بلومبيرغ: تحركات مكثفة للتطبيع السعودي الإسرائيلي.. ما علاقة إيران؟

شهدت الأيام القليلة الماضية عقد اجتماعات استكشافية بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين ركزت على مسألة تطوير العلاقات الاستخباراتية والعسكرية.

ميدل ايست نيوز: شهدت الأيام القليلة الماضية عقد اجتماعات استكشافية بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين ركزت على مسألة تطوير العلاقات الاستخباراتية والعسكرية، في ضوء تنامي المخاوف في الرياض وتل أبيب من إيران، لاسيما بعد دعم الأخيرة لروسيا في غزوها لأوكرانيا، بحسب ما كشفته شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية.

وقالت الشبكة، في تقرير كتبه “سام داغر” و”فيونا ماكدونالد”، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بقيادة “بنيامين نتنياهو” بدأت حراكا لتكثيف المحادثات مع السعودية، بدعم أمريكي.

غير أن الأرضية الأكبر لتلك المحادثات الآن هو القلق المشترك بين المملكة ودولة الاحتلال الإسرائيلي حيال إيران، وهي الأرضية التي يرى كاتبا التقرير إنها غير كافية لطرح عملية تطبيع طال انتظارها بين الرياض وتل أبيب.

ونقل التقرير عن ستة مصادر، رفضت الكشف عن هويتها، قولها إن الاجتماعات الاستكشافية بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سبقت انعقاد مجموعة عمل مجلس التعاون الأمريكي الخليجي الأخير حول الدفاع والأمن في الرياض.

وقال ثلاثة أشخاص إنه من المتوقع إجراء مزيد من المباحثات بين مسؤولي البلدين في العاصمة التشيكية براج، بالتزامن مع مؤتمر ميونيخ للأمن الذي بدأ يوم الجمعة في ألمانيا.

ولفت التقرير إلى تصريح نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط، “دانا سترول”، والتي تواجدت في الرياض، قبل أيام، والذي قالت فيه: “نعتقد أن تكاملا يضم تل أبيب بالمنطقة والبدء في الجلوس على طاولة واحدة مع إسرائيل هو في مصلحة الاستقرار والأمن في المنطقة”.

واعتبر الكاتبان أن “رأب الصدع التاريخي بين حليف الولايات المتحدة الرئيسي، إسرائيل، والمملكة العربية السعودية، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، من شأنه أن يمثل إعادة ترتيب مهمة للسياسات الإقليمية”.

ومع ذلك، يقول التقرير، فإن إعادة ضبط العلاقات بشكل كامل قد تعتمد على اتفاق يتعلق بمطلب السعودية المعلن علنًا والذي طال انتظاره لإنشاء دولة فلسطينية، على حد قول بعض المصادر.

ويبدو أن هذا أقل احتمالا من أي وقت مضى حاليا، بسبب تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي تزايدت وتيرته بعد عودة رئيس الوزراء  الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى السلطة، على رأس ائتلاف يميني متطرف.

ويقول محللون إن السعودية قد يكون لديها شروط مسبقة أخرى، تتعلق في المقام الأول بالتزام موسع ومتجدد من قبل واشنطن للمساعدة في مكافحة خطر إيران.

وعن الاتصالات بين السعودية وإسرائيل، ينقل التقرير عن “إيهود يعاري”، الزميل الدولي في معهد واشنطن في إسرائيل قوله: “لديهم اتصالات طوال الوقت، متسارعة إلى حد ما”، مردفا: “لا أبالغ حينما أقول إن الجانبان يتمتعان الآن بخطوط اتصال مريحة إلى حد ما بشأن الاستخبارات والدفاع الجوي”.

ولفت تقرير “بلومبرج” إلى نقطة أخرى قد تدل على عودة الدفء لوتيرة الاتصالات بين الرياض وتل أبيب، وهي زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين” الأخيرة إلى السودان وإحياء عملية التطبيع المتعثرة مع الخرطوم، وهي عملية لم تكن لتتم دون ضوء أخضر سعودي، حيث تعد الرياض من أبرز الحلفاء المانحين للخرطوم.

وأضاف أنه كانت هناك مؤشرات أخرى على علاقة دافئة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية قبل أداء “نتنياهو” اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حينما أجرى نتنياهو مقابلة مع قناة “العربية” المملوكة للسعودية وصف فيها تطبيع العلاقات بين الدول ذات الأغلبية اليهودية والمسلمة بأنها “قفزة نوعية” من شأنها أن “تغير منطقتنا في طرق لا يمكن تصورها “.

وكان تشجيع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى على تبادل المزيد من المعلومات الاستخباراتية ودمج الدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري مع بعضها البعض والولايات المتحدة هدفًا رئيسيًا للمحادثات التي عقدت في الرياض هذا الأسبوع.

ومن شأن ذلك أن يساعد في مواجهة إيران ، التي دعمت غزو روسيا لأوكرانيا.

ويقول “جون ب. ألترمان”، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والذي يسافر إلى الرياض كثيرًا للقاء المسؤولين السعوديين، إنه “بينما يوجد توافق عميق في تصورات التهديد بين الإسرائيليين والسعوديين وغيرهم، لاسيما في حكومات دول الخليج عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن الأمر لا يكفي بمفرده أن يكون أساسا للتطبيع السعودي الإسرائيلي المنتظر”.

وأضاف “ألترمان” أن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” ربما يلوح بالتطبيع مع إسرائيل كوسيلة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بينما يمكن لـ”نتنياهو” تسويق الأمر كمكسب سياسي لتجنب المشاكل في الداخل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى