كبير المفاوضين الأوروبيين: إيران أكثر استعداداً لاستعادة الاتفاق النووي/ أخطر قضية لدينا مع إيران هي تعاملها مع موسكو

قال مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا إن نص استعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 "جاهز" منذ الخريف الماضي.

ميدل ايست نيوز: قال مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا، الثلاثاء، إن نص استعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 “جاهز” منذ الخريف الماضي، مشيراً إلى أن الإيرانيين أرادوا أولاً “إغلاق قضايا الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

واعتبر مورا في مقابلة مع النسخة الإنجليزية لمجلة “انترناتسوناله بوليتيك” الألمانية، أن إيران “ربما تكون أكثر استعداداً الآن للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم كوسيلة للخروج من مشاكلها الداخلية”.

ولفت إلى أن طهران “وضعت نفسها في قلب عاصفة كاملة، تسببت فيها طهران نفسها، بسبب 3 قضايا رئيسية”.

وأشار إلى أن أولى تلك القضايا هي “الوضع الداخلي” في إشارة إلى الاحتجاجات الإيرانية، موضحاً أن “مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني على يد ما يسمى بشرطة الأخلاق، أثار احتجاجات قوية لاسيما من جانب النساء، والتي استمرت لفترة أطول من المتوقع”.

وذكر أنه “كان من المذهل أن نرى كيف استجابت الفتيات والنساء الإيرانيات، لكن النظام رد بالقمع، وليس بالحوار” حسب قوله.

وأضاف: “بطبيعة الحال، كانت تداعيات ذلك، لا سيما في العالم الغربي هائلة، ناهيك عن الضرر الذي لحق بسمعة الحكومة الإيرانية”.

مسألة “خطيرة”

ولفت إلى أن “القضية الثانية تتعلق بأمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وهي علاقات إيران العسكرية مع روسيا وحقيقة أنها تزود موسكو بطائرات مسيرة”، واصفاً المسألة بـ”الخطيرة للغاية كما أنها أخطر قضية لدينا مع إيران”، داعياً لـ”وقف عمليات التزويد تلك”.

وأوضح أن “المسألة الثالثة تتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)”، كاشفاً أن “لدينا نص جاهز منذ الخريف الماضي، لكن الإيرانيين قالوا إنهم يريدون أولاً إغلاق قضايا الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وذكر أن الإيرانيين “لم يفعلوا شيئاً لمعالجتها ولم يقدموا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أي إجابات”، وزاد: “لم يتصرفوا (الإيرانيين) كما لو كانوا يريدون حقاً خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وتوقع مورا أن تكون إيران الآن “أكثر استعداداً لاستعادة الاتفاق النووي لأنهم في هذه العاصفة الكاملة ويعتقدون أن أسهل طريقة للخروج هي مع ذلك الاتفاق، ولكن بصراحة فإن الإطار المطلوب لذلك غير موجود”.

وأعرب منسق محادثات فيينا عن اعتقاده أن “خطة العمل الشاملة المشتركة هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المشكلة النووية الإيرانية، إنها الطريقة الوحيدة بالنسبة لنا”.

وتابع: “نريد أن نبقي خطة العمل الشاملة المشتركة على الطاولة، ولكن في الوقت نفسه نتحدث مع الإيرانيين، ونساعد الأوكرانيين على التحدث إلى الإيرانيين وغيرهم ووضع حد لعمليات تسليم الطائرات المسيرة، لكن الأمر صعب لأنه توجد في إيران مراكز قوة مختلفة، وما يهم كثيراً هو العلاقة العسكرية مع روسيا”.

ووصف مورا الوضع بـ”السيء حقاً”، وأضاف: “نحن نبقي جميع القنوات مفتوحة، لكن هذا صعب”.

وتأتي التصريحات الأوروبية بالتزامن مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير، الثلاثاء، ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 18 مرة عن السقف المسموح به، لافتةً إلى أنها تجري مناقشات مع طهران بشأن منشأ جزيئات اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 83.7% في منشأة فوردو، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.

وأوضحت الوكالة الدولية أن “المشاورات لا تزال قائمة” لتحديد مصدر هذه الجزيئات، مؤكدة بذلك معلومات أدلت بها مصادر دبلوماسية، لكن طهران سبق أن تحدثت عن “تراكم غير مقصود” بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في التخصيب.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، أن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي سيزور طهران خلال الأيام المقبلة.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إنه أجرى محادثات “بناءة وتبعث على الأمل” مع وفد للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام الماضية.

وتأتي هذه التقارير وسط تعثّر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.

وبدأت المحادثات في أبريل 2021 بفيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 في سياق توتر متزايد.

وجراء القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق عام 2018، خرقت إيران الاتفاق ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20% ثم بعد ذلك إلى 60%، إضافة إلى تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتنتج إيران رسمياً اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في موقعين، هما نطنز وفوردو، وهو مستوى أعلى بكثير من عتبة 3.67% التي حددها الاتفاق النووي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى