ما الأسباب التي تمنع إيران من الاستيلاء على حصة كبيرة من السوق الروسية؟

مسار الموانئ الجنوبية الإيرانية أكثر نفعاً للأغراض التجارية لموسكو مما لو كانت تريد دخول البحر الأبيض المتوسط ​​من البحر الأسود أو دخول البحر الأحمر من قناة السويس.

ميدل ايست نيوز: قال نائب الأمين العام لوزارة الصناعة الإيرانية، في رده على الأنباء التي تفيد بأن إيران أصبحت مركزًا لنقل الحبوب المصدرة من روسيا، إن هناك طريق بحري بين إيران وروسيا دون وسيط من دول أخرى، ويمكن للروس نقل بضائعهم العابرة بالسفن إلى موانئ أنزلي وأمير أباد وغيرها، وبما أن ميناء أنزلي قريب من السكة الحديدية، فمن الممكن نقل البضائع مباشرة عبر خطوط السكك الحديدية إلى الموانئ الجنوبية لإيران وإرسالها إلى وجهات تصدير روسية أخرى من هناك.

وبحسب وكالة ايلنا للأنباء، قدم آرماني خالقي، هذا المسار كبديل مناسب لروسيا في ظل العقوبات الغربية، وقال: “لا يمكن لروسيا أن تقتصر على ممر البحر الأسود خلال ظروف الحرب، إذ يبدو أنه لا يمكن الحصول على أمن النقل في هذا البلد من خلال هذا المعبر، لذلك يبحثون عن طرق بديلة لنقل بضائعهم إلى وجهاتهم التجارية. منذ العصور القديمة، كانت إيران طريقًا مثاليًا وحلمًا لروسيا للوصول إلى المياه الدافئة والحرة.”

وأضاف:”أصبحت دبي اليوم في شبه الجزيرة العربية ميناء لجميع دول المنطقة، بمعنى أن البضائع يتم استيرادها وتفريغها وإعادة تحميلها في هذا البلد. كان بإمكاننا فعل هذا الشيء نفسه، لكن لأي سبب من الأسباب، لم يحدث ذلك. لكن هذه فرصة جديدة ويتطلب تحقيقها تخطيطًا طويل الأجل، بحيث لا يمكننا أن نتوقع أن يتم تشغيلها في غضون 2 إلى 3 سنوات قادمة. يجب تحويل هذه التصريحات إلى خطط ومشاريع وميزانية وتحديد بدايتها ونهايتها، وإذا لم نفعل ذلك، فسيظل الطموح حلماً. ”

واعتبر هذا الناشط الاقتصادي أن النجاح في هذا المجال يتطلب تخطيطًا اقتصاديًا ودبلوماسية اقتصادية وسياسية قوية وتحسين العلاقات الدولية، وقال: “في ظل ظروف العقوبات لا تعتبر الموانئ الإيرانية وجهة للكثير من الدول، يبقى هذا الأمر مجرد تصريح و مشروع دولي كبير.”

وفي جوابه على سؤال أنه في العام الماضي كانت هناك محادثات حول تحول إيران إلى مركز للحبوب الروسية، إلا أن شيئاً لم يحدث عمليًا، فهل من الممكن أن يتكرر مصير هذا المشروع أيضاً؟ قال: “كان من المفترض أن تمر خطوط أنابيب الغاز الروسية عبر إيران، لكن عمليًا لم يحدث هذا الأمر لأسباب نجهلها. لم يقتصر الأمر عند هذه المسألة فحسب، بل حدثت حالات شبيهة مرات عديدة، هذه المسألة تعزز العقلية القائلة بأننا أحيانًا نصبح مكانًا يتساوم فيه الروس ويحققون أهدافهم ويخدمون مصالحهم بطرقهم الخاصة.”

خسارتان لروسيا.. في حال إحياء الاتفاق النووي الإيراني

وأكمل نائب الأمين العام لوزارة الصناعة الإيرانية: “تُعتبر إيران إحدى السبل والطرق البديلة التي تبحث روسيا عنها لاستخدامها عندما تقع تحت الضغط. وعليه، فإن مسار الموانئ الجنوبية الإيرانية أكثر اقتصاداً ونفعاً للأغراض التجارية لموسكو مما لو كانت تريد دخول البحر الأبيض المتوسط ​​من البحر الأسود أو دخول البحر الأحمر من قناة السويس. فيما يعد وصول روسيا إلى دول إفريقيا وجنوب شرق آسيا عبر إيران من حيث التكلفة والفعالية أفضل بأضعاف من غيرها من الطرق.”

وصرح خالقي أن إيران لا تستطيع الاستيلاء على حصة كبيرة من السوق الروسية، وقال: “لم يتغير حجم الصادرات الإيرانية إلى روسيا بشكل كبير مع إبرام الاتفاقية الأوروبية الآسيوية، فيما سيستغرق رجال الأعمال الإيرانيون وقتًا للوصول إلى مقصدهم في السوق الروسية، لأننا لم نتعلم بعد فن العمل مع الروس. بمعنى، أننا لم نصل بعد إلى المعايير التي يريدونها، من متطلبات السوق إلى التغليف، وما إلى ذلك. أيضًا، لم يتم تحديد آلية تحويل الأموال وتبادلها بين البلدين، رغم فرض عقوبات عليهما، إلا أنهما ما زالا غير قادرين على إنشاء خط صرف نقدي موثوق فيما بينهما.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى