وثيقة أميركية مسربة ترصد طبيعة الخلافات الروسية الإيرانية
تناولت إحدى الوثائق المسربة من وزارة الدفاع الأميركية تقييم الاستخبارات العسكرية لطابع التحديات التي تعترض تطور العلاقات الروسية الإيرانية.
ميدل ايست نيوز: قدّرت الاستخبارات الأميركية أن كلاً من روسيا وإيران ليستا حليفتين، ولن تكونا كذلك في المستقبل، حيث تناولت إحدى الوثائق المسربة من وزارة الدفاع الأميركية تقييم الاستخبارات العسكرية لطابع التحديات التي تعترض تطور العلاقات الروسية الإيرانية.
وحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الذي نشر اليوم الأحد، ما جاء في الوثيقة، فإن الاستخبارات الأميركية تقدّر أن نقاط الخلاف بين روسيا وإيران “غير مرشحة للحل”. ولفت التقدير إلى أنه على الرغم من رغبة روسيا في الاستعانة بقدرات إيران العسكرية لتعزيز قدرتها على مواصلة جهدها الحربي في أوكرانيا، إلا أن الدولتين لم تتمكنا من حل نقاط الخلاف بينهما في عدد من الملفات الإقليمية.
وتوقعت الوثيقة أن تواصل طهران وموسكو نمط العلاقة الحالي بينهما حتى نهاية الحرب الأوكرانية الروسية.
وحسب الوثيقة، فإن مجالات التعاون الكاملة بين موسكو وطهران شملت بشكل خاص المجالات العسكرية، حيث زودت روسيا إيران بصاروخ “جافلين” الأميركي الذي غنمته خلال الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الإيرانيين يعكفون على دراسة الصاروخ بهدف محاولة الاستفادة من قدراته التقنية في تطوير ترسانتهم الصاروخية. ولفتت إلى أن إيران دشّنت مصنعاً لإنتاج الطائرات المسيَّرة الهجومية على الأراضي الروسية.
وحول رغبة إيران في الحصول على طائرة “سوخوي 34” الروسية المتطورة، تشير الوثيقة إلى أن الصناعات العسكرية الروسية تواجه صعاباً كبيرة بفعل العقوبات الغربية، تقلص من قدرتها على مواصلة العمل وإنتاج المنظومات القتالية، وضمنها الطائرات.
ولفتت الوثيقة إلى أن إيران احتجت على طابع تغطية الإعلام الروسي للمظاهرات التي تلت مقتل الشابة مهسا أميني، التي توفيت لدى اعتقالها من “شرطة الأخلاق” لمخالفتها قواعد ارتداء الحجاب.
وأكدت الوثيقة خشية روسيا من محاولات إيران استغلال اعتمادها عليها في المجال العسكري بهدف الحصول على “أكبر قدر من المكاسب، فيما يراود إيران الشكوك في إمكانية أن تصبح روسيا شريكاً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه”.
ولفتت الوثيقة إلى أن الدعم الذي تبديه روسيا لإيران في المحادثات التي أجريت حول التوصل إلى الاتفاق النووي لم يرضِ الإيرانيين، حيث احتجت طهران على مواصلة التزام موسكو العقوبات التي فرضت على إيران في إطار الاتفاق النووي الذي وقع في 2015، فضلاً عن أن إيران لم تسدد التزامها المالي لروسيا في أعقاب إنجازها مهمة بناء المفاعل النووي في مدينة “بوشهر”.
وأوضحت الوثيقة أن روسيا ترفض طلب إيران إشراكها في المحادثات التي تجري مع تركيا بشأن سورية، مشيرة إلى أن موسكو تحاول ألا يفضي تطوير علاقاتها بإيران إلى تفجير أزمات مع إسرائيل ودول خليجية.