الطائرات المسيرة الإيرانية.. فخ غربي لكسب تنازلات من إيران في الملف النووي؟

الطائرات المسيرة سيئة السمعة أو "شؤم" هو الاسم الذي أطلقه الإعلام الغربي والحكومة الأوكرانية على الطائرات الإيرانية بدون طيار التي يُزعم أن موسكو استخدمتها في حربها.

ميدل ايست نيوز: الطائرات المسيرة سيئة السمعة أو “شؤم” هو الاسم الذي أطلقه الإعلام الغربي والحكومة الأوكرانية على الطائرات الإيرانية بدون طيار التي يُزعم أن موسكو استخدمتها في حربها.

وبحسب موقع فرارو الإيراني، أشار كبار المسؤولين في الغرب ووسائل إعلام أمريكية في أواخر صيف العام الماضي، لأول مرة عن قيام إيران بإرسال طائرات بدون طيار من طراز شاهد 136 إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا. حيث أثيرت هذه المسألة بجدية بداية أكتوبر من العام الماضي، من قبل حكومة كييف ضد إيران.

وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مرارًا وتكرارًا عن الطائرات الإيرانية المسيرة في عدة منتديات بحضور كبار القادة الغربيين، الذين طالبوا بفرض عقوبات شديدة على إيران وزيادة الدعم العسكري للجانب الأوكراني. وبدورها نفت طهران بشكل صارم المزاعم حول إرسالها هذه المسيرات “خلال فترة الحرب”، إلا أن تضخيم المسألة في المجتمع السياسي والإعلامي الغربي أخذ أبعادًا أوسع يوماً بعد يوم.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، أثيرت مسألة إنشاء مصنع مشترك بين إيران وروسيا للطائرات بدون طيار في الأوساط الإعلامية الغربية. واليوم، وبمناسبة مرور عام على بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، تحاول مجدداً وسائل الإعلام الغربية توجيه اتهامات جديدة ضد إيران وتسليط الضوء على دور طهران في هذه الحرب، والتي يمكن أن تكون لها عواقب سلبية كبيرة.

وبجانب تأكيده استخدام روسيا لطائرات مسيرة إيرانية، زعم موقع Republic World، مؤخراً أن طهران سلمت طائرات مسيرة “متعددة الأغراض” إلى موسكو من أجل إحداث المزيد من الضرر. وأدعى هذا الموقع أن إيران زودت روسيا بطائرات مسيرة هجومية جديدة لتوجيه ضربات أكبر على البنية التحتية الحيوية في كييف، حيث تم تعديل رؤوسها الحربية بطبقات من شظايا معدنية لتقوية سعة تدميرها عند استخدامها.

وبحسب سي إن إن، استند هذا الموقع الإخباري إلى مزاعمه بأن روسيا تستخدم بشكل متكرر وفي نطاق واسع الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز (شاهد 131) في الحرب.

ومن جانب آخر، قالت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلا عن مصادر إيرانية، إن طهران استخدمت قوارب وشركة طيران مملوكة للدولة في تهريب أنواع جديدة من الطائرات بدون طيار المتطورة طويلة المدى إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

الصحيفة أضافت، في تقرير أنه تم تسليم ما لا يقل عن 18 طائرة بدون طيار إلى البحرية الروسية بعد قيام ضباط وفنيين روس بزيارة طهران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

آنذاك، اختار الوفد الروسي، المكون من 10 رجال، 6 طائرات من طراز مهاجر-6 التي تبلغ سرعتها 200 كم في الساعة وتطير على ارتفاع 18 ألف قدم (5.5 كم)، وتحمل صاروخين تحت كل جناح.

كما اختاروا 12 طائرة من طراز شاهد- 191، بالإضافة إلى 129 طائرة أخرى قادرة على ضرب أهداف على الأرض من الجو، بحسب مصادر قالت الصحيفة  إنها مطلعة مباشرة على بيع الطائرات وقدراتها وتفاصيل تصنيعها.

زوارق انتحارية إيرانية في أوكرانيا

بالإضافة إلى موضوع الطائرات بدون طيار الانتحارية، تخطط بعض وسائل الإعلام على تسليط الضوء على القوارب الانتحارية الإيرانية في خضم الحرب في أوكرانيا.

وخلال تقرير مصور له، ذكر موقع أوراسيا ريفيو، مؤخراً، أنّ هجوماً انتحارياً تم تنفيذه من قبل زورق انتحاري استهدف جسر في جنوب أوديسا. ويظهر هذا التقرير زورق انتحاري تابع للروس يهاجم الأعمدة الداعمة للجسر ويفجر نفسه تلقائياً بعد حوالي ثماني ثوان.

وتناول هذا التقرير عدة تكهنات محيطة بهذا الهجوم وتساءل عن احتمالية تزويد إيران روسيا بزوارق انتحارية؟ وربط هذه الحادثة بهجوم جماعة الحوثي المدعومة من إيران على الفرقاطة السعودية “المدينة” في جنوب البحر الأحمر عام 2017، حيث انفجر آنذاك زورق انتحاري تابع لأنصار الله في مؤخرة السفينة وقتل بحاران وأصيب ثلاثة آخرون على أثره.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام هذه، نقلاً عن خبير في الشؤون العسكرية، تعتبر فرضية إرسال إيران لقارب انتحاري إلى روسيا ضعيفة، إلا أن إثارة مثل هذه القضية في ظل هذا الاستياء العالمي من إيران يعتبر مسألة حساسة للغاية.

ضرورة اليقظة في طهران

مر أكثر من 340 يومًا على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. فبقصد أو بغير قصد، تُعرف إيران الآن بأنها طرف فاعل وداعم مقرب لموسكو. رغم أنها لا تريد المشاركة لا من قريب ولا من بعيد في هذه الحرب، إلا أن الغرب بطريقة ما نصب فخا محكماً لإيران وجر بها إلى وسط الأزمة.

وفي الأشهر القليلة الماضية، أصبحت قضية مشاركة إيران في الحرب والتعاون مع روسيا ذريعة لممارسة الضغط وفرض عقوبات من قبل أوروبا وأمريكا. وعلى الرغم من عدم رضانا عن ارتباط حرب أوكرانيا بإيران، إلا أن هذه القضية فرضت حتى هذه اللحظة عواقب سلبية كبيرة على طهران، فالبلاد متورطة اليوم في أكبر حرب في أوروبا خلال كل السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية.

تأخذ قصة الطائرات بدون طيار أبعادًا أحدث وأكثر خصوصية وبالطبع أكثر تعقيدًا يوم وراء يوم. يبدو أنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يقوم الاستراتيجيون الإيرانيون بتصميم وتنفيذ سيناريوهات متعددة المستويات لمواجهة عواقب هذه القضية. مثلاً، ترتبط “الاتفاق النووي” ومستقبل “خطة العمل الشاملة المشتركة” باعتبارها أهم وأهم قضية في سياسة إيران الخارجية بقضية الطائرات بدون طيار والأزمة الأوكرانية. وقد استلزم ذلك اعتماد نهج جديد لهذه القضية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى