من الصحافة الإيرانية: ما الذي ستجنيه إيران من العلاقة مع السعودية في ظل العقوبات؟
الاتفاق الأخير بين طهران والرياض لم يزيل الجذور الرئيسية للتوتر بين إيران والجهات الفاعلة الإقليمية.

ميدل ايست نيوز: ترى أستاذة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون أن كلاً من إيران والسعودية توصلتا إلى استنتاج مفاده أنهما غير قادرين على مجابهة بعضهما البعض، وبالتالي يجب أن يكون لديهما نوع من التعايش السلمي، لكن في الوقت الحالي، علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت هذه الاتفاقية ستستمر وتؤدي إلى نوع من التعاون أم أنها ستبقى كنوع من “السلام البارد”.
وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، قالت شيرين هانتر، حول الاتفاقية التي شهدتها المنطقة في الأسابيع الماضية بين إيران والسعودية بوساطة صينية لاستئناف العلاقات بعد 7 سنوات من القطيعة، وعن سبب نقل هذه العملية التي استمرت عامين من العراق إلى الصين: “لم يكن للعراق النفوذ والقدرة اللازمين للوساطة، في حين أن للصين نفوذ كبير في طهران والرياض وربما ضغطت على هاتين الدولتين لحل خلافاتهما مع بعضهما البعض من أجل هذا الاتفاق.”
وأجابت هذه المحللة لقضايا الشرق الأوسط على سؤال مفاده أنه في الجولات الخمس الأولى من هذه المحادثات، لم نشهد أي تقدم ملحوظ، إذ لم تكن السعودية ترغب إطلاقاً في تحقيق قفزة ذات مغزى في التفاوض مع إيران؛ فما هي التطورات أو التغيرات التي أدت إلى رفع هذه المحادثات إلى المستوى السياسي؟ قالت: “بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون تفاصيل المحادثات، فمن الصعب عليهم طرح تحليل ووجهات نظر بشكل قطعي عن أسباب التوصل إلى هذا الاتفاق، حيث من المحتمل أن تكون إيران قد قدمت تنازلات للسعودية، خاصة في سياق حرب اليمن، أو من المحتمل أن تكون السعودية قد قدمت تنازلات لإيران.”
وأضافت: “ان كلاً من إيران والسعودية توصلتا إلى استنتاج مفاده أنهما غير قادرين على مجابهة بعضهما البعض، وبالتالي يجب أن يكون لديهما نوع من التعايش السلمي، لكن في الوقت الحالي، علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت هذه الاتفاقية ستستمر وتؤدي إلى نوع من التعاون أم أنها ستبقى كنوع من السلام والصلح البارد.
وردت هانتر على سؤال مفاده أنه بعد أيام قليلة من إعلان الاتفاق بين طهران والرياض، انطلقت مفاوضات السلام في اليمن ويبدو أننا نشهد نهاية هذه الحرب الطويلة في المنطقة، فما هي القضايا الأخرى التي سيتم حلها بعد الاتفاق بين إيران والسعودية، قالت: النجاح في إحلال السلام في اليمن له عدة جوانب؛ أحدها، دور الجهات الأجنبية، والآخر هو العلاقات بين الجماعات اليمنية. لذلك، على الرغم من أن تحسّن العلاقات بين إيران والسعودية ربما يكون قد ساعد في عملية السلام اليمنية، إلا أنها لن تكون قادرة على حل هذه المشكلة بمفردها.”
“بندر عباس” الإيرانية تنتظر الاستثمارات الصينية.. وماذا عن الاستثمارات السعودية؟
وتابعت: “إن عودة العلاقات بين طهران والرياض قد تساعد في حل الخلافات الداخلية للعراق وربما لبنان أيضاً، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن العديد من هذه المشاكل الإقليمية متجذرة في الانقسامات الداخلية لدول المنطقة، وبدون هذه الانقسامات، لم يكن للجهات الأجنبية الفاعلة أن تلعب دورًا في شؤون هذه الدول.”
ورداً على سؤال مفاده أن الأنباء تشير إلى أن اجتماع الاتحاد الأوروبي بحضور إيراني سيعقد في المستقبل القريب، قالت: “إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف يتحسن موقع إيران في المنطقة. لكن ربما تمنع علاقات بعض الفاعلين الإقليميين ضد إيران والعقوبات من الانفتاح في المجال الاقتصادي.”
وأضافت: “رغم كل شيء، فإن الاتفاق الأخير لم يزيل بعض الجذور الرئيسية للتوتر بين إيران والجهات الفاعلة الإقليمية. لذلك، رغم أن هذا الاتفاق إيجابي للغاية، إلا أنه ليس علاجًا كاملاً لمشاكل إيران.”