المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يكشف تفاصيل جديدة عن حوارات طهران والرياض
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإیرانیة إن تؤمن إيران بضرورة الحصول على ضمانات يمكن التحقق منها لضمان التزام الولايات المتحدة بأي اتفاق جديد.

ميدل ايست نيوز: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإیرانیة ناصر کنعاني إنه بالنظر إلى السجل السيئ لواشنطن في الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات السابقة ، تؤمن إيران بضرورة الحصول على ضمانات يمكن التحقق منها لضمان التزام الولايات المتحدة بأي اتفاق جديد.
وقال ناصر كنعاني فی مؤتمره الصحفي الیوم الإثنین ردا على سؤال حول سبب رفض أمريكا لاتفاق تبادل السجناء قال: المهم بالنسبة لنا أن تؤدي عملية التفاوض إلى نتائج عملية.
وأضاف : أثبتنا عمليا التزامنا وإيماننا بالدبلوماسية كحل لتسوية الخلافات ومن هذا المنطلق فقد استمرت المفاوضات عبر وسطاء، فيما يتعلق بقضیة السجناء والقضايا الأخرى المتعلقة بالإدارة الأمريكية، كما قيل مرات عديدة.
وتابع قائلا: توصلنا بالفعل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا ومنها السجناء وفي مارس من العام الماضي تم التوصل إلى اتفاق مكتوب وقع عليه المندوب الأمريكي ، واتفق الجانب الأمريكي على أن يتم هذا الموضوع دون ربطه بالمفاوضات الرامیة إلی إلغاء الحظر عن ایران لكنه في وقت آخر ، ربطوا هذه القضیة بالمفاوضات.
وبشأن البيان المشترك بين إيران والسعودية بوساطة الصين وتفاصيل استئناف العلاقات بينهما، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية:”نحن في طريقنا لاستئناف العلاقات مجددا لمجرد صدور هذا الاتفاق المشترك الذي أتى كحصيلة عام ونصف من المفاوضات الدبلوماسية للوصول إلى
التفاهم . وقد جاءت هذه المفاوضات على شكل عقد جولات مختلفة من الحوار الثنائي بين إيران والسعودية مع دور بعض الدول ، منها خمس جولات من المفاوضات في بغداد وثلاث جولات من المفاوضات في مسقط.”
وأضاف كنعاني انه وقبل زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض وقبل زيارة ابراهيم رئيسي إلى بكين، أثيرت بعض الأفكار على إثر بعض المحادثات والمشاورات الدبلوماسية بين طهران وبكين .وفي إطار اقتراحات الجانب الصيني توصلنا الى نتيجة مفادها بأن يعقد ممثلون من إيران والسعودية لقاءات ثنائية في بكين، بالتزامن مع زيارة السيد ابراهيم رئيسي إلى الصين،للبت في اتخاذ قرارات ئؤدي الى صياغة تفاهم بين البلدين.”
وإستكمل حديثه في هذا السياق مشيراً الى ان الجانب الإيراني تعامل مع القضية ووافق عليها بنوايا حسنة ولكن نظرا لأهمية الزيارة الثنائية والقضايا المختلفة التي كانت مدرجة على جدول اعمال زيارة الرئيس الايراني الى الصين فقد اقترح الجانب الايراني تأجيل المحادثات بين إيران والسعودية إلى وقت آخر مناسب.
واستطرد حديثه مؤكداً على انه في النهاية تم الاتفاق على أن تعقد المحادثات الجديدة على مستوى أعلى من مباحثات بغداد ومسقط وان تكون على مستوى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيره السعودي، وقد شارك في تشكيل الوفد مسؤولون آخرون من البلدين المعنيين من السياسيين والأمنيين والعسكريين.
صرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية:”إنّه وبحسن نية الجانبين والدور الإيجابي الذي لعبه الجانب الصيني توصل الطرفان إلى اتفاق لاستئناف العلاقات فيما بينهما و الى اعادة فتح السفارات في طهران والرياض والقنصليتين في مشهد وجدة في غضون شهرين .”
واشار الى أن هذه المفاوضات قد جاءت على شكل جولات مختلفة من الحوار الثنائي بين إيران والسعودية مع دور بعض الدول ، عقد منها خمس جولات من المفاوضات في بغداد وثلاث جولات من المفاوضات في مسقط.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: “إن وزارتي الخارجية الإيرانية والسعودية تجريان الترتيبات لعقد اجتماع بين وزيري خارجية إيران والسعودية ، وبنفس النوايا الحسنة نأمل أن يعقد هذا الاجتماع في القريب العاجل وأن تتم عملية تنفيذ الاتفاقية بسرعة. ”
وأكدّ أنه لا مانع من لقاء وزيري خارجية البلدين ، وستتم هذه التنسيقات عبر القنوات الدبلوماسية بإذن الله.
وفي إشارته الى تثمين الدور البنّاء لبلدي العراق وسلطنة عمان في استضافة جولتين من المفاوضات وتهيئة الارضية لها، قال كنعاني :” إن جهود هذين البلدين والدور التكميلي والنهائي الذي لعبته الحكومة الصينية في هذا المجال كانت مهمة للغاية في التأثير على تحقق الانفراج في العلاقات السياسية الايرانية -السعودية.”
وقد ثمّن “كنعاني” الدور البناء للعراق وسلطنة عمان بحيث كانت استضافة وفدين قبل اجتماع بكين واستضافا ما يقرب من 8 جولات من المحادثات بين البلدين.
الحكومة الصينية يمكن أن تلعب دورًا مهما للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في كل المنطقة
وردا على سؤال حول زيارة الوفد البرلماني الإيراني للبحرين قال: الدبلوماسية أظهرت نتائجها بشكل جيد في الاتفاق بين طهران والرياض و إن استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية يدل علی فاعلية ونجاح الحل الدبلوماسي لحل سوء التفاهم والسیر على طريق جديد لتطوير العلاقات على أساس المصالح المشتركة.
وفیما یتعلق برغبة الأردن في تحسين علاقاته السياسية مع طهران، أوضح أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين طهران وعمان قائمة، وأشار إلى مشارکة إيران في قمة بغداد 2 في العاصمة الأردنية عمان وقال: إن الأجواء الإيجابية التي تشكلت بعد عودة العلاقات السياسية بين طهران والرياض يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على علاقات طهران مع الدول الأخرى ، ومنها الأردن.
وأضاف لدینا علاقة سياسية مع الأردن ، وقد أجريت بالفعل اتصالات ومحادثات على مختلف المستويات وأعلن إيران استعدادها لتعزیز العلاقات مع الأردن بناءا علی السياسة الأساسية والرئيسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة.
وثمن الدور البناء للحكومة العراقية في استئناف العلاقات بين طهران والرياض وقال: إن الحكومة العراقية كانت مؤسسة لعقد لقاءات ثنائية بين طهران والرياض ووفرت أرضیة لعقد هذه اللقاءات وإن نية الحكومة العراقية كانت خطوة أساسية للعمل السياسي الإيجابي واستخدام القدرات الدبلوماسية الجيدة لاستئناف العلاقات بين طهران والرياض وفي هذا السياق حققت الحكومة العراقية هدفها.
وعن القضايا الحدودية بين طهران وبغداد في اقليم كردستان قال: في المفاوضات التي جرت بين الوفدين الامنيين العاليين من طهران وبغداد ، توصلوا الى نتیجة مفادها ضرورة تشکیل لجنة امنية عليا تتولى متابعة القضايا المتعلقة بحدود البلدين وخاصة في إقليم كردستان العراق.
وشدد على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوحدة وسلامة الأراضي العراقیة وقال: نعتقد أن الحكومة العراقية مسؤولة عن إرساء الأمن ومراقبة الحدود المشتركة مع إيران وعليها أن تفي بمسؤولياتها والتزاماتها في هذا المجال، ونعتبر الحكومة العراقية مسؤولة عن توفير الأمن على الحدود المشتركة ، لا سيما في منطقة إقليم كردستان العراق.
وشدد على ضرورة نزع سلاح الجماعات الانفصالية التي تستخدم الأراضي العراقية في إقليم كردستان كملاذ جغرافي لأنشطتها المسلحة وخلق حالة من انعدام الأمن على طول الحدود المشتركة.
وبشأن ليبيا قال: “هناك محادثات جيدة بين إيران والحكومة الليبية ، ومؤخرا التقى سفير إيران لدى ليبيا “محمد رضا رؤوف شيباني” في طرابلس ، وزيرة الخارجية الليبية “نجلاء المنقوش ” وكان هناك تبادل جيد لوجهات النظر، فيما يتعلق بالمسائل ذات الاهتمام المشترك، ومنها استئناف نشاط سفارتي البلدين، ونأمل أن نشهد إعادة فتح السفارتين.
وفي اشارة الى الأصول الايرانية المجمدة في العراق ، قال كنعاني:” إن مسيرة علاقاتنا هي استثناء لهذه القاعدة ولدينا أطر تعاون جيدة للتبادلات الاقتصادية والتجارية والمالية بين البلدين ،والحكومة العراقية ملتزمة بهذا الصدد بحيث بذلت دائماً أقصى الجهود لتجاوز ضغوطات الحكومة الأمريكية المفروضة علينا.”
وفي اشارة الى احتمالية إنهاء الحرب في اليمن بعد اتفاق طهران – الرياض ، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية:” لطالما كانت قضية اليمن وانهاء الحرب في هذا البلد من الأولويات الجادة للجمهورية الإسلامية الايرانية ، والمتوقع هو أنه ستعكس الاجواء الإيجابية الجديدة الذي تشكلت في استئناف العلاقات الايرانية-السعودية نتائج إيجابية وجيدة في قضية اليمن.”
واستطرد حديثه في هذا الموضوع مؤكداً على ان صنع القرار المتعلق بقضايا هذا البلد بيد اليمنيين أنفسهم ، ومنذ بداية الحرب في اليمن اعتبرت ايران أن الحرب ليست هي الحل لأنها تلحق أضرارا بكل من اليمن والسعودية والمنطقة بأسرها.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية على أن الحل السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن قضية اليمن واضح وفق آخر المباحثات التي أجراها وزير الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن بحيث طلب الأمين العام من طهران استمرار إيران في لعب دورها الفعال في ملف اليمن.
وفي إشارة إلى أن طهران تستضيف منذ يوم أمس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، اعلن كنعاني عن استعداد ايران لبذل قصارى جهدها كما في السابق لإنهاء الأزمة العسكرية في اليمن.
واضاف أن المحادثات اليمنية- اليمنية هي أفضل طريقة لحل الأزمة الداخلية والاتفاق على تشكيل حكومة شعبية في هذا البلد.
وفي إشارة إلى إعادة العلاقات مع مصر وإدراجها على جدول الأعمال، قال كنعاني: ” إنّ مصر دولة مهمة وايران ومصر تقدران بعضهما البعض فالمنطقة بحاجة إلى القدرة الإيجابية والتآزر بين طهران والقاهرة”.
وقد اشار كنعاني في سياق حديثه إلى أن المحادثات الثنائية الأخيرة بين ايران ومصر قد جرت في العراق هذا الخريف على هامش قمة بغداد 2 بحيث أُجريت محادثات قصيرة وإيجابية مع رئيس مصر السيد عبد الفتاح السيسي، لأننا نؤمن بضرورة اتخاذ خطوات جديدة لتحسين العلاقات بين البلدي.
وأكد كنعاني على ان العلاقات السياسية بين الدول دائماً طريق ذو اتجاهين ، وعلينا ان نراها بطريقة ثنائية لمعرفة ما هو الطرف الاخر.
وعن زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفی الكاظمي لطهران، قال إن زيارة مختلف المسؤولين العراقيين ، بمن فيهم مسؤولون عراقيون سابقون، إلى طهران ومشاوراتنا مع الأشقاء العراقيين أمر طبيعي وليس تطوراً جديداً. و لا يزال لدى جميع رؤساء الوزراء السابقين قنوات اتصال للنقاش وتبادل الآراء مع طهران ، وهم يزورون طهران في مناسبات لمناقشة مواضيع تهمهم ، والسيد الكاظمي ليس استثناءً من هذا الموضوع.
وفیما یتعلق بسبب استدعاء سفير بلادنا في العاصمة الآذربیجانیة باكو ، قال : المسألة التي أثارها الجانب الأذربيجاني تتعلق بتحليق طائرة على حدود البلدين. وبينما كانت هذه رحلة عادية وأجریت بهدف مراقبة المناطق الحدودية الإيرانية داخل سماء الجمهورية الإسلامية الإیرانیة ، ونُفذت مثل هذه الرحلات في الماضي. وأشار إلى أنه في حالة حدوث خطأ أثناء الرحلة، فإن الرادارات وشبكات الدفاع توجه الإنذار اللازم ، وقال: لم يتم توجیه تحذير بهذا الخصوص ، مما يدل على عدم وقوع خطأ في هذا الصدد.
وأشار إلى التفاعلات بين طهران وباكو في مجال الدفاع وحضور الملحق الدفاعي الإيراني بسفارة الجمهورية الإسلامية الأیرانیة في باكو ، وقال : إذا كانت لدى جمهورية أذربيجان نوايا حسنة، يمكنها أن تثير الموضوع مع الملحق الدفاعي الإيراني لإزالة سوء التفاهم ” و من هذا المنطلق لا یمکن اعتبار قیام
الحكومة الأذربيجانية في إثارة هذه القضية في وسائل الإعلام كجزء من العلاقات الطبيعية بين الدول المجاورة وأضاف: إثارة القضايا الخلافية في الفضاء الإعلامي لا يساعد على حلها ولا يثبت حسن النية.