الأربعاء الأحمر.. الإيرانيون يستعدون للعام الجديد بالقفز على النار
يبدأ الإيرانيون عندما تخبو الشمس عشيّة آخر يوم ثلاثاء من العام الفارسي استعداداتهم للدخول في العام الشمسي الجديد من خلال إحياء "الأربعاء الأحمر".
ميدل ايست نيوز: يبدأ الإيرانيون عندما تخبو الشمس عشيّة آخر يوم ثلاثاء من العام الفارسي استعداداتهم للدخول في العام الشمسي الجديد من خلال إحياء “الأربعاء الأحمر” أو “أربعاء النار”، وتسميته الفارسية “جهارشنبه سوري”. ولا يمكن تفويت أصوات المفرقعات التي تُطلق يوم الأربعاء في مختلف مدن إيران وقراها، احتفالاً بالمناسبة وتعبيراً عن الفرح باقتراب عيد النوروز الذي يُحتفى به في 21 مارس/ آذار من كل عام.
ثمّة تقاليد أخرى يمارسها الإيرانيون وتختلف من منطقة إلى أخرى، نظراً إلى اختلاف الثقافات في البلاد التي تضمّ المجتمع الأكثر فسيفسائية في الشرق الأوسط، بسبب احتضانه أعراقاً وقوميات عدّة من أمثال الفرس والأتراك والأكراد والعرب والبلوش والألوار وغيرها. ومن تلك التقاليد، عدد من الأطباق الخاصة، مثل “بلو هفت رنغ” (نوع من البيلاف) وحساء “آش رشته”.
وطرأت تحوّلات عدّة على طرق الاحتفال بـ”الأربعاء الأحمر” في إيران على مدى القرون الماضية. على الرغم من طغيان الجديد على احتفالات “الأربعاء الأحمر” في أيامنا هذه من استخدام متفجرات ومفرقعات تحول المدن الإيرانية إلى ساحات حروب، غير أنّ إيرانيين كثيرين ما زالوا يتمسّكون بالطريقة الاحتفالية التقليدية، من خلال إشعال النار في الطرقات والأزقة وفي ساحات البيوت وعلى أسطحها بهدف القفز فوقها.
وتجمع كل عائلة أو مجموعة من العائلات الحطب وتشعل النار فيها مع مغيب الشمس، ويقفز الأشخاص فوقها ثلاث مرات لدفع الشر والنحس والأمراض والهموم واستجلاب الصحة والسرور. وبينما قد لا يستحضر بعض الأشخاص الدلالات التاريخية لحظة القفز فوق النار، فإنّ آخرين قد يلقون أشعاراً شعبية تقليدية من قبيل “خذي لوني الأصفر وامنحيني لونك الأحمر، فليرحل الهم ويأتي الفرح و…”. والأصفر يدلّ على المرض والنحس فيما الأحمر على الصحة والنصيب الجيّد.