دبلوماسية الإفطار.. رمضان يعزز الاتجاه الجديد للشرق الأوسط

بلدان الشرق الأوسط تستغل شهر رمضان لاستضافة الاجتماعات والمشاركة في الدبلوماسية التي تهدف إلى رأب الصدع في المنطقة.

ميدل ايست نيوز: سلط المحلل السياسي، سيث فرانتزمان، الضوء على الاتجاه التصالحي الجديد لسياسات بلدان الشرق الأوسط الخارجية، مشيرا إلى أن شهر رمضان المبارك جاء بمثابة فرصة لتعزيز هذا الاتجاه عبر ما سماها “دبلوماسية الإفطار”.

وذكر فرانتزمان، في تحليل نشره موقع “جيروزاليم بوست” الإسرائيلي أن بلدان الشرق الأوسط تستغل شهر رمضان لاستضافة الاجتماعات والمشاركة في الدبلوماسية التي تهدف إلى رأب الصدع في المنطقة، خاصة تلك البلدان التي شهدت توترات في الماضي وتحاول الآن العمل معًا نحو عصر جديد من الدبلوماسية.

وأضاف أن العديد من البلدان المعنية تعتقد أن دبلوماسية الإفطار من شأنها أن تعزز الاتجاه نحو الاستقرار، ضاربا المثل بسفير السعودية في العراق، عبدالعزيز الشمري، الذي عقد اجتماعًا مع نظيره الإيراني، محمد كاظم آل صادق، على مائدة إفطار دعا إليها الأخير.

وفي النرويج، أقامت السفيرة السعودية، آمال يحيى المعلمي، مأدبة إفطار رمضانية، ودعت إليها السفير الإيراني، علي رضا يوسفي، إلى جانب رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدة لدى النرويج.

وأشادت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية والسعودية بهذه اللقاءات وسلطت الضوء عليها، في الوقت الذي تعمل فيه إيران والسعودية على المصالحة، التي ستشمل إعادة فتح السفارتين.

وأدى توقيع اتفاقية استعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وموائد الإفطار، إلى خلق جو ودي بين أعضاء السلك الدبلوماسي للبلدين في جميع أنحاء العالم، وهو ما احتفت به وسائل إعلام سعودية وإيرانية.

فصحيفة “سعودي جازيت” أوردت أن شهر رمضان شهد لقاء سفيري البلدين في العراق والنرويج على موائد الإفطار، ما يؤكد التقدم في تفعيل اتفاق بكين وعودة العلاقات إلى طبيعتها.

فيما أشارت صحيفة “مهر نيوز” الإيرانية إلى إقامة سفير إيران في العراق، محمد كاظم آل صادق، مأدبة إفطار في سفارة بلاده، مشيرة إلى أن المأدبة أقيمت بهدف التقارب بين دول منطقة غرب آسيا.

وهنا يشير فرانتزمان إلى أن دبلوماسية الإفطار السعودية امتدت إلى سريلانكا وباكستان، إذ تساهم في تحسين صورة المملكة إلى جانب تشجيع الوحدة الإسلامية والتواصل.

وفي السياق، نوه فرانتزمان إلى استضافة الدبلوماسي التركي، صالح موتلو شين، في مصر ضمن محاولة أنقرة للتواصل مع القاهرة بعد سنوات من العلاقات الباردة.

وأضاف أن العام الماضي شهد المزيد من محاولات المصالحة بين مصر وتركيا، وأن أنقرة تستغل رمضان كوسيلة للتواصل مع شخصيات مهمة في مصر.

وتم تعيين موتلو شين، العام الماضي، للعمل في القاهرة، وأعلنت أنقرة، في منتصف مارس/آذار، إنها سترفع مستوى العلاقات مع مصر إلى مستوى سفير بعد سنوات من عدم وجود سفير لها في مصر.

وكان “موتلو شين” ممثل تركيا السابق في منظمة التعاون الإسلامي بين 2015-2020. ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مصر غدا الخميس.

ويخلص فرانتزمان إلى أن رمضان أصبح مناسبة دبلوماسية مهمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة في ظل اتجاه لعكس مسار السنوات السابقة، التي أدت إلى توترات بين الدول وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى