جدل في إيران حول أصالة المنحوتة الإيرانية التي اكتشفت في بريطانيا أثناء تهريبها

كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن أصالة وزيف القطعة الأثرية الإيرانية التي تعود للعهد الساساني، والذي ورد مؤخرًا أنه تمت مصادرتها في بريطانيا أثناء عملية تهريبها.

ميدل ايست نيوز: كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن أصالة وزيف القطعة الأثرية الإيرانية التي تعود للعهد الساساني، والذي ورد مؤخرًا أنه تمت مصادرتها في بريطانيا أثناء عملية تهريبها.

وبحسب وكالة ايلنا للأنباء، قال المدير العام للمتاحف الإيرانية: “بالنظر إلى أن المتحف البريطاني يضم خبراء بارزين في مجال التاريخ والفن من العصر الساساني، فقد قاموا بفحص هذه المنحوتة وتأكدوا من أصالتها وأكدوا أن منشأها محافظة فارس. بالطبع، بعد إرجاع هذه القطعة إلى إيران، سنقوم بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من أصالتها ومرجعها.”

وأشار كبير أمناء المتحف البريطاني، سانت جون سيمبسون، إلى أن المتحف البريطاني أكد أصالة هذه المنحوتة الصخرية، التي تعود إلى العهد الساساني، وهي سلالة إمبراطورية حكمت إيران خلال سنوات (226 إلى 651 ميلادية)، وتقدر قيمتها بين 20 و 30 مليون جنيه.

وفي هذا السياق، كان لبعض الخبراء وعلماء الآثار في إيران رأي مختلف حول هذا الأثر الساساني، حيث قال أبوالحسن أتابكي (دكتور في التاريخ وعالم لغات قديمة)، والذي كان يدرس ويكتشف نقوشًا من فترات مختلفة في محافظة فارس لسنوات عديدة، من الساسانيين إلى البارثيين: “أعتقد أن هذه المنحوتة المذكورة ليست أصلية، فالنقوش الساسانية كبيرة الحجم بشكل عام من ناحية الارتفاع.”

وشدد أتابكي، على أن زيف هذا النقش بارز أكثر من أصالته، وقال: “في الفن الساساني والبارثي، يظهر تشريح الجسد جيدًا. في حين أن هذه القطعة تفتقر إلى هذه الخصائص.”

من جانبه، قال علي هجبري (عالم آثار): “الوصول إلى رأي محدد حول هذه المنحوتة البارزة يعتمد على خبرة مفصلة في تاريخ إيران. بقدر ما يمكننا الوثوق في وجهات النظر التي تم الإدلاء بها، فإن رأي جون سيمبسون محل ثقة. لقد كان يبحث هذا الشخص في الفترة الساسانية منذ سنوات عديدة وهو على دراية بالموضوع بشكل كامل، ولا يمكنني أن أعطي رأيي المحدد حتى نفحص هذه القطعة في إيران، لكنني شخصياً أقبل رأي جون سيمبسون، كما أنني أحترم رأي النقاد.”

وفي إشارة إلى رأي المنتقدين الذي يؤكد صحة النقش الساساني، قال: “لا أعتقد أن الحجج التي أثيرت حول زيف النقش الساساني صحيحة.”

وبحسب مسؤولي التراث الإيرانيين، فقد حُسمت الدعوى القانونية لهذا الأثر التاريخي، الذي تم اكتشافه أثناء عملية تهريبه في بريطانيا، وتم إثبات انتمائه لإيران في عام 2019. ما يجب فعله الآن هو القيام بعملية إعادته لإيران لكي يتم فحصه.

تجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لمسؤولي التراث الثقافي الإيراني، في عام 2016، تم الاستيلاء على شحنة تحتوي على جزء من منحوتة ساسانية في مطار ستانستيد في لندن. إذ اشتبه عناصر حرس الحدود في ذلك بسبب نوع تغليف هذه المنحوتة، وبعد التفتيش تم ضبط هذه الشحنة وتسليمها للمتحف البريطاني من قبل الشرطة. وفقًا للتحقيقات التي أجريت حول هذا الأثر، يبدو أنه كان جزءًا من منحوتة بتكوين أكبر.

في الحقيقة، يجعل عدم وجود أي نقوش على هذه المنحوتة من الصعب التعرف على الشخص المنحوت فيها. على الرغم من أن شواهدها الخارجية تظهر صورة شخصية رفيعة المستوى من العصر الساساني.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى