تقرير: كواليس مغادرة السفير السعودي أفغانستان.. ما علاقة إيران؟
كشفت صحيفة "فورين بوليسي"، نقلا عن مصادر، كواليس مغادرة السفير السعودي في أفغانستان جاسم بن محمد الخالدي العاصمة كابل.
ميدل ايست نيوز: كشفت صحيفة “فورين بوليسي”، نقلا عن مصادر، كواليس مغادرة السفير السعودي في أفغانستان جاسم بن محمد الخالدي العاصمة كابل مع أعضاء البعثة الدبلوماسية للمملكة بشكل مفاجئ، قبل أيام، والأسباب المحتملة وراء ذلك.
وقالت مصادر دبلوماسية، قبل حوالي أسبوع، إن دبلوماسيين سعوديين غادروا أفغانستان إلى باكستان إثر تهديدات أمنية، في حين قالت حكومة طالبان إن مغادرتهم جاءت للمشاركة في تدريبات، مؤكدة أنهم سيعودون إلى البلاد.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر في كابل وإسلام أباد وأماكن أخرى، أن مغادرة السفير السعودي وأعضاء البعثة أفغانستان جاءت لعدة أسباب، قد يكون أحدها بالفعل وصول تهديدات متصاعدة للسفير وأعضاء البعثة من قبل تنظيم “الدولة” في البلاد، المعروف باسم “ولاية خراسان”.
لكن سببا آخر تتحدث عنه المصادر قد يكون هو الأقوى لمغادرة الخالدي، وأعضاء البعثة السعودية لكابل، حيث تتحدث عن تنافس ضروس داخل حركة “طالبان”، التي تحكم أفغانستان، ما بين جناح مدعوم من السعودية والإمارات وقطر وباكستان، من جهة، وآخر تدعمه إيران من جهة أخرى.
وتقرأ تلك المصادر مغادرة السفير السعودي وأعضاء البعثة أفغانستان على أنه دليل على انتصار “جبهة إيران” داخل “طالبان”.
كواليس المغادرة
وقالت “فورين بوليسي” إن السفير جاسم الخالدي، وصل من أفغانستان إلى باكستان، وسجل الدخول مع أعضاء البعثة في فندق ماريوت، ذي الخمس نجوم، بالعاصمة إسلام أباد، وكان بصحبتهم “جبل من الأمتعة”، ما قد ينفي رواية “طالبان” بأن رحيلهم “مؤقت”.
وبقي السفير وأعضاء البعثة في الفندق حتى 10 فبراير/شباط الجاري.
ونقلت عن أحد المصادر قوله إن السفير السعودي وأعضاء بعثة المملكة بدا كأنهم “تم إجلاؤهم” من أفغانستان نهائيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في المرة الأخيرة التي تولت فيها “طالبان” زمام الأمور، من عام 1996 إلى عام 2001، منحتهم 3 دول الاعتراف، وهي السعودية والإمارات وباكستان.
لكن هذه المرة، ليس لدى “طالبان” أي اعتراف رسمي، على الرغم من احتفاظ حوالي 12 دولة بسفاراتها، بما في ذلك الصين وإيران وتركيا واليابان وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى. وللأمم المتحدة أيضا بعثة في كابل.
ولم تكن السعودية هي الصديق الوحيد لـ”طالبان” التي بدأت تنسحب، حيث خفضت الإمارات وقطر وجودهما الدبلوماسي أيضا، بحسب مصادر أمنية ودبلوماسية، ولم ترسل باكستان سفيرها إلى كابل منذ مغادرته بعد محاولة اغتيال بينما كان يتجول في حديقة سفارته في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
جناحان داخل “طالبان”
وتحدث التقرير عن جناحين داخل “طالبان”، أحدهما يتزعمه وزير الداخلية سراج الدين حقاني، والذي يؤيد السعودية، بينما يقود الآخر هبة الله آخوند زاده، زعيم الحركة الذي يقترب أكثر من إيران.
ويبدو أن الأخير شدد قبضته على السلطة داخل الحركة، وهو الذي يقف وراء مراسيم منع النساء من التعليم وإبعادهن عن الحياة العامة بشكل كبير، وهي المراسيم التي جرت غضبا إقليميا ودوليا على “طالبان”.
وتتحدث الصحيفة عن أن مغادرة السفير السعودي والبعثة، وتخفيف الإمارات وقطر لتواجدهما الدبلوماسي والغضب التركي الأخير هي تصرفات تتكاتف لمحاولة كبح جماح التجاوزات الأيدلوجية لآخوند زاده، والتي تهدد بخنق أفغانستان، وفق المجلة الأمريكية.