ودائع بقيمة “مليار دولار” عن طريق الخطأ تحدث ضجة واسعة في الشارع الإيراني
أبلغ مواطن إيراني من محافظة كرمان عن إيداع 40 ألف مليار تومان (حوالي مليار دولار) في حسابه البنكي ليأتيه الرد من المصرف بأنه مجرد رقم حوّل عن طريق الخطأ من قبل الموظفين.
ميدل ايست نيوز: أبلغ مواطن إيراني من محافظة كرمان عن إيداع 40 ألف مليار تومان (حوالي مليار دولار) في حسابه البنكي، وقال إنه كان في العراق عندما تلقى رسالة نصية تفيد بإيداع هذا المبلغ، وسرعان ما تواصل مع المصرف ليتضح لاحقاً أن هذا المبلغ كان رقماً فقط وأرسل إلى حسابه عن طريق الخطأ. الأمر الذي دفع هذا الشخص للتشكيك بالنظام المصرفي في البلاد وآلية إدارته للودائع المالية، وأحدث ضجة وجدل كبير لدى الأوساط الإيرانية.
وبحسب موقع رويداد 24، وفقاً لقول هذا المواطن الكرماني، كان من الممكن تحويل هذا المبلغ من حسابه لحساب آخر، إلا أن البنك سارع وأدرك هذا الخطأ. وبعد ساعات قليلة من انتشار هذا الخبر، أعلنت وكالة فارس للأنباء، نقلاً عن أحد مخاطبيها، عن إيداع مبلغ مماثل في حسابه المصرفي من قبل نفس البنك (بنك آينده). بينما تحدثت بعض وسائل الإعلام عن إيداع مبالغ مماثلة لأصحاب حسابات بنك آينده، في أربع محافظات هي كرمان وطهران ومشهد وهمدان.
وبعد ثلاثة أيام من الحادثة، أعلن بنك آينده في بيان قصير “أن بعض عملاء بنك آينده قد تلقوا مؤخرًا رسالة نصية حول إيداع مبلغ في حسابهم، والذي نتج عن خطأ في النظام من قبل الموظفين الفنيين في المصرف وشركة الخدمات. حيث عملنا على إصلاح المشكلة والتي اكتملت بأقصى سرعة وبدون أي ضرر أو تكلفة لمتلقي الرسالة.”
وتلقى موقع رويداد 24، معلومات تشير إلى وقوع خلل في النظام من قبل الموظفين الفنيين في بنك آينده وشركة الخدمات المعلوماتية. ووفقًا للمعلومات التي قدمها أحد كبار المسؤولين في بنك آينده، قد يكون الآلاف من الأشخاص في البلاد تلقوا وديعة بقيمة 40 ألف مليار تومان.
وبحسب التقارير الواردة، فإن شركة خدمات المعلومات هي المسؤولة عن البنية التحتية التقنية للتحويل المصرفي في بنك آينده، وعلى ما يبدو، فإنها بدلاً من إيداع التسهيلات لمقدمي الطلبات، قامت بإرسال 40 ألف مليار تومان في حسابات كل هؤلاء الناس.
وعلى الرغم من متابعة العلاقات العامة لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات، إلا أنها رفضت تقديم شرح دقيق لوسائل الإعلام حول هذا الخطأ ووصفته بـ “المخاطرة الإعلامية على البنك والشركة”!
وحصل موقع رويداد 24 على معلومات توضح أنه في الاجتماعات التي عقدها مديرو شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات مع مديري بنك آينده في الأيام القليلة الماضية، تقرر أن يكون البنك نفسه مسؤولاً عن هذا الخطأ. في الوقت نفسه، يلتزم بنك آينده الصمت حيال ذلك.
ما يجعل خطأ إيداع عدة مئات من المليارات من قبل شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات مهمًا، هو نشاطها الحساس باعتبارها “الذراع الفني للبنك المركزي” ووصف واجباتها تجاه أهم بنوك الدولة ومنها “بنك ملي” و”البنك المركزي للجمهورية الإسلامية”.
علاوة على ذلك، فشركة الخدمات المعلوماتية مسؤولة أيضًا عن أمن الشبكة المصرفية لهذه البنوك المهمة في الدولة. شركة خدمات المعلوماتية هي شركة تابعة لـ “الشركة الوطنية للمعلوماتية الإيرانية”، التي تأسست عام 1994 من قبل الشركة الوطنية للمعلوماتية ، وهي “الذراع التكنولوجي للبنك المركزي”.
ووقعت هذه الأحداث في أحد أفرع البنك المركزي في إيران الذي لم يبد أي تعليقات حتى الآن على خطأ هذه الشركة التابعة له، فيما رفض مدير العلاقات العامة بالبنك المركزي إبداء أي تفسير ورفع الشبهات عن هذه المسألة.
على ما يبدو، يحاول البنك المركزي التظاهر بأنه في الجانب الآمن فيما يتعلق بالمشكلة التي حصلت ببنك خاص في البلاد؛ بينما وفقًا لتصريحات نائب الرئيس الفني لبنك آينده، حدث الخطأ من جانب شركة الخدمات، أي شركة الخدمات المعلوماتية، وإلى أن أدركت هذه الشركة الخطأ، لأسباب فنية، لم يتم إبلاغ البنك بشكل أساسي، ونتيجة لذلك لم يتمكن من منع تحويل هذه الأموال أو تجميد الحسابات.