تشاؤم إيراني بنتائج زيارة غروسي إلى طهران
رأى عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أنه مع رحيل حكومة روحاني وتسلم رئيسي لسدة الحكم تم إغلاق ملف المفاوضات النووية بشكل عملي.

ميدل ايست نيوز: رأى عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أنه مع تسلم رئيسي لسدة الحكم تم إغلاق ملف المفاوضات النووية بشكل عملي من جانب إيران.
وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، قال محمود عباس زاده مشكيني، عن زيارة رفائيل غروسي مدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران: “لا أرى أي نتائج لرحلة غروسي إلى إيران ولدي سببان لذلك؛ الأول هو سوابق وتجربة رحلات غروسي السابقة، فكلما جاء إلى إيران وجمع أي معلومات وأخذها، استخدمها في الاتجاه المعاكس تمامًا، إلا أن إيران كانت تقدم هذه المعلومات للتوضيح ولإزالة الشكوك، حتى نتمكن من اتخاذ خطوة نحو تطبيع العلاقات مع وكالة الطاقة ونمضي قدماً في الملف النووي.”
وشدد العضو الأصولي في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالمجلس الإسلامي على “أنه كلما جاء غروسي إلى إيران وتلقى تقريرًا ما، قام لاحقًا بسحب نقطة معينة من هذا التقرير والمعلومات واستخدمها كأساس للأسئلة والالتباس حول الملف النووي وأخيراً الضغوط على إيران، بالتالي، لا أتوقع أي فائدة ترجى من زيارة هذا المسؤول إلى إيران.”
وأضاف: “نقطة أخرى هي أنه قبل أن يعتبر غروسي نفسه ملتزمًا بالقيام بعمله بشكل احترافي، أي أن يكون لديه التزام تنظيمي، فهو ملتزم تجاه الساسة الغربيين، أي أنه لا يأتي إلى إيران من أجل وظيفة تقنية، بل يبدو كما لو أنه جاء إلى إيران ليحمل رسالة مهمة سياسية ويعود بيده جواب ليضعه بين أيدي الغربيين.”
وأردف: “أعتقد أنه لم يكن ينبغي لنا السماح لغروسي بدخول البلاد لفترة من الوقت، لأنه يأخذ المعلومات التي تأتي ويستخدمها ضدنا، فهو لا يقوم بإيصال كل المعلومات بل يكتفي مثلاً باقتباس جملة واحدة ويجعلها أساساً أمام كل الشكوك، ولهذا السبب لم أوافق على دعوته، ومازلت اعتقد أن الجهات المسؤولة أخطأت عندما سمحت له بدخول البلاد، لأنه بدلاً من أن يكون مسؤولاً أمام الوكالة ومجلس حكام الوكالة والأجهزة القانونية للوكالة، فإنه يعتبر نفسه ملتزماً تجاه الغربيين وليس من الواضح إلى أين سيذهب مباشرة من هنا.”
ويرى مشكيني، أن ملف المفاوضات النووية قد أغلق منذ فترة طويلة، أي عندما غادره ترامب وبدأت إيران في ظل حكومة روحاني بتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة “من طرف واحد” وتقديم تنازلات ولكن في المقابل لم تحصل على أي تنازلات من الأطراف الغربية.
وقال: “في رأيي، مع رحيل حكومة روحاني وتسلم رئيسي لسدة الحكم تم إغلاق ملف المفاوضات النووية بشكل عملي، فالغربيون يستغلون كل الطرق ويخلقون المزيد من الثغرات في هذا الشأن. أعتقد أنه لا ينبغي منح الغربيين امتيازات ويجب إدارة البلاد على أساس القدرات والفرص الداخلية.”
ويوم أمس السبت أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إثر عودته من طهران، أن إيران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في عدة مواقع نووية وزيادة وتيرة عمليات التفتيش.
وقال غروسي للصحفيين في مطار فيينا: “توصلنا إلى اتفاق لإعادة تشغيل الكاميرات وأنظمة المراقبة”.
وأضاف غروسي أنه تم الاتفاق على زيادة بالنصف في عدد عمليات تفتيش منشأة فوردو حيث اكتُشفت مؤخرا جزيئات يورانيوم مخصبة إلى مستوى قريب من العتبة الضرورية لتطوير قنبلة ذرية.
ودعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم السبت خلال اجتماع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي يزور طهران، إلى أهمية استقلالية أنشطة الوكالة.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن “رئيسي شدد على ضرورة الحفاظ على استقلالية الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحترام حقوق الشعب الايراني في التعاون الثنائي مع الوكالة”.
يشار إلى أن رئيسي تحدث لصالح استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاستناد لهذه المبادئ.
من جانبه ، أعرب المدير العام للوكالة الدولية خلال الاجتماع عن ارتياحه لتحقيق أجندة مشتركة مع إيران، والتي تنطوي على تمهيد مسار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ووصل غروسي إلى طهران يوم الجمعة. وعقد جولتين من المحادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي كما التقى بوزير خارجية الجمهورية حسين أمير عبد اللهيان.
وأشار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن الحوار كان جادا، وإيجابيا.