس الشركات.
هربت إلى تركيا.. إيران تخسر 100 تريليون تومان من استثمارات السكن
من ناحية أخرى، فإن القطاع الآخر من استثمار الإيرانيين في تركيا يتعلق بشراء العقارات. ووفقًا لمركز الإحصاء التركي، ارتفع شراء الإيرانيين للعقارات في تركيا من 744 عقارًا في عام 2015 إلى 1056 عقارًا في عام 2021 و8223 عقارًا في عام 2022.
وقد يُعتقد أن شراء الإيرانيين للعقارات في تركيا قد اتخذ اتجاهاً تنازلياً في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية هناك، لكن تجدر الإشارة إلى أنه خلال عام 2022، ارتفع الحد الأدنى لرقم الاستثمار في العقارات التركية من 250 إلى 400 ألف دولار.
بمعنى آخر، ربما يكون عدد المشتريات قد انخفض تدريجياً، لكن حجم تدفقات رأس المال الخارجة قد زاد عدة أضعاف. في حين، لا توجد تقديرات رسمية لمقدار تدفق رأس المال الخارج في قطاع العقارات، ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار السنوات السابقة بـ 250 ألف دولار و2022 بقيمة 400 ألف دولار، فإنه خلال السنوات الثماني الماضية، تم نقل حوالي 9.3 مليار دولار من الممتلكات ورأس المال من إيران إلى تركيا.
11 مليار دولار تدفق رؤوس الأموال إلى تركيا
وتطرق هذا التقرير فقط لشراء العقارات وتأسيس الشركات، ولم يحقق في الودائع الاستثمارية في البنوك والأسهم وغيرها بسبب عدم توفر الإحصائيات. لكن في هذين القطاعين، تظهر الإحصائيات أنه تم تحويل ما لا يقل عن 11 مليار دولار من إيران إلى تركيا بهدف شراء العقارات والاستثمار في الشركات خلال السنوات الثماني الماضية. وهو رقم يعادل 22٪ من الميزانية العامة لإيران ويعادل إجمالي الدعم النقدي الذي يجب أن تقدمه الحكومة للإيرانيين في العام المقبل.
وفي هذا الصدد، قال بهرام صلواتي، رئيس المرصد الوطني الإيراني للهجرة: “عملت تركيا حتى الآن كدولة ترانزيت، بالنسبة للمهاجرين الإيرانيين والأفغان. وهذا يعني أن الناس سيأتون بأنفسهم هناك وبعد ذلك إذا أرادوا فسوف يهاجرون إلى بلد آخر بشكل قانوني أو غير قانوني. لكن الآن يتوغل جزء من المهاجرين الإيرانيين إلى تركيا نفسها، وفي المستقبل القريب سنشهد على تأسيس جارة في الشمال الغربي حيث يعيش جزء كبير من الإيرانيين هناك.