بعد اتفاق الوكالة الدولية وإيران، هل يمكن العودة للاتفاق النووي؟
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران توصلت إلی "تفاهمات جيدة" مع الوكالة الدولية يمكن أن تكون أساساً لحل القضايا التقنية العالقة فيما يخصّ العودة للاتفاق النووي.
ميدل ايست نيوز: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران توصلت إلی “تفاهمات جيدة” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن أن تكون أساساً لحل القضايا التقنية العالقة فيما يخصّ العودة للاتفاق النووي.
وأكد كنعاني خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، أن إيران تتمسك بالدبلوماسية كــ”أفضل إطارٍ للعمل”، مشيراً إلى أن بلاده تستخدم كافة القدرات السياسية والقانونية، والقوانين الدولية للحفاظ علی حقوق الشعب الإیراني حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية.
وتأتي تصريحات كنعاني تعليقاً على زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي أكد من جانبه في ختام الزيارة، أن إيران وافقت على إعادة توصيل كاميرات المراقبة في عدة مواقع نووية، وزيادة وتيرة عمليات التفتيش، وهو ما قالت طهران إنها تصريحات “غير دقيقة”.
عقب زيارة بدأها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران، اتفق الطرفان على توسيع عمليات المراقبة للمنشآت النووية الإيرانية
وأوضح كنعاني في هذا السياق، أن زيادة عمليات التفتيش على بعض المواقع النووية الإيرانية، ومنها منشأة فوردو، تأتي في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وبنود اتفاق “الضمانات الشاملة”، وليست تطوراً جديداً على حد تعبيره.
واعتبر الباحث في الشأن الإيراني محمد مدحجي خلال مقابلة مع بي بي سي، أن موافقة إيران على السماح للمنظمة الدولية للطاقة الذرية مجرد “لعبةٍ ذكية” تقوم بها طهران للحصول على امتيازات من الدول الأوروبية، إذ أنها سمحت بتفتيش “مؤسسات غير سرية”، كمؤسستي نطنز وفوردو.
وأشار مدحجي إلى أن زيارة المنظمة الدولية لطهران جاءت في إطار قطع الطريق أمام طهران لتكوين علاقات أقوى مع الصين وروسيا، وخاصة بعد زيارة الرئيس الإيراني للصين ودعم طهران لموسكو في حربها على أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، معتبراً أن طهران هي المستفيد الأول من “المحفزات التي يقدمها الغرب لاقناع إيران بالتعاون مع الجانب الغربي فيما يخص الملف الروسي الإيراني”.
وأشار مدحجي إلى أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية غض الطرف عن جزيئات يورانيوم مخصبة بحدٍ أعلى من الحدّ المسموح، ورفع نسبة التخصيب المخصصة لطهران، بهدف تحفيزها للتخلي عن علاقاتها بالصين وروسيا.
وأضاف مدحجي أن طهران لا يمكن أن تكسب ورقة المفاوضات في الملف النووي الإيراني لأن واشنطن متمسكة بموقفها فيما يخص العقوبات التي تفرضها على طهران، مضيفاً أن فوز الجمهوريين بغالبية مجلس النواب الأمريكي يُلغي أيّ احتمالية لتنازل الولايات المتحدة عن موقفها خاصة وأن الطرف الجمهوري يعارض بشدة تقديم أي تنازلات لإيران.
واعتبر مدحجي أن العودة للاتفاق النووي الإيراني بصيغنه في 2015 أصبحت مستحيلة لأن الولايات المتحدة تطالب بتغييره، ومرجحاً سعي طهران لعقد “اتفاقات فردية” مع الدول الغربية وروسيا لتخفيف العقوبات المفروضة عليها، بعد أن فقدت الأمل في العودة للاتفاق الشامل الذي يتضمن الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة.
هذا وتوقفت المحادثات بين إيران والدول الغربية والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بعد أن وصلت لطريق مسدودٍ، بسبب تمسك كل من طهران وواشنطن بموقفهما فيما يخص تغيير بعض البنود الواردة في الاتفاق وضمانات الالتزام به.