إيران: إرسال آلاف التحذيرات في اليوم الأول من خطة الحجاب

أرسلت الشرطة الإيرانية آلاف الرسائل النصية التحذيرية إلى أصحاب المحال التجارية، بسبب خلع عاملات فيها الحجاب.

ميدل ايست نيوز: في اليوم الأول لبدء سريان تنفيذ خطة التصدي لخلع الحجاب وسط انتقادات واسعة، أرسلت الشرطة الإيرانية آلاف الرسائل النصية التحذيرية إلى أصحاب المحال التجارية، بسبب خلع عاملات فيها الحجاب، وأغلقت عشرات المحال التجارية التي تشمل متاجر ومطاعم.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية العميد سعيد منتظر المهدي، اليوم الأحد، كما أوردت وكالة “فارس”، إنه سجلت، يوم أمس السبت الذي بدأ فيه تنفيذ خطة الحجاب والعفة، مئات حالات خلع الحجاب في السيارات وأرسلت رسائل نصية لأصحابها، مشيراً إلى أن 84 في المائة من المتلقين تجاوبوا مع الرسائل.

وتابع أن الرسالة التحذيرية الثانية أرسلت لعدد قليل من أصحاب هذه السيارات، اللذين لم يلتزموا بالقانون، وحذرتهم من توقيف سيارتهم، وتضمنت أنه إذا تكرر خلع الحجاب فيها للمرة الثالثة فسيتم توقيف السيارة.

وأضاف المهدي أن الشرطة أرسلت 3500 رسالة نصية لأصحاب المحال التجارية بسبب خلع الحجاب فيها، مشيراً إلى أنه أُخذ تعهد إلكترونياً من 532 محلا. ولفت إلى أن الشرطة أغلقت 137 محلاً و18 مطعماً بسبب تجاهل أصحابها الإنذارات السابقة، وشكلت ملفات قضائية لهم، وجرت إحالتهم إلى السلطة القضائية. كما قال إن الشرطة أحالت “عدداً قليلاً من المخالفات” في الشوارع إلى السلطة القضائية.

وبدأت الشرطة الإيرانية، اعتباراً من السبت، تنفيذ خطتها الجديدة لمراقبة وضع الحجاب في الشوارع الإيرانية عبر كاميرات المراقبة.

وتهدف الخطة الجديدة للشرطة الإيرانية إلى التصدّي لمظاهر خلع الحجاب وفرض رقابة إلكترونية على ذلك للحد من الظاهرة. وعلى ما يبدو، فإنّ الخطة تأتي بدلاً من تسيير دوريات لشرطة الآداب والإرشاد في الشوارع، والتي أثارت جدلاً واسعاً على مدى أكثر من عقد.

وبحسب الخطة الجديدة، فإنّه بعد التعرف إلى الإيرانيات المخالفات لقانون الحجاب، ترسل لهن رسالة نصية للمرة الأولى، ثم في المرة الثانية في حال تكرر الأمر تجرى إحالتهن إلى المحاكم.

إلى ذلك، أفادت وكالة “فارس” الإيرانية المحافظة، التي نظمت أخيراً حملة للتصدي لظاهرة خلع الحجاب، بأن الشرطة أغلقت 14 مطعماً في مدينة رفسنجان، جنوب شرقي إيران، بسبب خلع الحجاب وتقديم النارجيلة للزبائن وعدم امتلاك تصريح العمل.

إلى ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لتجمع طلابي احتجاجي في كلية علم النفس التابعة لجامعة طهران ضد التدابير الجديدة بشأن الحجاب.

وقال نائب قائد مقر الحجاب والعفاف في محافظة يزد، علي أكبر عزيزي، اليوم الأحد، إنه بحسب تعليمات وزارة الداخلية، يحظر تقديم أي خدمات للإيرانيات اللواتي يخلعن حجابهن.

ومع انتهاء عطلة النوروز (السنة الجديدة الإيرانية) في الثالث من الشهر الجاري، أعلنت وزارات التعليم والتربية والتعليم العالي والصحة أنها لن تقدم الخدمات التعليمية للطالبات غير المحجبات. كما انتشرت فيديوهات عن منع تقديم الخدمات للإيرانيات غير المحجبات في الأماكن العامة، مثل المطارات.

وأثارت هذه الخطة انتقادات واسعة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وبين نخبة في إيران. ويرى المنتقدون أنّ هذه الخطة، كسابقتها، المتمثلة في تسيير دوريات شرطة الإرشاد في الشوارع، لن تجدي نفعاً وستأتي بنتائج عكسية.

وبعدما عاد الحجاب إلى واجهة السياسة الداخلية الإيرانية مع تصاعد انتقادات المحافظين، بدأت الحكومة تتخذ أساليب جديدة للحد من ظاهرة خلع الحجاب في المجتمع، والتي انطلقت مع الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الآداب في طهران على خلفية الحجاب.

والسبت، اتّهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي “العدو” بأنه يسعى إلى تحويل الحجاب إلى “قضية أمنية”، بالتزامن مع بدء الشرطة الإيرانية خطة جديدة للتصدي لمظاهر خلع الحجاب في الشوارع الإيرانية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى