من الصحافة الإيرانية: كيف تتخلص إيران من تسونامي الضغط الغربي؟

إن الاتفاق النووي لم يمت بشكل تام، وهناك طرق للعودة لطاولة الحوار وعلى الرغم من الفوضى الحاصلة، إلا أن المفاوضات لا زالت جارية خلف الكواليس.

ميدل ايست نيوز: تحدث أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشهيد بهشتي، علي بيكدلي حول الضغوط الغربية على إيران وحالة المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.

وبحسب موقع فرارو، قال بيكدلي: “تحاول أوروبا والولايات المتحدة وضع إيران تحت ضغط متزايد حتى تتمكن من التعبير عن آرائها والحصول على تنازلات ليس فقط في القضايا النووية، ولكن أيضًا في مسألة وجود وأداء الجمهورية الإسلامية في المنطقة.”

وأضاف: “الاتفاق النووي لم يمت بشكل تام، وهناك طرق للعودة لطاولة الحوار. وأعتقد أنه، على الرغم من الفوضى الحاصلة، إلا أن المفاوضات لا زالت جارية خلف الكواليس. فعندما يزعم جوزيف بوريل، بصفته دبلوماسيًا وسياسيًا محافظًا، أن المفاوضات لم تمت بعد وأنه يمكن إحياؤها، فلا شك في أن هذا الاحتمال لا يزال موجودًا.”

ويرى هذه الاستاذ الجامعي أن جوزيف بوريل هو من الأشخاص الذين لهم دور بارز ومؤثر في عملية التوصل لاتفاق نووي وتخفيف التوتر بين إيران وأوروبا. بل يمكن القول إن أحد الأسباب المهمة لعدم إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي كانت مشاورات جوزيف بوريل. حيث التقى وتحدث مع بعض المسؤولين الأوروبيين لمنع هذا القرار. لذلك، أعتقد أن هناك دبلوماسية سرية بينه وبين السلطات الإيرانية، وليس من المستبعد أن تنشر أخبار جديدة على المدى القصير.

وفي نفس السياق، قال: “لم يتم حظر جميع السبل لإحياء هذه المفاوضات، والأطراف الثلاثة بحاجة ماسة إلى تحقيق الاتفاق المنشود. فالأمريكيون مثلاً يحتاجون إلى هذه الصفقة لأنهم على وشك إجراء انتخابات رئاسية، ويريد الديمقراطيون بشدة أن يدخلوا هذه الحملة السياسية بإنجاز في هذا الوقت. وعلى النقيض، نراهم يؤكدون أن المباحثات النووية لم تعد على جدول أعمالهم، والسبب أنهم يريدون الوصول إلى هذا الاتفاق بنقاط أكثر تنفع مصالحهم، أي تقليص نشاط إيران في المنطقة.”

وأكد: “بالنسبة للأمريكيين، لا توجد قضية أكثر أهمية وجاذبية من تقليص تحركات إيران في المنطقة، ومسألة الصواريخ وحقوق الإنسان تأتي بعد هذه القضية وهي الأولويات المقبلة للأميركيين.”

طهران: ليس هناك انحراف في برنامجنا النووي ومستمرون في التعامل مع الوكالة الدولية

وأما بخصوص أوروبا، يضيف بيكدلي: “ما نشاهده من تصريحات وتحركات أوروبية ما هو إلا مجرد استعراض وإظهار للقوة. حيث يحاول الأوروبيون زيادة الضغط على إيران إلى درجة توفير الأرضية المناسبة للتفاوض والاتفاق المناسبين. وقد نجح الجانبان الأوروبي والأمريكي بالفعل حتى هذه النقطة.”

وأردف: “لقد أطلق الغرب العنان لموجة تسونامي من الضغط على إيران لم يسبق لها مثيل في هذه السنوات الـ 43. على الجانب الآخر، لا ينبغي تجاهل تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهذا بالضبط هو الموضوع الذي لا يريد الجانبان الأوروبي والأمريكي مواجهته. لأن هذا سيعقد القضية النووية والمفاوضات برمتها.”

وتابع: “إلى جانب كل هذا، فإن إيران أيضًا بحاجة ماسة إلى هذا الاتفاق. فالأوضاع الاقتصادية في البلاد سيئة للغاية لدرجة أن استمرار هذه العملية يمكن أن يكون له عواقب داخلية كثيرة. ومن طرف آخر، وكما أشرت مسبقاً، فإن ضغط التسونامي هذا يزداد صرامة وقوة يوماً بعد يوم وفي المقابل تضعف قوتنا. لذلك، إذا أردنا الخروج من هذا الضغط الدولي أو على الأقل تقليل حدته وإحداث تغيير إيجابي في الاقتصاد المحلي، فنحن بحاجة إلى إحياء الاتفاق النووي بل الأطراف الثلاثة جميعها بحاجة إليه. إلا أن الفرق هو أن الغرب يمتلك نفوذ وهيمنة تمكنهم بفرض طرق تضع إيران في مأزق.”

واختتم أستاذ العلاقات الدولية بقوله: “الحقيقة هي أننا لا نمتلك سوى خياران. الأول محاولة بدء المفاوضات وإحضار الأوروبيين والأمريكيين إلى طاولة المفاوضات، أو اختيار العزلة والانغلاق مثل كوريا الشمالية. هاتان الطريقتان هما نتيجة للسياسة الخارجية السلبية والخاطئة التي كانت لدينا خلال هذه الفترة. لسوء الحظ، كان أداء النظام الدبلوماسي للبلاد ضعيفًا جدًا خلال هذه الفترة ووضع إيران في موقف ضعف يومًا بعد يوم، والآن ليس لدينا خيار سوى القيام بأحد الأمرين اللذين ذكرتهما.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى