مساع حكومية لإنعاش السياحة في إيران.. هل تعود طهران وجهة للزوار؟

تراجع عدد السياح القادمين إلی إيران كثيرا خلال الأشهر الأربعة الماضية بسبب التوتر مع القوى الغربية وتقاریر عن اعتقال سياح أجانب في إيران.

ميدل ايست نيوز: “لم تكد السياحة الإيرانية تتعافى عقب التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 حتى انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق، ثم وقعت كارثة إسقاط الطائرة الأوكرانية مطلع 2020 لتقضي من جديد على الآمال التي عولت على تحريك القطاع”، هكذا تبدأ المرشدة السياحية الإيرانية يلدا إيراني تبار حديثها عن ركود السياحة في بلادها.

وعلى هامش معرض طهران الدولي للسياحة والصناعات اليدوية -الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء بالعاصمة طهران- أوضحت إيراني تبار لموقع “الجزيرة” أنه بعد جائحة كورونا بدأ قطاع السياحة يستعيد نشاطه خلال موسمي الربيع والصيف الماضيين، ثم انطلقت “احتجاجات مهسا” لتعيد الواقع السياحي إلى السنوات العجاف التي عاشها عقب انتصار الثورة الإيرانية عام 1979.

وأكدت أن عدد السياح القادمين إلی بلادها تراجع كثيرا خلال الأشهر الأربعة الماضية بسبب التوتر مع القوى الغربية وتقاریر عن اعتقال سياح أجانب في إيران.

وعن الجانب الرسمي، يشير المدير العام لمكتب السياحة بوزارة السياحة والتراث الثقافي والصناعات اليدوية مصطفى فاطمي إلى تراجع السياحة الداخلية بنسبة 60% والخارجية بنسبة 85% خلال فصل الخريف الماضي، وفق الصحافة المحلية.

وعزا فاطمي التراجع إلى تفاقم التضخم والاحتجاجات التي شهدتها بلاده إثر وفاة الشابة مهسا أميني، إلى جانب قطع الإنترنت وتفشي فيروس الإنفلونزا الموسمية.

أفضل 5 وجهات للسياحة العلاجية في إيران.. تعرف عليها

بالأرقام

في غضون ذلك، يؤكد رئيس اتحاد مكاتب خدمات الرحلات الجوية والسياحية حرمت الله رفيعي إلغاء 90% من الرحلات السياحية الوافدة إلى إيران خلال فصل الخريف الماضي وتراجع سفر الإيرانيين إلى الخارج بنسبة 50%.

ونقلت وكالة أنباء “إسنا” عن بيانات المنظمة أن مؤشر السياحة الإيرانية بلغ 9.107 نقاط في عام 2019، قبل أن ينخفض إلى 1.550 نقطة في العام التالي، ويواصل انخفاضه في عام 2021 ليبلغ 0.855 نقطة.

خطط حكومية

وعلى ضوء الإحصاءات المنتشرة عن انكماش السياحة في إيران يزيد اهتمام حكومة البلاد باستقطاب السياح الأجانب من جهة، ومواجهة المساعي الدولية الرامية إلى عزلها من جهة أخرى.

ورسمت الحكومة خارطة طريق لإخراج السياحة من غرفة الإنعاش عبر المحاور التالية:

  • إقامة معرض دولي للسياحة على مساحة 67 ألف متر مربع في العاصمة طهران بمشاركة شركات سياحية من 47 دولة في الفترة الممتدة من السابع حتى العاشر من فبراير/شباط الجاري لترويج فرص الاستثمار في القطاع السياحي.
  • اقترحت وزارة السياحة والتراث الثقافي والصناعات اليدوية على الخارجية الإيرانية إعفاء رعايا 50 دولة من تأشيرة الدخول.
  • تدشين منصة “إيران سفر” لتنشيط السياحة وجعل السفر أرخص وأقل قيمة عبر تسيير رحلات سياحية لموظفي الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص إلى أجمل وجهات البلاد ومعالمها الفريدة.
  • تقديم قروض قليلة الفائدة بمبلغ 200 مليون ريال (الدولار يساوي نحو 42.3 ألف ريال إيراني في السوق الرسمية) لكل أسرة إيرانية، لتنشيط السياحة والإقبال على الصناعات اليدوية.
  • العمل على تفعيل السياحة في جزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع الإمارات، وإنشاء 140 وحدة سكنية فيها، إلى جانب تطوير النقل البحري والجوي بين الجزيرة وميناء بندر عباس.
  • التخطيط للنهوض بالسياحة العلاجية.

من ناحيته، كشف رئيس الجمعية الإيرانية للسياحة العلاجية حسين نكونام عن تراجع السياحة الطبية في بلاده عقب “احتجاجات مهسا”، مؤكدا أن نحو 500 ألف سائح أجنبي كانوا قد زاروا إيران في الفترة الممتدة من 21 مارس/آذار حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين من أجل العلاج.

تحدي الأمن

بدوره، يعتبر رئيس جمعية المرشدين السياحيين في إيران إبراهيم بور فرج تحدي الأمن العامل الأساسي وراء تراجع السياحة الوافدة إلى بلاده، منتقدا اعتقال عدد من السياح الأوروبيين بتهمة التجسس لصالح أجهزة أمنية أجنبية، ووصف الخطوة بأنها “خطأ فادح” لأنها تقوض ثقة السياح.

وفي معرض تقييمه لأوضاع القطاع السياحي في إيران، يؤكد بور فرج أن أعداد السياح القادمين إلى بلاده في تناقص مستمر منذ الاحتجاجات الأخيرة، وأن بعض الشركات الناشطة في تنظيم الحملات السياحية قد أغلقت أبوابها بسبب تراجع قطاع السياحة المتواصل منذ 4 أعوام.

وعما إذا كانت الخطط الحكومية مجدية في إنعاش السياحة، يعتقد رئيس جمعية المرشدين السياحيين في إيران أنها ستؤثر إيجابيا على السياحة الداخلية أكثر من قدرتها علی استقطاب السياح الدوليين.

ووصف خيار تفعيل السياحة في جزيرة أبو موسى بأنه فاشل لأن المعالم الأثرية الإيرانية لا تقع في الجزيرة، وأن السياح الأجانب يريدون زيارة المحافظات الإيرانية والتفاعل مع أبناء الشعب المعروفين بالترحيب بالسياح الدوليين.

وخلص إلى أن التوجه الإيراني الرسمي لإعفاء الرعايا الأجانب من تأشيرة الدخول لن يخلو من منفعة في تنشيط السياحة، لكن تأثير الخطوة لن يكون كبيرا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى